شؤون فلسطينية : عدد 213-214 (ص 43)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 213-214 (ص 43)
- المحتوى
-
د. ذبيل حيدري
الدولي ضد المعسكر الغربي[")
وعندما حاقل استرداد «الدّين», طرق الشقيري باب السفارات السوفياتية في معظم البلدان
العربية» لطلب العون: والسماح بفتح مكتب للمنظمة في العاصمة السوفياتية, وبمنح المنظمة عدداً
من البعثات؛ لكن جهوده لم تثمر في شيء: وكان جواب موسكوء دائماًء متحفظاً؛ مما دفع الشقيري الى
الاتصال بالصينء وبرّر تحوّله, هذاء بقوله: «لقد طرقت أبواب موسكو أولا. ..ولكن الاتخاد السوفياتي
لا يوافق على تحرير فلسطين». وعلل الموقف السوفياتي بتغيّر القيادة في الكرملين؛ في تشرين الاول
( اكتوير) 5715١:ء وذهاب خروشوف «صاحب المغامرات والمبادرات»().
أيَاّ كانت الامور فقد عاود الشقيري الاتصال بالقادة السوفيات» مغتنماً زيارة قام بها رئيس
الوزراء السوفياتي» الكسي كوسيغن:ء للقاهرة: في ١4 أيار ( مايى ) .١19717 وقد أوجز للأخير مطالب
المنظمة لمدّها بالسلاح, والاعتراف بها كحركة تحرّر وطني» وعرض السفر الى موسكو لشرح القضية
للمسؤولين هناك. ووعده كوسيغن بنقل مطالبه الى رئاسة مجلس السوفيات الاعلى؛ لكن موسكو لم
تستجب لأي من مطالبه» واعتذرت» مبدئياً: عن عدم الموافقة على زيارته, معلّلة الرفض يأن الموقف
الدولي صعبء فأدرك ان الصداقة الدولية. كما وصفها لاحقاًء مثل «الفاكهة الموسمية؛ لا تدوم»»
وأيقن ان السياسة السوفياتية ما زالت عند موقفها؛ فاسرائيل «يجب ان تبقىء وتحرير فلسطين غير
قائم اطلاقاًء ومنظمة التحرير الفلسطينية ليس لها مكان في السياسة السوفياتية»(١١).
ترسّبات التوسّع الاقليمي
من المبالغ بهء بل من الخطاء القول ان موسكو لم تأخذ الفلسطينيين في حساباتها في المنطقة,
لكنها نشطت, في هذا الشأنء على جبهة أخرىء متتبعة سير النزاع العربي الاسرائيلي» عن كثب,
بغية تحقيق بعض النفوذ لدى الحكومات العربية كلّما سنحت الفرصة لذلك(١١) . وبالفعل» فقد اتضح
الموقف. السوفياتي من المشروع الاسرائيلي لتحويل مجرى نهر الاردن خلال زيارة خروشوف للقاهرة»
حيث انتقد هذا المشروعء وأكدء في خطاب القاه في بورسعيدء ان اسرائيل لا تشكل خطرا على العرب
فحسب, بل على العالم أجمع7""). ثم تبع ذلك ما يبدى انه صدى لموقف الزعيم السوفياتي: عندما
انتقدت أجهزة الاعلام السوفياتية التحويل الاسرائيلي لمجرى نهر الاردن: وهاجمته على أساس تفرّد
اسرائيل بالمشروع, والطابع الاستفزازي الذي اكتساه طرحه. ففي برنامج لاذاعة موسكوء باللغة
العربية» حملت الاذاعة: في /ا١ حزيران ( يونيى ) 15715.ء على المشروع, واتهمت استزائيل بأنها «بدلّ
من ايجاد طريقة لحل سلمي لقضية مياه نهر الاردن مع جميع الاطراف المعنيّة. تواصل الدوائر
الاسرائيلية سياسة أخرىء لا يمكن وصفها الا يأنها سياسة استفزازية»(07).
بيد ان اسرائيل ظلّت على اعتقادها بأن التأييد السوفياتي لوجهة النظر العربية لن يصل مرحلة
الدعم العسكريء في حال قيام العرب بعمل عسكري مضاد لمنع التحويل. وبهذا المعنى» صرّح رئيس
الوزراء الاسرائيلي» ليفي اشكولء في اثناء مناقشة تحويل مجرى نهر الاردن في جلسة الكنيست,
بتاريخ ٠١ تموز ( يوليو) 1574. بأن «ثمّة مجالاً للآمل في ان الاتحاد السوفياتي لن يشمّع الدول
العربية على اللجوء الى الاعمال العدوانية» لمواجهة التحويل؛ وانه لن يؤيدهم في أعمال كهذه غايتها
منع اسرائيل من سحب الحصّة العائدة لها من المياه». وأكد اشكول اعتقاده هذ!؛ مرة أخرى؛ في
تصريح له لصحيفة «معاريف» الاسرائيلية» في السادس من أيلول ( سبتمبر) ١1514 حين قال:
«انني اعتقد بأنه, في الأوضاع الراهنة, لن تعمد روسيا الى تأييد تدمير اسرائيل». وأبدى
[دت شْوُون فلسطيفية العدد 5١7 - 5١1؟, كانون الأول ( ديسمبر ) 19140 - كانون الثاني ( يناير) 1991 - هو جزء من
-
شؤون فلسطينية : عدد 213-214
- تاريخ
- ديسمبر ١٩٩٠
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 10349 (4 views)