شؤون فلسطينية : عدد 217-218 (ص 41)

غرض

عنوان
شؤون فلسطينية : عدد 217-218 (ص 41)
المحتوى
د. نبيل حيدري
يؤدي الى مواجهة شاملة مع واشنطنء ويعرقل عملية التقارب المستجد معها؛ ومن جهة أخرىء وفي
اطار عملية التقارب نفسهاء العمل على تدعيم مواقعها الاقليمية. فمن اجل التفاوض على قدم المساواة
مع الولايات المتحدة الاميركية» كان على الاتحاد السوفياتي ان يكون قوة استراتيجية موجودة في
متشاطق الازمات الاقليمية: وان اقرار السلام في الشرق الاوسطء بعيداً من المشاركة السوفياتية,
يضعف نفوذ» ووزن؛ موسكو في المنطقة. ولهذا السببء بالذات, ساهم الاتحاد السوفياتي في الحفاظ
على حدٌّ من التوترء واستجابة للمطالب العسكرية المصرية؛ وهما السبيلان الوحيدان الى ضمان
الاستراتيجية السوفياتية طويلة الامد في مصر والمنطقة (47),
ضخوط متتاقضة
بيد ان الخطاب الذي انهى به الرئيس المصري انور الساداتء من طرف واحدء مهمة
المستشارين السوفيات» في الثامن من تموز ( يولي ) كان تحوّلاً حاسماً في العلاقات المصرية
- السوفياتية» لا يقل شأناً عن صفقة السلاح التشيكية الاولى في العام ‎.١1555‏ لقد أعلن السادات
عن ان كل القرارات المتخذة «يجب ان تصدر عن ارادتنا الحرة؛ بالذات» وعن الشخصية المصرية,
وفي خدمة شعب مصرء الذي لن يقبل» أبداً. الدخول في مناطق النفون». وأضاف قائلاً : «ان القرارات
السياسية يجب ان دُتخذ داخل مصرء ومن جانب قيادتها السياسية؛ من دون أخذ اذن مسيق من
أية جهة» مهما كانت». وأشار الى التصادم في المواقف بين الطرفينء بالقول: «لقد برزتء احياناً:
اختلافات بين وجهات نظرنا؛ ولكنني كنت أرى انها كانت اختلافات طبيعية»(5):
وعلى الرغم من ابلاغ السادات الى السفير السوفياتي في القاهرة ترحيل ‎١1‏ آلف مستشار
سوفياتي من على الاراضي المصرية خلال عشرة أيام» فان القرار المصري باغت واشنطن تماماً. وأشارت
تقارير الصحافة؛ في حينه؛ ان كبار المسؤولين في الادارة الاميركية؛ «فوجئوا بالقرار» وان اجتماعات
عاجلة؛ على مستوى عال , عقدت لتقويم نتائج القرار. وعلى سبيل المثالء فقد صرّح وزير الخارجية
الاميركية, هنري كيسنجرء بأن «القرار كان مفاجأة كاملة لواشنطن». ولكن بعد يومين من خطاب
السادات بشأن طرب الخبراء السوفيات؛ اعدّ كيسنجر تحليلاٌ فكرياًء طرح فيه نظرته لابعاد طرد
الخبراء على انه نتيجة للتقارب الاميركي ‏ السوفياتي» وتبدّد أوهام المصريينء «فقد كان من الواضح
خلال الشهرين الاخيرين» ان المصريين وطّنوا أنفسهم على حقيقة أنه لن يكون هناك الا القليل من
التحريك الدبلوماسي لقضية النزاع العربي - الاسرائيلي هذا العام بسبب الانتخابات الاميركية»..
ومضى كيسنجر في القول: «انه على الرغم من معقولية هذا التفسير, على الاقل في الظاهر, فقد كان
الساذات في حيرة من أمره للحؤول دون ان يودي هذا الركود الى تجميد دائم للوضع الراهن. وكان
الاحباط تجاه غياب تحريك ما للنزاع المصري - الاسرائيلي كبيراً للغاية في القاهرة. وقد أكدت القمة
السوفياتية ‏ الاميركية الشعور بأن ليس هنالك شيء يمكن ان يحدث هذا العام؛ ووضعت في مكان
الصدارة النقد الجاري في القاهرة للدور السوفياتي» حتى قبل انعقاد القمة,(65).
لم يكن دوي القرار المصري قد خفت بعدء حتى قفل ما يقارب العشرين آلفاً من المستشارين
العسكريين السوفيات عائدين الى بلادهم. وكان هذا الانسحاب السوفياتي السريع؛ والشامل تقريباً.
قد عُزيء بوجه عام, الى غضب موسكو من الطريقة المهينة التي استخدمت في دعوة مستشاريها الى
الخروج من مصر. ولعلّ هناك سبباً كامناً محتملاً, وهو خيبة أمل السوفيات من عجز الجيش المصري
عن اتقان العمل بالمعدّات التي ريد بهاء وعدم قدرة السوفيات, تماماً. على تدريب المصريين
6 اشُوُون فلسطيية العدد ‎:5١8- 5١17‏ نيسان ( ابريل ‎ )‏ أيار ( مايى) ‎1951١‏
تاريخ
أبريل ١٩٩١
المنشئ
منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
مجموعات العناصر
Generated Pages Set
Periodicals دوريّات

Contribute

A template with fields is required to edit this resource. Ask the administrator for more information.

Position: 10330 (4 views)