شؤون فلسطينية : عدد 215-216 (ص 93)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 215-216 (ص 93)
- المحتوى
-
جغرافياً الى حيث تلتقي الحضارات في الماضي عند
الموانىء, وأخذ السهل الساحلي ينتعشء والحياة
تدب فيه منذ فتح قناة السويس . فبدلَا من أن تبقى
القرية مكتظة ومنكمشة على نفسها في الجبل» أخذت
ترسل ابناءها الى حيث اراضيها في السهل والمرج
لتعيد الى هذه الاراضي الحياة» زرعاً وقلعاًء انتاجاً
وربحاً.
© ف مقدمة «القرية العربية الفلسطينية...»
كتبيت: «ستشهد السنوات العشر القادمة بقايا آخر
بيت بني من الحجر الفشيم والتراب؛ لتحل محله
مساكن الاسمنت بأنماطها وتخطيطها اللستورد».
هل ستنتهي القرية الفلسطليئية تماماً وما هو
البديل؟
- تداخلت في انهاء المظهر الخارجي للبيت
العربي الفلسطيني مجموعة عواملء منهاء اول
عنصر الزمن وتآكل مواد البناء؛ ثانياًء سهولة
الوصول الى مواد بديلة أكثر صموداً وتقليداً للغرب
في توزيع الوظائف على الغرف استجابة لروح العصر
ومتطلباته. خاصة وان الفلاح انهى تعامله مع دواب
العمل ولم تعد لها ضرورة اقتناء واستعمال؛ اذ ان
القوة الفاعلة في الزراعة أصبحت الآلات بدل
الحيوان والانسان الى حدٌ بعيد . فلم نعد نرى فدّاناً
من البقر مثلاًء او بغلاً: اوحماراًء يأوي الى اسطبل
البيت كما كانت العادة. وإِنْ وجدت مثل هذه
الحيوانات: خصّصت لها أماكن:, كالزرائب
والبايكات بعيداً من أماكن السكن. ومن هنا تغير
البيت كما تغيّرت وظائفه, ويخاصة الزراعية. اذ لم
يعد خزن الغلال في داخل البيت» ولم تعد أماكن
لخزن التبن: كما كانت الغادة. ولكن سييقى جدار.
وسيبقى شباكء: وستبقى سدّة (اوزاوية) هنا وهناك»
لتشهد على نمط بناء وأنماط سلوك سكنية خلقها
الانسان الفلاح الفلسطيني. هذا لا يعني؛ اطلاقاً
ان النواة ستفرغ؛ بل على العكسء ستقام مبان
جديدة فوق القديمة: والى جانبهاء ككلء نواة لقرية»
اى مدينة» في العالم. ومن هذا ننصح. كما قلنا بذلك
دائماء ان تسرع السلطات المحلية في كل القرى الى
اختيار موقع نموذجي تصونهء وتحوله الى متحف
بلدي يستوعب أدوات العمل القديمة وأنواع الاثاث
القديمء لتستطيع اجيال الفد فهم؛ ودرس» حياة
أاجدادهم, دون ان تتكون في ذهنيتهم انماط
اعداد: رياض دددس 0ك
صور لهؤّلاء الاجداد تبعث على عدم الاحترام» انْ
لم تفهم وتشرح بعمق.
© كيف تحافظ على أنماط تموذجية من قراتا ؟
وما الذي تقترحه للحفاظ على هذه الانماط ؟
وماهى القرى التى لا تحتفظاء ولو الى حدٌُ ماء
على طابع القريةة 2
- الواقعء يصعب جداً الاجابة عن مثل هذا
السؤال؛ اذ لا توجد سلطة تستطيع رعاية قرانا؛
وتبقى القضية قضية مبادرات للحفاظ على اجزاء
من هذه القرىء وليس على القرى نفسها.
وعلى صعيد آخر أنا لا أريد ان ينظر الى القرى
وكأنها محميات طبيعية: على الرغم من ان الكثيرين
من الاجانب يتمئون» ويصلون: من اجل ان يرضى
القرويون بمثل هذا الاقتراح؛ ليستطيعواء في كليات
علم الاجتماع والهندسة المعمارية وغيرها من
الكليات: درس التطور الذي قد يحدث في مثل هذه
القرى المصونة؛ وهذا ما حذرت منه في كل لقاء لي مع
مجموعة أجنبية التقيتها. نحن لا نشكو من عدم
القدرة على «التدنمك», بل على العكسء نحن
منفتحون, ولدينا القابليات لاستيعاب كل جديد, على
الرغم من محافظتنا على كثير من عاداتنا الاصيلة
التي تبقى القرية محطة ضخ لها لاجيال كثيرة
قادمة:؛ كالتماسك الاسريء والتعاون بين الفئّات:
فرحاً وحزناً. عملا وانتاجاًء وحتى الايام التطوعية
التي شهدنا انبثاقها في قرانا ومدننا اتخذت مسلكها
من التعاون القروي الذي يعتبر جزءاً من الذات
الفلسطينية, التي أخذت تتبلور, مؤخراً لتحافظ على
أنماط سلوكها هذه.
© كتاب «الارضء الانسان والجيدء سبق
كتاب «القرية العربية الفلسطيتية...». اعتقد بأن
الكتاب الاول كان بمثابة تقديم للعتاي الثاني. ما
رأيك؟ وما الذي وضعته نصب عينيك حينما كتبت
مثل هذا الكتانب؟
الكتاب الاول ليس مقدمة؛ كما ذكرتء, انما
هو مكمّل. والكتابان توأمان. أظن - وهكذا قيل لي -
انه كان اول دراسة للحضارة المادية في أي قطر
عربي بمثل هذا النمط من الدراسات. والأهمٌ, انه
بعد «الارضء الانسان والجهد» اندفعت جماهيرناء
على مختلف مستوياتها ومؤّسساتهاء فأقامت
15 لشَيُون فلسطيزية العدد ,5١1- 7١١ شباط ( فبراير ) آذار ( مارس ) ١991١ - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 215-216
- تاريخ
- فبراير ١٩٩١
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 22262 (3 views)