شؤون فلسطينية : عدد 213-214 (ص 48)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 213-214 (ص 48)
- المحتوى
-
ل الاتحاد السوفياتي ومنظمة التحرير الفلسطينية...
الدولية. جوزيف سيسكى في تل أبيب» الذي حفز الاسرائيليين على الاعتداء»(”).
ومهما كان الامرء فقد سعت الديلوماسية السوفياتية الى اكساب النزاع العربى - الاسرائيلي
ابعاداً دولية» ولكن مع قدر لا بأس به من التشوّش. ففي الوقت الذي هاجمت وكالة انباء «نوفوستي»
السوفياتية الموقف العدائي للولايات المتحدة الاميركية تجاه العرب والقضية الفلسطينية: وتزويدها
اسرائيل بأسلحة هجومية» وحمّلت الرأسمال الاحتكاري الاميركي, الذي تسيطر عليه الصهيونية,
والذي يمارسء بدورهء سيطرة واسعة على دوائر وزارة الخارجية والدفاع. مسؤولية السير في هذه
السياسة(7"), علّقت «زاروبيجوم» على زيارة الرئيس الاسرائيليء زلمان شازارء لواشنطن» بالقول؛ ان
لها مدلولا واحداء هى «ان الولايات المتحدة الاميركية عارزمة على رعاية: وتشديد,ء بِوّر التوتر والنزاع في
منطقة الشرق الاوسطء؛ فالمصالح الامبريالية حوّلت اسرائيل الى «موقع امامي للامبريالية»؛ ولذلك
«تتدفق المساعدات الاميركية على اسرائيل من غير حساب»7).
ويبدو ان اتجاه الدبلوماسية السوفياتية لربط النزاع العربي - الاسرائيلي بملابسات الحرب
الباردة لاقت أصداء في الاوساط الشيوعية العربية. ففي مقايلة اجراها معه اريك رولوء مراسل
صحيفة «لوموند» الفرنسية» قال الامين العام للحزب الشيوعي السوريء خالد بكداشء ردّاً على
سؤال حول امكان قيام الاتحاد السوفياتي بالوساطة لايجاد حل سلمي للنزاع العربي الاسرائيلي»
انه يحيّذ اي حل لهذه القضية:, أيّاّ كان نوعه. يضمن الحقوق الشرعية للشعب الفلسطيني. ولكن
المشكلة هي «اننا نعيش في تهديد دائم من هجوم صهيوني عدواني توسّعي تدعمه الامبريالية الانكلى
- اميركية» وقد وضعت اسرائيل نقسها مع الرجعية العريية ضد القوى العربية التقدّمية»(2).
بالطبع؛ لم يمنع هذا الموقف من سعي موسكو الى تحسين علاقاتها مع تل - أبيب؛ وهناك من
الاحداث ما يشير الى تعزّرْ هذه العلاقات. ففي ١١ شباط ( فبراير) ,١1177 ألقى السكرتير الاول
للسفارة السوفياتية في اسرائيل» ايفان ديويولاء محاضرة في القدس ال محتلة: بدعوة من «مجلس العمل»
في المدينة ويالتعاون مع لجنة الصداقة السوفياتية الاسرائيلية» أكد فيها ان الاتحاد السوفياتي
يرود البلدان العربية بأسلحة «لغايات دفاعية فحسب». ونفى» بصورة قاطعةء امكان استخدام
الاسلحة السوفياتية» التى رو العرب بهاء ضد اسرائيل؛ واعاد الى الاذهان» ان بلاده أرسلت اسلحة
الى اسرائيل في اثناء «حرب الاستقلال» (حرب العام »)١195/ وان موسكو كانت «القابلة القانونية»
لولادة اسرائيل(؟"). وقد بدا توقيت هذا الكلام مع مساعي التقرّب الاسرائيلية من موسكوء التي لم
تكن تنبع من مجرّد «حرص دولي» على الابقاء على علاقاتها مع «دولة كبرى» هي حجر الثقل في احدى
الكتلتين العالميتين» بل من مصلحة اسرائيلية صهيونية واقعية تحدّدت: بصورة أو بأخرىء بعاملين
رئيسينء هما: اول اعتقاد الاوساط الاسرائيلية الحاكمة بأن موسكو «لا تسعى الى التحريض على
صدام بين اسرائيل والعربء وانها بقدر ازدياد نفوذها تزداد طاقة اسرائيل لجهة اقرار السلام». ثانياً:
ادراك المسؤولين الاسرائيليين لواقع هام هى ان «نضوب معين الهجرةء من جهة:ء والازدياد الهائل
لحجم الاقلية العربية في اسرائيل» من جهة أخرىء تجعل الحاجة الى هجرة اليهود السوفيات ملحة
أكثر من أي وقت مضىءط(: ؟). وهذان العاملان حدّداء بصورة مباشرةء أبعادء وحدودء العلاقات
السوفياتية الاسرائيلية حتى نشوب حرب حزيران ( يونيو) 19717.
آليس هناك من تناقض بين التأكيد بأن موسكو كانت تسعى الى تحسين علاقاتها مع تل - أبيب»
في حين كنا أظهرنا مدى الاهمية البالغة التي كان السوفيات يعلّقونها على «الانظمة العربية
العدد 5١4 - 7١17 كانون الأول ( ديسمبر ) 19140 - كانون الثاني ( يناير) 1151١ لَتُوُونُ فلسطيزية لا - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 213-214
- تاريخ
- ديسمبر ١٩٩٠
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 10349 (4 views)