شؤون فلسطينية : عدد 215-216 (ص 31)

غرض

عنوان
شؤون فلسطينية : عدد 215-216 (ص 31)
المحتوى
فيصل قرقطي ححح
ثم اندلاع التظاهرات الطلابية والجماهيرية في المدن والقرى والمخيمات. وعلى الاثر, تمّ اعتقال اعضاء
الجماعة الوطنية, فتاكد الدكتور باسل من انه سيعتقل لا محالة. في اليوم التاليء أودع الرواية التي
يؤلفها في بيت وفاء. وسافر بسيارته الى القدس. وهناك شارك في التظاهرات التى اندلعت اثر اعتداء
المتعصبين اليهود على حرم المسجد. في اثناء عودته الى رام اللهء لقي الجنوب بانتظارهء فاقتادوه الى
المعتقل. وذهيت وفاء الى الشاب تيسير. مثلما أوصاها الدكتور باسلء بغية طباعة الرواية» فنشأت
فيما بينهما علاقة حب متبادلة» في حين بدأت في المعتقل سلسلة من التحقيقات والاتهامات. ونظم
الطلبة (ستة شبّان وشابات, احداهن ايمان» بنت احد المتعاونين مع الاحتلال) خطة للقضاء على احد
المتعاونين في بيتها؛ ونفّذت ايمان الخطة بسلاح ابيها. بعدهاء اكتشف أمر الجماعة, فألقي القيبض
على افرادهاء وماتت ايمان تحت التعذيب.
أفراد الجماعة الوطنية والدكتور باسل أُخلي سبيلهم» واندلعت التظاهرات والصدامات. وفي
حضور الدكتور باسلء الذي أصدرت روايته حديثاً. اتفق صديقه الشاب تيسير ووفاء على الزواج:
فوافق وبارك لهماء واتجه الثلاثة الى بيرزيت؛ لحضور الندوة التي نظّمها الطلبة بمناسبة صدور
الرواية. وقد أصدرت السلطات قراراً بمصادرة الرواية: ودعوة المؤلف الى التحقيق بحمّة ان الرواية
فيها تحد واضح للاحتلال: وبعوة غير مباشرة الى منح أهفل الضفة والقطاع حق تقرير المصير. بعد
وصول الدكتور باسل الى بيرزيت, اعتقلته السلطات الاسرائيلية أمام الحشد قبل بدء الندوة.
هذا النص الروائي؛ بمختلف جزئياته, وتفاصيله المركبة في السردية الحوارية؛ تارة, وفي التداعي
المهحيء تارة أخرىء لخّص معاناة شرائح المجتمع المختلفة: العامل: والمدرّسء والسياسي» والتاجر؛ ثم
أشار الى المعادلة السياسية في عملية الصراع الفلسطيني ‏ الاسرائيلي؛ فعكس حالة بعض الرجال
المثقفين الوطنيينء الذين يخوضون حواراً مع الاسرائيليين كتمهيد للوصول: بهذا الحوارء الى م .ت .ف .
(وليس كبديل منها)» ليكتشف هؤلاء الرجال ان في الامر حيلة تدبّر لاكتشاف الجماعات الوطنية,
وصولً الى اعتقال افرادها. الى ذلك: أشار النص الروائى الى اجواء التسلسل الزمنى بتفاصيله في
حياة المتعاونين مع الاحتلال؛ وكيف ينساقون الى هذه «المهنة الخيانية» دون ان يتلمّحوا خطوات
الدرب العسير الذي يسيرون عليه.
رواية «الطريق الى بيرزيت» لا تبتعد من الاجواء المعاشة؛ الآنء في ظل الانتفاضة الجماهيرية,
التي تعمّ الاراضي المحتلة كافة؛ على الرغم من ان النص صوّر محاور محددة جغرافياً» وزمانياً.
للاحداث في وقوعها وانفجارها. الا ان دلالة هذه الاحداث أخذت بعداً أكبر من زمانها وجغرافيتها؛
وذلك ظهر في سياق النص المكتوب بأسلوب لبقء فيه من المباشرة الحوارية مثل ما فيه من الايحاء
والتداعي.
وفي روايته لم يغامر شحادة» فأعطى لذاكرة التداعي عنانها مثلما زجر مباشرة الحدث الواقعي
في سرديته الحوارية» ولو كنا تمنينا ان يطلق الكاتب العنان لحرية الخيال: حتى وان كان ذلك أكثر مما
وأيِّاً يكن الامرء فان «الطريق الى بيرزيت» أصدرت في العام الاول للانتفاضة؛ وحمل نصّها
مطابقات مع الواقع تكاد تكون تسجيلية لى ان المدى الزمني لكتابتها ترافق مع الحدث اليومي
للانتفاضة. ولكن من الواضح ان الرواية كتبت قبل اندلاع الانتفاضة المجيدة. ومن هناء فانها حملت
استشراقاً لما يمكن ان يقع. وهنا تكمن أهمية هذه الرواية؛ ودلالاتهاء اضافة الى انها تكاد
5 شْؤُون فلسطزية العدد ‎,5١7- 5١٠١‏ شباط ( فبراير ‎ )‏ آذار ( مارس ) ‎١9951١‏
تاريخ
فبراير ١٩٩١
المنشئ
منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
مجموعات العناصر
Generated Pages Set
Periodicals دوريّات

Contribute

A template with fields is required to edit this resource. Ask the administrator for more information.

Position: 6683 (5 views)