شؤون فلسطينية : عدد 213-214 (ص 59)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 213-214 (ص 59)
- المحتوى
-
د. نبيل حيدري
خط 5 ا
غير انه بدا ان عنصراً جديداً طرآ, * شجّع السوفيات على بذل مزيد من التحرك الدبلوماسي في
مرحلة ما يعد معركة «الكرامة». هذا العنصر كان منبثقاً من معادلة جديدة تستندء في جانب منهاء الى
«الشرعية الدولية». وفي الجانب الآخر الى تضمين عامل استراتيجي يبرره قرب وقوع منطقة النزاع
من الحدود الجنوبية للاتحاد السوفياتي(!*). ازاء ذلك؛ حذدّرت صحيفة «ازفستيا» ساسة اسرائيل
«وحماتهم» من الا يتناسوا موقف الاتحاد السوفياتي والاقطار الاخرى من اصدقاء الدول العربية,
مؤكدة ان هذه الاقطار سوف تسعى «بعزم» الى «وقف عدوان اسرائيل», وازالة كافة آثاره, تنفيذاً
لواجيها ؛ ووفقاً لميثاق هيكة الامم المتحدة, ولصلحة تعزيزر السلام» ٠ وفي افتتاحية خاصة بقلم
«مراقب»» حذّرت صحيفة «برافدا» الاوساط الحاكمة في اسرائيل من مغبّة مواصلة العدوان واحتلال
الاراضي العربية؛ وأوضحت ان الاتحاد السوفياتي سيقوم بالواجب الملقى على عاتقه «وفقاً لميثاق هيئة
الامم المتحدة:ء والناجم عن القرارات كافة التي اتخذها مجلس الامن الدولي بشأن العدوان
الاسرائيلي». وأشار التحذير, كذلكء الى ان هذا الواجب ملقى على عاتق الاتحاد السوفياتي: بوصفه
بلدا يقع على مقربة مباشرة من منطقة النزاع» ويؤيد النضال العادل الذي تشئه الشعوب العريية(”).
وفي ثنايا العنصر الجديد في التحرّك الدبلوماسي السوفياتي كان ثمّة ضلع آخرء سائب بعض
الشيء. أخذ يتحوّل» تدريجياً: ٠ نحى الاهتمام بحركة المقاومة الفلسطينية. ومن المنطقي القولء ان
الاهتمام بالحركة الفلسطينية؛ والمساعدة التي قدّمتها الصين اليهاء قد دفعت الاتحاد السوفياتي
نحو هذا الاهتمام المستجدء كما انه من المؤكد ان الانتقاد السوفياتي المستمر للنفوذ الصيني
«الوبيل» على الفلسطينيين أوحىء في حينه؛ بأن الاتحاد السوفياتي قبل تحدّي ومنافسة:؛ بكين تجاه
الحزكة الفلسطينية؟, الا ان توقيت هذا التحوّل - الذي حدث بعد أريع سنوات من المبادرة
الصينية - أوحى بأنه على الرغم من أن منافسة بكين قد تكون عاملاً هاماً في صنع القرار السوفياتي
في هذا الشأنء الا ان الاسباب الحاسمة كانت من طبيعة أخرىء وريما قريبة من العامل المذكور!؟*). .
ما هو أكيد ان موسكو كانت ترى في المقاومة الفلسطينية» التي يواجه بها الاحتلال الاسرائيلي في
الارض ا محتلة. مواجهة حقيقية. وانطلاقاً من هذه النظرةء وصف القادة السوفيات المنظمات الفدائية
الفلسطينية, يعد معركة الكرامة, بحركة تحرر وطنية؛ وقادتها ب «وطنيين». وهذا التوجّه عبّر عنه,
بوضوحء جاكوب ماليك في الامم المتحدة؛ في التاسع من آب (اغسطس) 1978: حين أكد ان من حق
الفلسطينيين مقاومة الاحتلال الاسرائيليء «فالاحتلال لا بدّ من ان يلقى مثل هذه المقاومة(**).
هكذا بدأت وسائل الاعلام السوفياتية تركنء باسهابء على العمليات الفدائية داخل اسرائيل.
وباتت تنشر مقاطع مطولة من البيانات التي تصدرها المنظمات الفدائية الفلسطينية. وعلى سبيل
المثال» ذكرت اذاعة موسكو مستمعيها بالمعارضة المتنامية «للمعتدي الاسرائيلي في الاراضي العربية
المحتلة»: وبأن ثمّة «خسائر كبيرة أصابت سلطات الاحتلال في الجنود والمعدٌ ات»(!*). وكتبت صحيفة
«ازفستيا», انه بينما تحاول الحكومة الاسرائيلية ملاحقة نشاطات المقاومة بغرض تصفيتهاء فانهاء
في الواقع» قد أخذت تنمّي دوح المقاومة في الاوساط الشعبية في الارض المحتلة؛ وان «الدوائر الحاكمة
في اسرائيل» قلقة جداً من تنامي هذه النشاطاتء لأنها استطاعت احداث شرخ كيير بين السكان
والسلطات المحتلة؛ ولا يمكن ان يصار الى تجسيره بسهولة7"*). وذكرت اذاعة موسكى ذات مرة: ان
خلق شروط صعبة في وجه الاحتلال الاسرائيلي للمناطق المحتلة يجعل الاسرائيليين يفكرون: جدياً:
م2 اشْوُون فلسطيزية العدد :1١5 - 5١ كانون الأول ( ديسمبر ) 115١ - كائون الثاني ( يناير) 1591١ - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 213-214
- تاريخ
- ديسمبر ١٩٩٠
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 10346 (4 views)