شؤون فلسطينية : عدد 211 (ص 30)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 211 (ص 30)
- المحتوى
-
ب مسالة السلام العربي الاسرائيلي
السوفياتي عموماً. كذلك ليس المقصود ان الاتحاد السوفياتي كان مخدوعاً بالنسبة الى الحركة
الصهيونية. لقد كان ستالين بالذات عدوٌاً لدوداً للحركات اليهودية العنصرية: ولا تخفى عليه: حتماً؛
الطبيعة العنصرية والاستعمارية الاستيطانية للصهيونية؛ ولا الاستخد امات الأمبريالية الدولية لها.
اضافة الى ان القيادة السوفياتية كانت تعرفء حتماًء ان حرب الدول العربية لم يكن هدفها ازالة
اسرائيل ولم تكن تلك القيادة من السذاجة كي تظن ذلكء أو كي تعتقد بسلمية اسرائيل, ولى بمعيار
قرار التقسيم الرقم .١4١
من الصعب تفسير ذلك الموقف من دون ان يحصل المرء على وثائق كافية. لكن يمكن ان يوجد
بعض التفسير في كواليس مؤتمر يالطاء الذي حدّدء في حينه؛ الخرائط الجي بوليتيكية» ومن الجملة
كان الشرق الأوسط فيه من حصة الغرب. ريماء أيضاًء كان من جملة العوامل المؤثرة في الموقف
السوفياتى القوة النسبية التى تتمتع بها الولايات المتحدة الاميركية, وحاجة الاتحاد السوفياتي الى
التقاط الأنفاسء, لا سيما ان القياة السوفياتية كانت تعرف الوزن الصهيوني في صنع القرار لدى
السياسة الأميركية؛ وان الولايات المتحدة الاميركية كانت تمتلك, حينئذٍء القنبلة الذرية, التي لم
يمتلكها الاتحاد السوفياتي» إلا في العام 648" . ريما يدخل في الاعتبار, أيضاً, كون الاستيطان
الصهيوني الجديد يمكن ان يحمل معه» تدريجياً. «الحضارة» و«الماركسية اللينينية» الى منطقة
«خاملة» منغلقة على التبعية لبريطانيا؛ أى ان يحمل معه التناقض الذي يهن المنطقة؛ ويساعد في
اندفاعة القوى التقدمية فيها.
يجب ان توجد تفسيرات اكثر دقة:؛ وغير مكتفية بالعموميات» وغير مبنية على الاندفاعات
العاطفية ؛ للتأييد الذي تمتعت, وتتمتع: به اسرائيل منذ قيامهاء وقبيل قيامهاء من كل حكومات العالم
تقريباً. ويجبء في الوقت عينه, تحديد مسؤولية الحكومات العربية في الماضيء وفي الحاضرء بشكل
موضوعي عن ذلك.
ان دفاع العرب عن أنفسهم لم يأخذء حتى الآن» صيغة علمية؛ ولا يمكن ان يأخذ مثل هذه
الصيغة؛ ما لم تتوضح صورة اسرائيل الحقيقية لدى مختلف دول العالم ذات الوزن منهاء مثل دول
الشمالء والنامية منها مثل دول الجنوب: بل ولدى الدول العربية ذاتها. اسرائيل تقوم بأدوار متنوعة
في اميركا اللاتينية» وافريقياء وآسيا؛ وعلى الرغم من انه يوجد, حالياً. تأييد في العالم للطرف العربي:
فان هذا التأييد يبقى على السطح, ويتفادى أي مواجهة مع اسرائيل.
العموميات تفّر بعض ذلك. ولكن هذا لا يكفي بالنسبة الى استراتيجية دفاعية عربية مبنيّة على
أساس علميء وذات منظور بعيد الأمد. ١
لا يمكن تفسير الموقف السوفياتي القديم» الذي مررنا عليه» بكونه ناتجاً عن التأييد للصهيونية.
بالعكسء ان أدبيات الحزب الشيوعى الفلسطينيء التى تعوب الى الثلاثينات!١'), توضح الموقف
الموصول بالموقف الأممي ضد الصهيونية. 0
وعلى الرغم من التناقض الظاهري بين الموقف السوفياتي القديم», وموقفه في الخمسينات بعد بناء
العلاقات الجيدة مع مصر وسورياء فإن جوهر الموقف لم يتغير: فالموقف العنصري مرفوض من كلا
الطرفين» العربي والاسرائيلي والتركيز السوفياتي هو على اقامة السلام في المنطقة. وهذا السلام تتغير
ظروفه في المعالجة السوفياتية من مرحلة الى أخرى: حيث تتحسن شروط السلام بالنسبة الى العرب»
بمقدار ما يتوفر لديهم من الظروف الموضوعية المواتية» وتسوء هذه الشروط في الحالة المعاكسة.
العدد 5١١ تشرين الأول ( اكتوير ) 1150 شُوُون فلسطلزية 55 - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 211
- تاريخ
- أكتوبر ١٩٩٠
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 23876 (3 views)