شؤون فلسطينية : عدد 213-214 (ص 45)

غرض

عنوان
شؤون فلسطينية : عدد 213-214 (ص 45)
المحتوى
د. نيبيل حيدري
شجبت فيه القاهرة وموسكو «السياسة الاستعمارية التى تنفد تجاه الشرق الادنى». وأكد الاتحاد
السوفياتي «تأييده التامٌ لنضال الشعب العربي ضد هذه السياسة؛ ولحقوق عرب فلسطين الثابتة»,
من دون تحذيد لهذه «الحقوق الثابتة». وأبدت الحكومة السوفياتية تقديرها «للجهود التي تبذلها
الجمهورية العربية المتحدة, والرئيس عبد الناصرء في العالم العربي» لتحرير هذه المنطقة, تحريراً
كاملاً. من الاستعمان!"").
وعلى الرغم من ان المواقف السوفياتية» في مجملهاء ظلت بالغة الخصوصية في حدّتها من
اسرائيل؛ فان ذلك لم يكن يمنع موسكو من تطوير علاقات طبيعية مع اسرائيل, ؛ التي سرعان ما تجاويت
مع الرغبة السوفياتية» أملاً في التهصل الى تحسّن شامل في العلاقات السياسية بين الطرفين» من
شأنه ان يودي الى اقناع الكرملين بالمشروع الاسرائيلي الداعي الى حمل كل من الاتحاد السوفياتي
والولايات المتحدة الاميركية الى ضمان الحدوب الراهنة في منطقة الشرق الاوسط. وخلافاً لسياسة
الصين الشعبية» التى كانت تقف من اسرائيل موقفاً مناويّاًء بصورة صريحة: باعتبارها دولة مغتصبة»
سعت السياسة السوفياتية الى «مداراة» جانب الشيوعيين الاسرائيليين بالتميين قدر الامكان: ما بين
الموقف الاسرائيلي الربسميء وموقف «الفئات التقدمية» في اسرائيل(١").‏ وتأكيداً لهذا التوجه؛ صرّح
السفير السوفياتي في تل - أبيب» بأن بلاده تزوّد الدول العربية بالسلاح من وحي سياستها الرامية
الى تمكين الدول العربية من «الدفاع عن استقلالها وحرّيتها». أي بمعزل عن النزاع العربي -
الاسرائيلي("").
كي نفسّر هذه المواقف المتناقضة:» يبدى انه لا بدٌ من اعادة تمحيص عامل ايديولوجي . فقد كانت
النظرة الستالينية الثنائية قد استبدلت, بدفع من خروشوفء بنظرة تؤيد كل حكم يسير على طريق
تحقيق الاشتراكية؛ أو يتبنّى مواقف «معادية للامبريالية»؛ وهذا الامر تجلّى اصراراً سوفياتياً على
التمسّك بدعم الانظمة العربية «التقدمية»» مثل مصر وسوريا والعراق والجزائر واليمن الجنوبي. وكان
هذا الاصرار تجسّدء سياسياًء بتدخّل متزايد من قبل مووسكو في قضية النزاع العربي الاسرائيلي.
وكانت النتيجة مزدوجة: فقد تحسّنت علاقاتها مع الطرف العربيء وحاولت المحافظة على عدم تردّي
علاقاتها مع اسرائيل. غير ان موسكوء بتبثيها للمواقف العربية؛ وإِنْ بتحفّظء قد هدمت الجسور التي
كانت تربطها بتل - أبيب؛ هذه الجسور التي حاول الشيوعيون الاسرائيليون اقامتهاء من طريق
تشجيع الاتصالات الرسمية بين العاصمتين» ولكن من دون ان تصيب هذه المساعي نجاحات
ملحوظة. سوى بعض من بوادر تحسّن العلاقات الاقتصادية فيما بينهما؟').
ولكن» هل تخطت موسكو الاجماع العربي النسبي الذي حققته منظمة التحرير الفلسطينية,
آنذاك؟ من المرجّح ان الامركان كذلك. ومن هنا الغموض في الموقف السوفياتي الذي تكرّر في البيانات
التي أصدرت مع أطراف عربية عدّة: بشجب «السياسة الاستعمارية التي تنفذ تجاه المنطقة»., وتأكيد
«التأييد التامٌ لنضال الشعب العربي ضد هذه السياسة: ولحقوق عرب فلسطين الثابتة». من دون
تحديد شكلء ومضمونء هذه «الحقوق الثابتة»(؟").
غير انه مع ازدياد العمليات العسكرية الفدائية الفلسطينية» داخل اسرائيلء بدآ الاتحاد
السوفياتى يدين العمل المسلّح الفلسطينى. ويمكن القول ان بعض الدول العربية كان أثْر. الى حدّ
بعيدء في الموقف السوفياتى في هذا الشأن؛ ذلك ان تلك الدول كانت ترى في تصاعد العمليات
العسكرية الفدائية امكانية حتمية للتورّط في حرب مع اسرائيل: بينما خشيت موسكو. من جهتهاء
ءء 'شُوُونُ فلسطيزية العدد ‎:5١5 - 5١‏ كانون الأول ( ديسمبر ) 1990 - كانون الثاني ( يناير ) ‎1١9491١‏
تاريخ
ديسمبر ١٩٩٠
المنشئ
منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
مجموعات العناصر
Generated Pages Set
Periodicals دوريّات

Contribute

A template with fields is required to edit this resource. Ask the administrator for more information.

Position: 10349 (4 views)