شؤون فلسطينية : عدد 215-216 (ص 28)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 215-216 (ص 28)
- المحتوى
-
الانتفاضة في أدب الجليل الفلسطيني
المواقف والاحداث: «فرغ الشبان من اهالة التراب على اللحد الذي ضممٌ ' أبا العيد' .. اصطفوا
فوق رأسه... قرأوا الفاتحة وانصرفوا ومعاولهم على اكتافهم. خَلِيَت الحاكورة الا من نوس ؛ وعيّوش:
وصبرية» وصابرء وسامر... تقدّمت نفوس الى القبر وجلست عند رجليه. قدّمت شفتيها من شاهد القبر
ولثمته, كأنها تبوس قدميه. قالت: قولوا معاي يا صبايا الله لا يوريكو... قولوا: يا داريا دار لى عدنا
كما كنا . ردّدت الصبيتان: كما كنا. لطليك يا دار يعد الشيد بالحنة...(48).
وفي مكان آخر, على لسان نقّوس (ام العبد) في السجن تحادث نفسها: «لومي بيّك يا صبرية...
كان وين متخبيٌ لنا هذا كلى. .. قلتلّوجوّز البنت لعباس يا شيخ عبد الصبور... بتلمّوا ويلّمها. .. الواحد
بغطي على لحمتى بخمسين طبق... قال بهونها الله وبتهون... بتهون يا شيخ عبد الصبور..., وكأنها
تعاتب العتمة»(1؟).
لكن الخيال لم ينتف من النص؛ بل وقع أسير التسجيل التاريخي. وضمر أكثر فأكثر. ليصوغ ,
ربماء حركية اللغة والجسدء وتفاصيل الحياة الصغيرة (هدية الخطيب للخطيبة؛ كلمة السر التي
يحملها الفتى للشبان؛ حركة الجسد ذاته؛ وحركية ونبض المواقع الجغرافية التي لم تخل من اضافة
الكثير من أسماء النباتات والاعشاب الريفية المنسيّة) .
لقد حاولت رواية «زغاريد المقاثي» ان تصوغء وتجاريء واقعاً ما زال يعكس دلالاته؛ وعوالم
تجربته النضالية المتجددة في الانتفاضة الشعبية المتواصلة. وهذه المجاراة تطرح اسئلة حول زمنية
النص الرواء ِي فيما اذا كان باستطاعته صوغ مكنوناته ضمن اطار الزمن الراهن: العاش» دون أن
يكون نصاً تسجيلياًء أى الى أي مدى يستطيع هذا النص تصوير تفاصيل عوالم الشخصية
ببداياتهاء ونهاياتهاء وهي ما زالت تعيش,» وتتحرك: على أرض الواقع وتنسج تفاصيلها من خيوط واقع
يمتد: وتمتد معه تجرية التأطر والتكوين ؛ ثم هل نضجت الانتفاضة كتجرية متكاملة محدّدة الابعاد
والدوافع والاهداف والنتائج؟ هل انجزت النتائج لتكون نصاً روائياً من دون ان يكون هذا النص
تأريخياً وتسجيلياً ٠ خطوة فخطوة قي اطار تجرية يشويها الحذر الشديد أيضاً؟ ليس من شيء بقدر
مفاجآت الواقع الذي لم يكتمل بعد وهو يصوغ احداثه بكل مفاجآتها وتفاصيلها غير المعلنة قبل
وقوعها.
من هنا نجد ان وتدء في خاتمة الجزء الثاني من روايته. سجّل حرفياً نص وثيقة «اعلان
الاستقلال» الصادر عن الدورة التاسعة عشرة للمجلس الوطني الفلسطيني دورة الشهيد «ابى
جهاد»: كخاتمة لنصّه الروائي» حتى وان جاءت طريقة التسجيل هذه عبر مزيج من الاصوات يختلط
فيها نص «اعلان الاستقلال» بقوائم اسماء شهداء غادروا الى الارض وانتصبوا في الرواية.
على كلّء تعتبر الرواية. بجزئيهاء قطعة من الواقع المعاش في الانتفاضة. ويمكن استشفاف
طروحاتها المتنوّعة (مثلما هي في الواقع) في الجوهر الفلسطينيء حيث دخل وتد الى النسيج
الاجتماعي لشعب الانتفاضة وتركيباته الطبقية, معطياً لكل دوره» ومهمته؛ وبطولته. وبذلك لا بطل
رئيساً في الرواية. حيث يتمدّد فعل البطولة ليشمل قطاغات واسعة من الشخصياتء بمختلف
مشاريها وانتماءاتها السياسية» ولكن تجمعها وحدة الهدف والمصير تحت راية القيادة الوطنية
الموحّدة, قيادة م.ت .ف. وأشار الكاتب الى ذلك برمز أقرب الى التصريح الصريح.
وتتلخّص «زغاريد المقاثي» في انها تبدأ بنشوء العائلة الفلسطينية؛ كتركيبة فلاحية بسيطة,
ونموذجية في احدى مناطق جنين: «خربة الزبداوي»: وسفر الابن «العيد» الى روما طلباً للعلم.
العدد 51-5515 شباط (فبراير ) آذان ( مارسن ) ١591١ لَتُوُون. فلطيزية /57 - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 215-216
- تاريخ
- فبراير ١٩٩١
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 10339 (4 views)