شؤون فلسطينية : عدد 217-218 (ص 40)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 217-218 (ص 40)
- المحتوى
-
ب الاتحاد السوفياتي ومنظمة التحرير الفلسطينية...
في حينه» عزل النزاعات الاقليمية (فيتنام)» أوتجميدها (الشرق الاوسط)؛ بحيث لا تؤدي الى مواجهة
نووية خطرة فيما بينهما(""). وتعني هذه السياسة؛ على الصعيد العمليء انه عندما يتوفر للاتحاد
السوقياتي حليف يقاتل بتصميم وقدرة من اجل قضية تحررية مع ضمانة أكيدة لاحتمالات انتصاره»
فانه يدعم هذا الحليف الى أقصى الحدوب الممكنة» مع العمل على عزل النزا ع بصورة من الصور,
بحيث لا يودي الى مواجهة نووية لا تحمد عقباها مع الولايات المتحدة الاميركية؛ وهذا ما حدث في
الحرب الهندية الباكستانية: وفي فيتنام. اما في حال غياب مثل هذا الحليفء وفي غياب الضمانة
الاكيدة لاحتمال انتصارهء فان البديل الوحيد الذي باتت تسمح به السياسة التي اتفق العملاقان
عليهاء هو تجميد الازمة الى ان تتيدل معطياتها الاوليةء بصورة أو بأخرىء أو لسبب من الاسياب,
وهذا ما كان سائداً على صعيد النزاع العزبي الاسرائيلي.
وقد تم تكريس الخطوط العريضة للصيغة الجديدة لسياسة التعايش السلميء وكيفيّة الابتعاد
من المواجهة الخطرة بين الاتحاد السوفياتي والولايات المتحدة الاميركية؛ في وثيقة مؤلفة من ١” بنداً»
صدرت عن الطرفين» حيث تم تحديد الاسس التي ستقام العلاقات المستقبلية عليها فيما بينهما. وقد
جاء البند المتعلّق بتسوية أزمة الشرق الاوسط غامضاًء بل كان أضعف, في صياغته: من القرار الرقم
؟, حيث أقرت تلك المبادىء بامكان اجراء تعديالات ف الحدود, من دون استخدام كلمة «طفيفة»
التي التزمت بها الوثائق الرسمية الصادرة عن هيئة الامم المتحدة. وشملتٍ هذه المبادىء: اولء
انسحاب القوات الاسرائيلية من على اراض عربية احتلت العام 17 ثانياًء ان أية تعديلات في
الحدود يجب ان تكون نتيجة لاتفاق بين الاطراف المعنيّة . ثالثاًء ترتيبات أمنية مث مشتركة تشمل مناطق
منزوعة السلاحء, ووضع قوات الامم المتحدة, بصفة مؤقتة, 5 شرم الشيخ: واشتراك الاتحاد
السوفياتي والولايات المتحدة الاميركية في الضمانات الدولية. رابعاً» انهاء حالة الحرب في المنطقة(7).
وبالطيع, ليس من اللازم الاستفاضة ف التعليق على مدى ضعف هذه المبادىء» ازاء أزمة
الشرق الاوهسط. فقد غايت عنها كل اشارة الى الشعب الفلسطيني وحقوقه المشروعة» والى رفض
اسرائيل الصريح والمعلن عن الانسحاب من على كل الاراضي العربية المحتلة» والى حق العرب في اللجوء
الى وسائل آخرى غير الوسائل السياسية من اجل تحرير أراضيهم المحتلة. ولا ريب في ان تخفيف
التوتر بين القوتين العظميين اقتضى «ردع» أي تصعيد للاعمال العسكرية من الجانب العربي» مع
«اصران» السوفيات على الوسائل السلمية؛ واعطاء العرب «الحق في استخدام الوسائل التي يرونها
لتحرير أراضيهم», من دون أن يلقى ذلك أي التزام على الاتحاد السوفياتي بدعم عمل عسكري
عربي» الا في ما يتعلق بتقوية قدرات الدول العربية العسكرية من خلال المساعداتء وهى الكلام الذي
كان جاءء للمرة الاولى» في البيان السوفياتي المصري المشترك الذي أصدر في أواخر نيسان (ابريل)
61 ولاحظ المراقبون: حينهاء ان العبارة التي أثارت الاهتمام في البيان المشترك» جاءت
بصورة مختلفة قليلاً في النص العربي عمّا هي في النص الرسمي للبيان , ووفقا النص الذي ودّعته
وكالة انباء الشرق الاوسط المصرية, جاء: «في ظل تلك الظروفء فان الدول العربية التي تعر
للعدوان لها كل الحق في استخدام مختلف الوسائل لاسترداد الاراضي العربية التي أغتصيتها
اسرائيل». اما في النص الرسميء فقد وردت العبارة ذاتها على النحى التالي: «وفي ظل تلك الظروف,
فان الدول العربية» التي تعرّضت للعدوان, لها كل الحق في استخدام الوسائل الاخرى غير الوسائل
السياسية لتحرير الاراضي العربية التي احتلتها اسرائيل»(:/).
هكذا ياتت موسكق أسيرة موقف متناقض. فمن جهة: كانت راغية ف تفادي أي نزاع قد
العدد 1١8-5117 نيسان ( ابريل. ) - آياى ( مايى) 1191١ لقُن فلسطينية 84 - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 217-218
- تاريخ
- أبريل ١٩٩١
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 10330 (4 views)