شؤون فلسطينية : عدد 213-214 (ص 46)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 213-214 (ص 46)
- المحتوى
-
ل الاتحاد السوفياتي ومنظمة التحرير الفلسطينية...
من ان تجرّها حرب كهذهء اذا ما حصلت, الى مواجهة شاملة مع الولايات المتحدة الاميركية في
المنطقة*'). والواقع ان الاتحاد السوفياتي وقفء بالفعل, الى جانب اولك الذين كانوا يرغبون في
اغلاق الملف الفلسطيني؛ بصورة أو بأخرى. قال خالد الحسنء في هذا الخصوص: «ان السوفيات
نصحوا عبد الناصي, من أجل تهميشنا [يقصد " فتح' ]» بأي وبسيلة ممكنة؛ وقالوا له ان فكرة حركة
تحرير فلسطينية ليست سوى ' فولكلور' » وأطلقوا في وصفنا لقب ' رعاة بقر' »(1").
كيف يمكن تعدّي عرض هذا التوجه السوفياتي بحق منظمة التحرير الفلسطينية الى محاولة فهم
ما كان يجرى فعلاً؟ تلاحظ, اولاء أن السوفيات» ولى انهم لا يتكلمون بهذه الطريقة. فانهم عبّروا عن
واقع كان يحكمه اعتباران جوهريان: الاول هو التحالف الاسرائيلي الاميركي . واذ ضح انهم كانوا
يعرفون أهميته؛ بل انهم لم يتورّعوا عن التكلّم عن تطوير اسرائيل لسلاح نووي قد يشكّل تهديداً
مباشراً لجميع الدول العربية. غير ان هذا التحالف متعدّد الجانبء قد يمر في أزمة, وفي هذا المجال
قد يبدو التوجه السوفياتي ازاء شجب العمليات العسكرية الفدائية الفلسطينية «مفيداً في كل
الأحوال». الاعتيار الثاني يمكن استشفافه من الحملة الاعلامية السوفياتية التي كانت مركزة,
يومذاك» » على الفصل بين «القوى التقدمية» ف اسرائيل» وبين «العسكريين المتطرّفين» الذين يشكّلون,
في نظرهاء «الدوائر الحاكمة» في تل أبيب7"").
من جهة أخرىء تميّرْت العلاقات السوفياتية العربية, في العام ,١577 بما بدا انه تصعيد في
حرارة الدعم السوفياتي لسورياء رافقه, اقليمياًء تصعيد في التوبّر على خط الهدنة السورية -
الاسرائيلية. وقد لا يكون سبب الدعم,ء الآتي من موسكي. حضور النوايا الحسنة؛ فبعد انقلاب شباط
(فبراير) 1913 في سورياء بذل الاتحاد السوفياتي جهوداً حثيثة لتمتين علاقاته مع السلطة
الجديدة في دمشق. وكان يدفعه الى ذلك على ما يبدى. سببان رئيسان: الاولء أن سوريا يا كانت تشكّل:
يانفتاحها على البحر الابيض المتوسط وقربها من البحر الاسوبء مركز مواصلات بالغ الاهمية
للاستراتيجية البحرية السوفياتية ؛ والثاني» ان سوريا كانت/ الى جانب مصى حجر الاساس في منطقة
الشرق الاوسط التي تستخدمها موسكو ك «ورقة» لاعاقة الاختراق الاميركي في المنطقة(4"). و:
لذلك: ترتّب على موسكو «مسايرة» المواقف السورية الداعمة لحركة المقاومة الفلسطينية وحربٍ 56
الشعبية. وبرزت تلك «المسايرة»؛ بوضوح. في البيان السوفياتي السوري المشتركء الذي أصدر في
0 نيسان (ابريل) :.١1117 على اثر اختتام زيارة رئيس الوزراء السوري, ؛ يوسف زعين: ؛ لموسكوى. ففي
هذا البيان؛ أيّد الاتحاد السوفياتي «شعب فلسطينء الذي يسعى الى استعادة حقوقه من الصهيونية,
التي يتوسّلها الاستعمار لتنفيذ مخططاته في الشرق الاوسط»(؟"). وبالطبع: من الاهمية بمكان ان
نذكر بموقف بعض الاوساط الاسرائيلية التي اعتبرت مهاجمة البيان المشترك ل «الصهيونية»» وعدم
تطرّقه الى اسرائيلء بصفة محدّدة, بمثابة تحوّل عن العادة السابقة على الرغم من ان هذا
التحوّل لم يكن يعني تبدّلاً جوهرياً في سياسة الاتحاد السوفياتي التقليدية تجاه النزاع العربي -
الاسرائيلي(' ').
ثْمّة ما يحملنا على الاعتقاد بأن موسكو كانت وضعت, على العكس من ذلكء؛ هذا النزاع ضمن
اطار الجرب الباردة مع الولايات المتحدة الاميركية: بدلا من حصره في اطاره الاقليمي. وهذا ما كان
يجد تفسيره, على الدوامء في مواقف عدّة. ولعلّ خير مثل على ما نقوله هوء بالطبعء شجب صحيقة
«انفستيا» السوفياتية الاعتداءات الاسرائيلية على سورياء واتهامها «العسكريين والدوائر المتطرّفة» في
اسراكيلء بافتعال «تحديات مسلّحة» ضد سورياء في محاولة لقلب نظام الحكم اليساري فيها.
العدد 5١ - 518: كانون الأول ( ديسمير ) 19140 - كانون الثاني ( يناير) 1151 لُوُونُ فلسطيزية مه - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 213-214
- تاريخ
- ديسمبر ١٩٩٠
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 10349 (4 views)