شؤون فلسطينية : عدد 215-216 (ص 42)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 215-216 (ص 42)
- المحتوى
-
لح اسستخدام أسلحة الدمار الشامل...
النووية؛ كما طوّر وسائل توصيلهاء بحيث اصبح هناك نوع من التوازن بين القوتين الأعظم؛ وأ
لايد من اعادة الحسابء خاصة وقد توثرت معلومات أكثر دقة عن الاسلحة النووية وتآثيراتها؛
وأصبح من الممكن تصوّر اتخاذ اجراءات وقائية منهاء لتقليل الخسائر الناتجة عنها؛ كما أصبح من
الممكن؛ في ما بعدء الحصول على معلومات دقيقة عن أسلحة الجانب الآخر. وهكذا كان امتلاك
الاتحاد السوفياتى للأسلحة النووية؛ ثم امتلاكه لصواريخ عابرة للقارات والمحيطات تصل الى كل
مكان في الولايات المتحدة الاميركية: واطلاقه للأقمار الاصطناعية والسفن الفضائية: وما تلا ذلك من
امتلاك الولايات المتحدة الاميركية للقدرات ذاتهاء سبباً في انطباع الحسابات العسكرية بمزيد من
الدقة والبحث في احتمالات حدوث حرب تستخدم فيها الاسلحة النووية. ثم كان تزايد مخزون
الاطراف من هذه الاسلحة سبياً في تصور امكان استخدامها في ضريات عدّة. وأخيراًء فان اجراء
التجارب النووية مكّن هذه الاطراف من المعرفة الدقيقة لآثار الاسلحة النووية: وابتكار وسائّل الوقاية
منهاء بل واختبارهاء مما مكّن الدول من تصوّر امكان تحمّل الضربة النووية التي يوجّهها اليها
خصمها مع امكان الردٌ عليها. هناء ظهرء لأول مرةء مصطلحا الضربة الاولى والضربة الثانية في
الاستراتيجية والسياسة العسكرية؛ بل انهما سرعان ما انتقلا الى صفحات الجرائد والكتبء والى
ميكروفونات الاذاعة؛ وشاشات التلفزيون.
مع انتشار هذين المصطلحين: والأهم من ذلك ررسوخهما في استراتيجيات الدولء كان لا بد من
التفكير في ما اذا كان استخدامهما مقصوراً على الصراع العالمي بين أقطاب النظام الدولي؛ وعلى
الضربات النووية؛ أم ان هذا الاستخدام يمكن ان ينتقل الى حسابات الصراعات الاقليمية بين القوى
المتصارعة داخل الاقليم: ودون اعتبار تدخّل القوى العظمى. كذلك اتجه التفكير الى ما اذا كانت
أسلحة التدمير الشامل غير النووية الاخرى يمكن ان تدخل في حسابات هذه الضربات: خاصة وان
الدول التي امتلكت الاسلحة: النووية لم تتخلّ كلهاء حتى الآن على الأقل؛ عن اسلحتها الكيميائية؛
كما لا يمكن القطع بأنها لن تستخدم الاسلحة البكتريولوجية؛ على الرغم من توقيع معاهدة
بخصوصها. وهذا يعنى ان هذه الدول ما زالت تدخلها في حساباتها؛ تلك الحسابات التي تشمل,
فيما تشملء حسابات الضربتينء الاولى والثانية.
هناء لا بدٌ من التفكير في حالة الوصول الى رد ايجابى على السوّال عمًا اذا كانت هذه المصطلحات
ستحمل المعاني عينها التي تحملها في الصراع العالمي أم سيكون لها معنى ومفهوم آخران يختلفان
عنهاء وما اذا كانت الضربة ذاتها لها المكوّنات ذاتها آم تختلف عنهاء خاصة وان الاسلحة النووية
لم تعد حكراً على أقطاب النظام الدولي» بل انتشرت» نسبياًء في دول العالم, بما فيها القوى الاقليمية؛
ثم ان كثيراً من الدول اصبح لديها القدرة على انتاج الاسلحة النووية وان لم تمتلكهاء ويمكنها انتاجها
عند الضرورة. كذلكء فان تطور الاسلحة الكيميائية» وارتفاع قدرتها التدميرية» وامتلاك بعض دول
العالم الثالث لهاء جعل من الصعب تجاهلها في الحسابات الاستراتيجية للصراعات الاقليمية» ومنها
حسابات الضريات: اذا كان سيتفق على امكان اطلاقها على الصراعات الاقليمية.
يعتبر الصراع العربي - الاسرائيلي من أهّ الصراعات الاقليمية التي تثير الاسئلة حول امكانات
اعتبار حساب الضربات جزءاً منه. فهو, أولاء من أقدم الصراعات الاقليمية الثي لم تظهر لها بوادر
لتسوية سلمية؛ وهى. ثانياً: بتميز بامتلاك أطرافه أعداداً كبيرة من الاسلحة المتقدّمة التي يمكن
تستخدم فيه؛ ؛ بل أن بعض أطرافه اصبح يمتلك أعد ادا من هذه الاسلحة تفوق ما لدى بعض 0
الكبرى منها؛ وهى. ثالثاً. يتميّزء بالدسبة الى أغلب الصراعات الاقليمية المعروفة, بامتلاك
العدد 2,51١7515 شباط ( فبراير ) آذان ( مارس ) ١151١ لَُوُونَ فلعطيزية ١ - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 215-216
- تاريخ
- فبراير ١٩٩١
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 10337 (4 views)