شؤون فلسطينية : عدد 213-214 (ص 49)

غرض

عنوان
شؤون فلسطينية : عدد 213-214 (ص 49)
المحتوى
د. نيبيل حيدري
التقدّمية» في التصدي ل «الهجمة الامبريالية على المنطقة»؟ يتيح لنا هذا السوّالء في الحقيقة, ان
نذكّر بأن السوفيات لم يكونوا متصلّبين ازاء قوة اقليمية بقدر تصلّبهم ازاء قوة عظمى. ثم ان الشرق
الاوسط لم يكن يحتلء بعد, قائمة الاهتمامات السوفياتية في الخارطة السياسية على الصعيد العالمي:
الا بمقدار ارتباطه بالمواجهة الشاملة مع الولايات المتحدة الاميركية: من جهة؛ والحرب التي كانت
دائرة رحاها في فيتنام» من جهة أخرى., على اعتبار ان النزاع هي في تحليل مووسكو الايديولوجي له
تفرّع للمواجهة الثنائية «التقدمية ‏ الرجعية» في العالم(١؟).‏
من هنا اتخذ الاهتمام السوفياتي بالمنطقة طابع دعم , الحكومات العربية «التقدمية» المعادية,
اجمالاًء للنفوذ الغربي. ففي نيسان (أبريل) ‎+١14717‏ حدّدت موسكىو الابعاد الاستراتيجية لتحرّكها
الدبلوماسي في الشرق الاوسطء في خطاب ليونيد بريجنيفء في مؤتمر القادة الشيوعيين في براغ: الذي
طالب فيه بانسحاب الاسطول الاميركي السادس من مياه البحر الابيض المتوسط. وضمن هذه
الصورة للاهتمامات السوفياتية» ركّزت موسكوء خلال النصف الاول من العام 19717., على الدور
الذي يمكن ان تلعبه اسرائيل في تهديد «الانظمة التقدمية» في المنطقة, فسعت الى مواجهة
الاستراتيجية الاميركية: أو على الاقل حصر فاعليتهاء من خلال حدّها مصر على اتخاذ تدابير دفاعية
بوجه المخططات العدوانية الاسرائيلية ضد سوريا(؟؟).
ازاء النفون الاميركى في المنطقة, تطيّق القاعدة بشكل مطلق: ان هدف موسكو شبه المعلن: هو
العملء قدر المستطاعء على اضعاف نفوذ منافسها الدولي على أرض المنطقة, واستبعاد وجوده
العسكريء بأي حال. وعلى الرغم من هذا الوضوحء فقد ظل رئيس المنظمة؛ احمد الشقيريء على غير
يقين من مقاصد السياسة السوفياتية؛ لذلك زار سفير الاتحاد السوفياتى في العاصمة المصرية ثلاث
مرات في أيار ( ماي ) '1371.: في اثناء الازمة المتصاعدة التي سبقت العدوان الاسرائيليء وحاول: من
خلالهاء ان يتعرّف على موقف الاتحاد السوفياتي من احتمالات الحرب: ورأي موسكو في سحب
القوات الدولية ومسألة خليج العقبة. وسمع من السفير السوفياتي العبارات «التقليدية» بتأييد
العرب» وبتقديم المساعدات؛ وبعدم السماح بالعدوان وبالتدخل الاجنبي» ممّا دفعه الى الاحساس
بأن موبسكو تريد ان تقف عند حدوب معيّنة» لا تريد ان تتجاوزها!*).
في هذه الاثناء. أصدرت الحكومة السوفياتية بياناً في ؟؟ أيار ( مايو ): أعلنت فيه دعمها للدول
العربية في الأزمة المتصاعدة في المنطقة فأكد البيان «ان مَنْ يغامر بشن عدوان في الشرق الادنى:
سوف يجابه لا بالقوة الموحّدة للشعوب العربية فحسبء بل بالمقاومة الحازمة من قيل الاتحاد
السوفياتي والدول المحبة للسلام». وعيّر البيان عن اعتقاد الحكومة السوفياتية ب «ان اسرائيل لا
تجرق على تأزيم الموقف ما لم تحصل على تشجيع؛ مباشر وغير مباشرء من بعض الدوائر الامبريالية
التى ترغب في اعادة الاضطهاد. الى الارض العريية». وهذه الدوائر «تستعمل اسرائيل كقوة رئيسة:
ضد الاقطار العربية التي تتبع سياسة وطنية مستقلة» وتقاوم الضغط الامبريالي». وأضاف البيان:
«ان الاتحاد السوفياتي يتتبعء باهتمام بالغ» تطوّر الاحداث في الشرق الاوسط؛ وهو ينطلق من ان
اقرار السلام والامن في هذه المنطقة المتاخمة لحدود الاتحاد السوفياتي يستجيب للمصالح الحيوية
للشعوب السوفياتية»(44).
وعلى الرغم من وضوح البيان: اعلاهء بتأييد الدول العريية في الأزمة, والتحذير من شنّ
8 اشْوُون فلسطيفية العدد ‎5١‏ 5١1؟؛‏ كانون الأول ( ديسمبر ) 194 - كانون الثاني ( يناير) ‎١9901‏
تاريخ
ديسمبر ١٩٩٠
المنشئ
منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
مجموعات العناصر
Generated Pages Set
Periodicals دوريّات

Contribute

A template with fields is required to edit this resource. Ask the administrator for more information.

Position: 10349 (4 views)