شؤون فلسطينية : عدد 215-216 (ص 18)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 215-216 (ص 18)
- المحتوى
-
الانتفاضة في أدب الجليل الفلسطيني
ويكفي للاستدلال على المعاناة الكبيرة التي عانى منها هؤلاء الفلسطينيون» المرور على ما قاله
مستشار رئيس الحكومة الاسرائيلية للشؤون العربية في أوائل الخمسينات» أوري لويراني: «علينا
ان نعمل على جعل العرب حطابين وسقاة ماء. . فالعربي الجيد هى العربي الأمّي». وهذا القول الذي
ولف بشكل كثيف في الادب الصهيوني: يلخّصء ويوضع, الرؤية الصهيونية ووسياستها العدوانية
المتّبعة ضد اوش ف الراضي ا الذين استطاعوا المحافظة على لغتهم الأم» كركيزة أساسية
في وجه كل مخططات التهويد ١ لصهيوني المسعورة:ء والتي انيثقت: أساساً. من حالة عداء ء مستحكم
ضد كل ما هو فلسطينىء: وما أفرز هذا العداء من محاولات طمسء واذابة:» للهوية الوطنية
الفلسطينية» أودعوات الطرد من | البلاد ( الترانسفير )» أوسياسة التجهيل المبرمجة؛ والتي ارتكزت,
أساساًء على النظرة العنصرية الى كل ما يتعأّق بحياة هؤّلاء الفلسطينيين: اجتماعياً وفكرياً وسياسياً
في لل سياسة الحكم العسكريء بأنظمته وقوانينه التي من خلالها فرضت السلطات الاسرائيلية
حصاراً كاملاٌ استمر ثمانية عشر عاماً على المناطق المحتلة العام .١1154/ بل وحتى حينما رفع هذا
الحكم العسكري صورياً في العام :١5717 ظلت أنظمة الطوارىء: بمختلف أنواعهاء والمعمول بهاء
تلاحق المواطنين في جميع الاتجاهات.
وتبدو البدايات للمعارك الاولى التى خاضتها الجماهير العربية ضد الاحتلالء: منذ السنوات
الاولى لقيام الدولة الاسرائيلية» حينما أعلن المسؤول عن الاقليات في الحزب الحاكم (مباي) آنذاك
الانتقال تدريجياًء من اللغة العربية الى اللغة العبرية كلغة تدريس في المدارس العربية» وذلك بهدف
وأد اللغة العربية» ويالتالي الاجهاز على الثقافة والفكر الوطنيين الفلسطينيين.
وقد تعدّدت المؤامرات والخطط والبرامج الصهيونية في هذا المجال. «وفي الخمسينات, عندما
أصدر الحاكم العسكري أمراً بمصادرة مطبعة ' الاتحاد' » أسرع عمّال المطبعة وخبأوا الحروف في
أكياس الطحينء في بيوتهم, ليحافظوا على الحرف العربي واستمرارية صدور الصحيفة»! ').
وكانت مهمة الادب الفلسطيني الاولىء في تلك الفترة» وما زالت: الحفاظ على الهوية الوطنية,
والتشبّث بالارضء والتصدي لمخططات التهويد» التي تسلّلت عبر محاولات فرض اللفة العبرية كلفة
رسمية في المناهج التعليمية, مروراً بالمحاولات الدؤوبة؛ والمتواصلة, لتهويد الارض والانسان على
السواءء الامر الذي نتج عنه اصرار الشتيّث بالارض ومقاومة الاحتلال بشتَّى السبل المتاحة: اللذان
طبعاء ووسماء الادب طوال تلك الفترة.
ونتيجة لذلك: تعرّض الادباء والشعراء والفنانون الفلسطينيون لحملات قمع مسعورة
ولاانسانية» اضافة: الى المعاناة الكبيرة التي يعانونها في مقاومة الاحتلال والتصدّي له على أراضيهم
المحتلة. ووصف الكاتب الفلسطيني سلمان ناطور الوضع الذي يعاني منه المثقفون الفلسطينيون
تحت ظل السلطات الاسرائيلية ب «اننا مازلنا نعيش واقع حصار مستمر. نحن نكتب بين اسوار
سجن كبيرء والحرية المعطاة لنا هي حرية التنقّل من زنزانة الى زنزانة. ان الحديث عن حرية التنقّل
بين الزنازين على مسامع السجناء هو أقرب الى النفسء ويبدو واقعياً: خصوصاً اذا كانت فترة
الاعتقال غير محدودة زمنياً ويعلن عنها انها الى ما لا نهاية. والحديث عن حرية الننقل خارج أسوار
السجن يبدو بعيداً من الواقع» واحياناً يسمع كأنه الهذيان والمستحيل والطوباوية »(). على أن هذا
الشعور النابع من المعاناة من الواقع تحت الاحتلال قد تخطى ذاته وعيّر عنها أَيْما تعبير في أدب ثر
وسط بيئة الأسر الثقافي العام: «وفي الفترة التي امتدت بين ١154 و11748. قدّم المثقفون العرب
العدد 515 :5١ شباط ( فبراير ) آذار ( مارس ) ١1151 لشُيُون. فلسطيزية 17 - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 215-216
- تاريخ
- فبراير ١٩٩١
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 10339 (4 views)