شؤون فلسطينية : عدد 215-216 (ص 29)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 215-216 (ص 29)
- المحتوى
-
فيصل قرقطي سح
هناك؛ يتعرّف الى «ماريسا» التي تعاني من عقدة ذنب بسبب انتماء ابيها الى الجيش أيام النازية: ثمّ
انخراط «العبد» في خليّة فدائية تعمل في اوروباء وتصطاده فئّة تسمّي نفسها «خلية يافا», وتورّطه في
تفجير سيارة ملغومة في قبرص . تتتابع احداث الرواية متنقلة بين اوروبا وخرية الزبد اوي (وهو عنوان
الجزء الاول) لتصوّر مجريات الاحداث في ظل الانتفاضة؛ ومعاناة المواطنين بمختلف شرائحهم
واجناسهمء ونمو وتطور شخصياتهم, عبر التظاهرات والهجمات التي تشنْ ضد دوريات وجنود
الاحتلالء ليتركز فعل الحدث في شخصيات المختار والحاج عبد الصبور وعيّوش» التي تهيم حباً
بالعبد, وتعقد آمالاً عريضة على الفوز به لكن الانفجار المذكور يسبقها اليه. وصبرية؛ خطيبة عباس,
التي تفضّل رائحة الزعتر البلدي على العطر. وصابر وسامح ولدان حديثا العود يشكّلان محور المقاومة
والاتصالات مع عباس وسعود ومسعود وطارق (مجموعة من شبان الانتفاضة).
وتواصلت الاحداث بكثافتها: استشهاد أبي العبدء الذي لم يسبق لأحد قبله ان خوزق الباشق؛
وسفر «ماريسا» الى خربة الزبداوي لتعيش تجرية جديدة مع الفلسطينيين في ظل الانتفاضة:ء تختلف
عن تجربتها السابقة في احدى كيبوتسات مرج بن عامر؛ كمتطوعة تعمل في قاعة طعام؛ ثم استشهاد
ام احمد التي كانت:ء لمثل هذا اليوم» تقطم رؤوس عيدان الكبريت؛ وتجمعها في صرّة صنعت منها قنبلة
بدائية» مؤمنة بأنها ارتاحت وخلصت من عار ابي احمدء وانتقمت لأبنها الشهيد؛ كذلك تجرية
الاعتقال العميقة التي مرّ بها سامح ونفوس وصبرية. وتواصلت شخصية سمعان: منذ بداية عمله
كمسؤول خلية فدائية حقيقية (غير خلية يافا الغامضة)؛ تعمل في اوروياء عبر رحلة كلّها مغامرات,
وصول الى الجزائ. حيث عُقد المجلس الوطني الفلسطيني الذي اعلن استقلال الدولة الفلسطينية
العتيدة. وبذلك تكون خاتمة الجزء الثاني من الرواية «زغرودة الدم».
ان موضوع الرواية: بأحداثه التي تواصلت وتتتابعتء كتبه الزمن الفلسطيني - زمن
الانتفاضة:؛ ودور الراويء في هذا الاطارء لم يتعدَ صوغ الحوار الداخليء والخارجيء للنصٌ اددائي
بطريقة تسجيلية» هي أقرب الى نهج الحكايا الشعبية: على الرغم مما يمتاز به من اسطورية ابتعد
منها وتد واستقر على الحالة النضالية في الانتفاضة: على الرغم من انهاء ومنذ اندلاعهاء عكست حالة
اسطورية راقية تجسّدت في عزيمة ابطالها ويطولاتهم التي وان أدّت الى الموت؛ الا انها ظلّت تمثل لعبة
جمالية تلعيها الارادة في جموحها المتوهج مع ذاتها.
وقد استخدم وتدء ووظف, اسماء شخصيات حقيقية في روايته» مثل الشاعر المتوكل طه مع بعض
نصوصه الشعرية الى جانب كل من «الافرنجي» و«البيطار» و«الكيلاني» و«عبد الهادي», الخ؛ وهي
اسماء معروفة في الواقع
ودخل وتد الى النسيج الاجتماعي لشعب الانتفاضة وتركيباته الطبقية؛ معطياً لكل دوره ومهمته.
حسبما تقتضيه حالة الواقع؛ وحلّل هذا النسيج» وخلخل بناهء وأعاد تركيبه على نحو ما يراه ويؤمن
به مركزاً جهد الفعلء في عمله الروائي» على الابناء جيل ال ١5 سنة, وبعقد الامل الكبير في
الخلاص على هذا الجيل الذي يراه حاملاً الثورة على أكتافه؛ انه جيل الاستقلال والحرية ؛ وكأني بهذه
الرواية موجّهة الى جيل الشبان تحديداً.
ولكن ثمّة شخصيتين تستوجبان التوقف عندهما في الرواية:الاولى «العبد» ابن القلاح البسيط
الراحل من الخرية الى اورويا ليكتشف عالماً جديداً مبهراً يفوص فيه حتى أبعد ايقاع في الرقص
والمجون. ولكن: في الوقت عينه: يظل مشدوداً الى ارشه الطبقي والمعرفيء وارتباطه الأصيل
584 لمْوُونُ فلسطيزية العدد :,1١7- 5١5 شباط ( قبراير ) آذار ( مارس ) ١951 - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 215-216
- تاريخ
- فبراير ١٩٩١
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 5003 (6 views)