شؤون فلسطينية : عدد 215-216 (ص 47)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 215-216 (ص 47)
- المحتوى
-
طلعت أحمد مسلم ل
عن الضربة الاولى» وان تكون لديه نظم للقيادة والتوجيه تؤكد تحقيق مهام الضرية الثانية؛ كما ان
نظام القيادة والسيطرة على قوات ووسائل الضربة الثانية ينبغي ان يكون ثابتاً ومرناً وحازماً بما يؤكد
اصدار الامر بتوجيه الضربة الثانية في التوقيت المناسب» بحيث لا تنطلق اجابة عن ضربة وهمية أو
غير مؤكدة, أي ان يكون الامر سابقاً لأوانه, أو ان يصدر الامر متأخراً بحيث يوفر للخصم فرصة
تحقيق أهداف الضربة الاولى كاملة» بما يقلل من فرصة توجيه ضربة مضادة انتقامية مؤثرة وفعّالة.
كذلكء من البديهى ان تكون قوات الضربة على درجة عالية من الاستعداد القتاليء وان تكون كفاءتها
الفنية مرتفعة» لا من حيث كونها أسلحة فقطء بل من حيث مكوّنات نظام توجيه هذه الضربة؛ وخاصة
وسائل الاتصال.
ف الصراع العربي الاسرائيلي
بعد ان أدركنا مفهوم الضربات في الصراع العالمي» وما يحيط به من شروط لا بدّ وا ن يثار السؤال
عن مدى انطباق هذه المفاهيم, سواء البسيطة المجردة أو الدارجة في أدبيات الصراع العالمي؛ على
الصراعات الاقليمية؛ بصفة عامة؛ وعلى الصراع العربي الاسرائيلي بصفة خاصة. وليس السؤال
هنا مجرّد نوع من البحث النظري, أى رغبة في التعمق العلمي؛ ولكنه, أيضاً » وقيل كل ذلك وبعده»
محاولة تصوّر سير الصراع المسلّح في حالة نشويه. ومع كل ما سبق يبقى ان هناك اختلافات جوهرية
بين خصائص الصراع العالمي بين الاتحاد السوفياتي والولايات المتحدة الاميركية في حالة حدوثه,
وخصائص الصراع العربي - الاسرائيلي» وان هذا الاختلاف لا بد وان يلقي بظلاله على مفهوم,
وشكلء الضربات فيه؛ واحتمالاتهاء ولا يغير في الامر كثيراً ما تم من تقارب بين الاتحاد السوفياتي
والولايات المتحدة الاميركية. أو ما يحتمل ان يجرى في المستقبلء حيث يظل كل منهما مصدر تهديد
محتمل للآخرء وانْ قلت نسبة الاحتمالات؛ أويّعُدت به؛ كما لا يفير في الامر كثيراً ما حدث من انشقاق
في الصف العربي» فهو كان موجوباًء وكانت هناك انشقاقات سابقة: بل ان أزمة الخليجء في الحقيقة,
لم تفعل أكثر من الكشف عن انشقاقات كانت موجودة: ولكن مختفية» أكثر من كونها سيّبت خلافات
وانشقاقات جديدة. المهم ان الصراع بين الولايات المتحدة الاميركية والاتحاد السوفياتي كان
وسيظلء في المستقبل» بين دولتين متقاربتين في القوة ومكوّناتها الاستراتيجية, من حيث الجغرافيا
السياسية والاستراتيجية والقوة العسكرية بل والتكنولوجية والاقتصادية؛ كما انهما تنتميان تقريباً
الى المدربسة الثقافية والحضارية ذاتهاء بحيث يكون التفاوت فيما بينهماء في محصلته؛ محدوداً.
هنل ٠ تيدق الاختلافات بن مصادر القوة الاسسرائدا ثيلية والعريية كبيرة. فهناك فارق شاسع ف
المساحة وعدد السكان بين الدول العربية الرئيسة واسرائيل؛ في حين يتضاءل هذا الفارق بين باقي
الدول العربية واسرائيل في مجالات مختلفة, سواء في المساحة أو في عدد السكان, حتى ان اسرائيل
تتفوّق في المساحة على كثير من الدول العربية» وفي تعداد السكان. وهكذا نجد ان كلا من العراق
وبسوريا ومصر والاردن والسعودية والامارات وعمان واليمن والسودان وليبيا وتونس والجزائر والمفرب
وموريتانيا والصومال تفوق اسرائيل بالمساحة, بينما تقل مساحة كل من لبنان والبحرين وقطر وجيبوتي
عن مساحة فلسطين المحتلة. وترجع أهمية ذلك الى ان اتساع المساحة يحتاج الى عدد أكبر من
الاسلحة لاصابته: بينما تحتاج المساحة الاقل الى عدد أقل. ومع ذلك؛ فان هذا يرتبط بمدى انتشار
الاهداف داخل هذه المساحة, ويانخفاض الكثافة السكانية. ومن الطبيعى ان تكون الفائّدة أكبر
للجانب العربي عندما تكون القدرة مرتبطة بالتعاون والتنسيقء بل والتوحد.
2 دُيُونُ فلسطيزية العدد .5١7- 5١١ شباط ( فبراير ) آذار ( مارس ) ١951١ - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 215-216
- تاريخ
- فبراير ١٩٩١
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 10337 (4 views)