شؤون فلسطينية : عدد 211 (ص 19)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 211 (ص 19)
- المحتوى
-
ربعي المدهون سس
من انطلاقتهاء أخذت تتردّدء في الاوساط السياسية الاردنية» ومنذ نيسان (ابريل) ,١14/ أحاديث
عن «اتفاق الاردن مع الاتحاد السوفياتي على المبادىء العريضة لفكرة المؤتمر الدولي: وعلى تمثيل
م.ت.ف. وان الاردن سوف يقبل باقامة دولة فلسطينية مستقلة, اذا كانت هذه رغبة الشعب
الفلسطيني؛ وانه ليس [ثمّة] تنافس بين الاردن وم.ت.ف.»('). وفي الجانب المقابل» بات رئيس
اللجنة التنفيذية ل م.ت.ف. ياسر عرفات؛ يردّد «ان ما كان جائزاً تكتيكياً قبل الانتفاضة لم يعد
جائزاً بعدها». وعكست هذه الجملة «تقديرا يرقى الى مستوى التقديس لفعل الانتفاضة و[عكست],
في الوقت عينه؛ تفهّماً من القيادة الفلسبطينية لثقل المسؤولية» وللحسابات الدقيقة التي أصبحت تنظم
ايقاع القرار السياسي الفلسطينيء, وذلك في خطين متوازيين: الاول يستهدف تصعيد وتائر المشروع
الانتفاضي في الداخل؛ و[الثاني] يسعى الى توظيف نتائج هذا المشروع لتحصيل مكتسبات سياسية
بوزن الانتفاضة»(١). وأدرك الاردن» مبكراً, التطوّرات الكبيرة التى جاءت الانتفاضة بها وأثرها
المباشر والحاسم في خياراته السياسية؛ من جهة؛ وفي علاقته بالمنظمة والشعب الفلسطينيء من جهة
أخرى. وبات عليه ان يترك للفلسطينيين كامل فرصتهم في التعبير عن تطلّعاتهم الوطنية. ويالفعل,
ف «عندما تأكد للاردنيين ان دولتهم أصبحت, بالديناميات الخاصة بهاء قادرة على انجاز ' أردنة '
الاردن» توت الاسرة الهاشمية صوغ الخط البديل الذي يعلن» دون تهيّب أو حرجء عن انفكاك
التحالف السابق [مع الفلسطينيين]»2""). وأعلن الملك حسسينء بتاريخ 7١ تموز ( يوليى ) :١54 عن
فك العلاقة القانونية والادارية مع الضفة الفلسطينية. وقالء في بيان أذاعه بهذا الخصوص: «ان
هناك توجها فلسطينياًء وعربياًء يمن بضرورة ابراز الهوية الفلسطينية؛ بشكل كاملء في كل جهدء أو
نشاطء يتصل بالقضية الفلسطينية» أى بتطوراتها؛ كما اتضح ان هناك قناعة عامّة بن يقاء العلاقة
القانونية» والادارية, مع الضفة [الفلسطينية]» وما يترتب عليها من تعامل أردني خاص مع الاخوة
الفلسطينيين تحت الاحتلال» يتناقض مع هذا التوجّهء مكلما يكوّن عائقاً أمام النضال الفلسطيني
الساعي الى كسب التأثير الدولي للقضية الفلسطينية» باعتبارها قضية وطنية. عادلة لشعب يناضل
ضد احتلال أجنبي... [و] الوحدة العربية؛ بين أي شعبين عربيين أو أكثرء هي اختيار لكل شعب
عربي... وعلى أساس ذلك, تجاوبنا مع رغبة ممثلي الشعب الفلسطيني بالوحدة مع الاردن العام
: ومن منطلقه نحترم رغية م.ت.ف. الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطينيء بالانفصال في
دولة فلسطينية مستقلة(5):
بين «الاردكة» و«الفلسطنة,
جاءت خطوة الاردن» هذه؛ بمثابة محاولة كبيرة ومباشرة «لحماية شرق الاردن من خطر الانتفاضة
ان نجحتء ومن فشلها ان قمعت292). وبذلك انتقل الاردن الى «خط الدفاع الاخير عن الأمن المهرّد
لشرق الاردن»(*)؛ أن بدأ ميزان القوى الاقليمي يميل في غير صالحه ويدفعه باتجاه «الاردنة» التى
تمل خياره المفضل في مثل هذه الاوضاعء بالاضافة الى تعقّد علاقته بفلسطين, وتعاظم أزمته
الاقتصادية» وتراجع أهميته الاستراتيجية في نظر الغرب( '). وأجمع كثيرون على ان مخاوف الاردن
من تطوّرات اسرائيلية محتملة احتلت موقعاً هاما في تفسير لجوء الاردن الى فك ارتباطه مع الضفة
الفلسطينيية. فقد تصاعدت, في السنوات الاخيرة, وخصوصا مع اشتداد الانتفاضة, أصوات
اسرائيلية يمينية عدّة, دعت الى حل المسأآلة الفلسطينية في الاردن. وتِزمُم وزير التجارة والصناعة
الاسبق» اريئيل شارون» الحملة ضد الاردن في هذا الاتجاه. وعبّرت أوساط اسرائيلية مؤيدة لهذه
الدعوات عن مفاهيم هذا التيار بقولهاء انه «مادامت أغلبية سكان الضفة الشرقية لنهر
18 شُون فلسطيزية العدد ١١؟: تشرين الأول ( اكتويز) 195٠0 - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 211
- تاريخ
- أكتوبر ١٩٩٠
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 23875 (3 views)