شؤون فلسطينية : عدد 217-218 (ص 55)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 217-218 (ص 55)
- المحتوى
-
تعامل اليابان مع الصراع العربي - الاسرائيلي
د. خيرالدين عبد الربحمن
تشير الدراسات القليلة المتوفرة, وكذلك الملاحظات الشخصية: الى ان الصورة العريية في الذهن
الجمعي الياباني شأن الصورة اليابانية في الذهن الجمعي العربي لا تزال محدودة للغاية,
مشوّشة الملامح, تختلط فيها رائحة النفط بتخيّل قوافل الجمال تسير على كثبان الرمال الغامضة:
وتقاطع خطوط الكوفية الفلسطينية؛ التي تثير تداعيات نشاطات لعناصر من الجيش الاحمر الياباني
في السبعينات, مع خطوط مرتبكة لعالم غريب» بعيدء قاحل. بل ان العديد من اليابانيين استغربواء في
أحاديث معهمء القول ان الفلسطينيين شعب آسيويء فشبه القارة الهندية تمثّلء بالنسبة اليهم,
تخوم آسيا.
ومثلما يتحاشى الخطاب السياسيء والاعلامي؛ وحتى الاكاديمي: في أوروبا واميركا استعمالء أو
حتى قبول, مصطلح «الوطن العربي»» أو المنطقة العريية, مصدا على استخدام امصطلح «الشرق
الاوسطه الذي أوجدته اورويا رفضاً للعامل القومي الذي يوحّد منطقتناء وتكريساً للهدف الاورو-
اميركي الراسخ ياقحام اسرائيل قائداً مركزياً (02© 08ت سمقسصرم ) في نظام اقليمي «شرق أوسطي»
يحل محل النظام الاقليمي العربي الراهنء فان الخطاب السياسيء والاعلامي ؛والاكاديمي في اليابان
اعتاد استعمال مصطلح «غرب آسيا» (19هش 17656 ) في الاشارة الى منطقتنا. ولم يتردّد سفير ياباني
ناقشته في أمرهذا المصطلح في الدفاع عن سلامته وبداهته؛ باعتباره واقعاً جغرافياً أزلياً. بينما رأى
ان حصيلة تعامل أكثر من عشرين دولة عربية فيما بينهاء ومع الآخرين: لا تعطي العروية أولوية» ولا
تجعلها قيمة دائمة, وانما ترجح - في رأيه - انها قيمة طارئة. ضعيفة الجذورا
1 وقد عزرّز من محدودية الصورة العربية وتشوّشها في الذهن الجمعي الياباني توجّه اليابان
الطاغيء منذ هزيمتها في الحرب العالمية الثانية؛ الى قصر العلاقات والاهتمامات على قدر الحاجة
اليايانية تماماً: وفي إطار المسموح به أميركياً.
الا ان تغيّرات عميقة اجتاحت, وما زالت تجتاح, اليابان في السنوات الاخيرة, بعضها ظاهر
بوضوح,» وبعضها الآخر يأخذ مداهء ويحفر مجراهء بهدوء؛ تحت السطح. وجلّها ناجم عن التوق الى
لموازنة بين القوة اليابانية الاقتصادية الهائلة, وبين الدور الدولي لليابان» بحيث يتم التخلّص من
التوجه السائد بردوب القعلء لا يميادرات ذاتية مستقلة لحماية المصالح الاقتصادية فحسب» تمهيداً
لتطوير دور ياباني عالمي خاص. وهنا أشارت تكيّنات عدة الى ان اليابان» في أقصى شرق آسياء مثل
ألمانيا في وسط أوروباء تسعى الى تعزين انتقالها من قوة اقتصادية كبيرة أو كبرى بالاحرى - الى
قوة اقتصادية سياسية كبيرة. وحتى كبرىء» مع مطلع القرن الحادي والعشرين» دون اهمال الجانب
العسكريء على الرغم من حساسيته الشديدة. ويتمٌ هذا الانتقال بحذر شديدء حتى لا
6 شُوُونُ فلعطزية العدد 117 ,5١8- نيسان ( ابريل ) - آيار ( مايى) ١151١ - هو جزء من
-
شؤون فلسطينية : عدد 217-218
- تاريخ
- أبريل ١٩٩١
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 10217 (4 views)