شؤون فلسطينية : عدد 215-216 (ص 45)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 215-216 (ص 45)
- المحتوى
-
طلعت أحمد مسلم سل
وكذا على درجة استعداد الخصم للردنٌ السريع على الضرية» وعلى الزمن اللازم لاعدادء واطلاق,
مقذوفات ضربته - الضربة الثانية. وعليه» نجد الاطراف تطلق على أسلحة: بذاتهاء اسم أسلحة
الضربة الاولى» حيث عادة ما اعتبر الاتحاد السوفياتى الصواريخ متوسطة المدى أسلحة ضرية أولى:
بينما اعتبرت الولايات المتحدة الاميركية الصواريخ الباليستيكية العابرة للقارات: المنطلقة من قواعد
أرضية: اسلحة ضربة أولىء وخاصة تلك التي تعمل من قواعد متحرّكة.
تمثْل الدقة شرطاً ثانياً لتوجيه الضربة الاولى بمفهومها الدارج في أدبيات الصراع العالمي؛ وان
كانت لا تمثل الاهمية ذاتها بالنسبة الى المفهوم البسيط للضرية؛ اذ ان نجاح الضرية عموماً مرتبط
بنجاحها في تدمير الاهداف المحدّدة لهاء وأهمها قذائف العدى التي تشكلء في هذه الحالة, أسلحة
الخري الثانية. ولكي تكون الضربة دقيقة لا بدٌ من توفّر معلومات دقيقة عن الاهداف المراد تدميرهاء
ن تكون هذه المعلومات معدّلة حتى لحظة الاطلاق»: أو حتى لحظة وصول المقذوف الى هدفه, اذا
ب متحركاً. ولا تتوقف المعلومات الدقيقة المطلوية على الهدف المراد تدميره فقطء بل انها تمتد الى
معرفة احداثيات سلاح الاطلاق ذاته؛ والى معرفة دقيقة لظروف الضغط الجوي ودرجات الحرانة 2 3
طبقات الجو التي سيخترقها المقذوف واتجاهات حركة الريح في اثناء عبورها. وعلى الرغم من |
الاقمار الاصطناعية أصبحت تمذْل وسيلة هامّة للحصول على المعلومات الدقيقة: سواء عن الاهداف:
أى عن احداثيات الاسلحة والظواهر الاخرىء: وعن الارصاد الجوية» الآ ان ذلك يرتيط: أيضاً:
بالفحص اللازم للقمر الاصطناعي لاجراء دورة حول الارضء يمكن ان تتغيّ خلالهاء دقة المعلومات
التى حصل عليها. لذاء فان طائرات الانذار المبكّر قد تكون مفيدة لمتابعة الاهداف والمعلومات الاخرى
في الفترة ة التي تكون فيها بعيدة من مجال القمر الاصطناعي؛ لكن مدى عمل واستطلاع طائرات
الانذار المبكر أقل بكثير من مدى عمل القمر الاصطناعي. أخيراً. فان الدقة لا تقتصر على دقة
المعلومات» وانما على دقة الوسائل أيضاً. . ويعني هذا ان يكون السلاح ذاته دقيقاً وفقاً للمعلومات
المتيّسرة؛ أي انه اذا كانت المعلومات عن الهدف والجو دقيقة, والربط المساحي للسلاح دقيقاً. فان
المقذوفات لا يشترطء بل ولا يمكن ضمانء اصابتها المباشرة للهدفء وانما يمكن ان تكون قريبة منه.
والمهم آلا تسقط بعيداً منه. بحيث لا يتأثر الهدف. لكن احتمالات الخطأ الكبيرة تجعل السلاح غير
دقيقء وهى ما تظهره المراجع العالمية بالنسبة الى الكثير من الاسلحة, بما في ذلك اسلحة القطبين
العالميين (الولايات المتحدة الاميركية والاتحاد السوفياتي). ومن المعروف ان الصواريخ التي تطلق
من القواعد الارضية أكثر دقة من تلك التي تطلق من الغوّاصات والطائرات. كذلك؛ فان دقة السلاح
مرتيطة بدقة أجيزة المتايعة والتوجيةه.
تمثل الوقاية شرطاً ثالثاً لنجاح الضرية الاولى» ولكن على نحو مختلف. فالمفاجأة والدقة تعملان
في اتجاه ضمان تدمير أهداف الخصم. بينما الوقاية تعمل في اتجاه حرمان الخصم من توجيه ضربة
مضادة انتقامية: أي على الاصح.ء احباط هذه الضرية ومنعها من تحقيق اهدافها. وتتمئّل وسائل
الوقاية في وسائل ايجابية؛ وأخرى سلبية. تعترض الوسائل الايجابية مقذوقات الخصم. وتدمّرفاء
فتمنعها من الوصول الى اهدافهاء وهي تتمثلء حالياً, في الاسلحة المضادة للمقذوفات الباليستيكية؛
كما ان مبادرة الدفاع الاستراتيجي الاميركية» وما يقابلها في الاتحاد السوفياتي» تمثّل وسيلة متو
في المستقبل. أما وسائل الوقاية السلبية, فتتمثل في اخفاء الاهداف وتحصينها والمناورة بها 507
زيادة عدد الاسلحة هي وسيلة من وبسائل الوقاية, حيث تمثل انتشاراً رأسياً للاسلحة الى جانب
الانتشار الاقصى الذي يشكّل وسيلة هامة للوقاية. وتشكّل الوقاية: التي يقوم بها الخصم,؛ حاجزاً
مع اشُوُون فلسطزية العدد :,5١7- 5١١ شياط ( فبراير ) آذار ( مارس ) ١91951١ - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 215-216
- تاريخ
- فبراير ١٩٩١
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 10337 (4 views)