شؤون فلسطينية : عدد 217-218 (ص 58)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 217-218 (ص 58)
- المحتوى
-
ل تعامل اليابان مع الصراع العربي الاسرائيلي
الاميركية الى توسيع هائل في استثماراتهم المباشرة في الولايات المتحدة الاميركية» بلغ حدوداً خطرة
سمحت باطلاق اسم «شراء اميركا» على هذه العملية» إذ زادت الاستثمارات اليابانية المباشرة في
السوق الاميركية, الصناعية أساساًء » على 5 ١67١ ملايين دولار اميركي في العام /1141. بينما عجزت
الصادرات الاميركية عن دخول السوق اليابانية والصمود فيهاء تنافسياً. نتيجة ممارسة اليابان
الناجحة للحماية غير المباشرة» وحفاظها على معدّلات صرف معقولة للين الياباني مقابل الدولار
الاميركي: عبر التدخّل الحكومي غير المباشر, وكذلك مع تزايد السعي الجادّ الى اقامة تكثّل اقتصادي
آسيوي تقوده اليابان: يما يشكّل تحدياً خطراً جداً للهيمنة الاميركية على الاقتصاد العالمي » يضاف
الى تحدي قيام اوروبا الموحّدة, بما ينذر باضمحلال الهيمنة الاميركية على الاقتصاد العالمي مع
غروب شمس القرن العشرينء ناهيك عن تحولات مجتمعية وثقافية عميقة في اليابان» ليس الها
صحوة الثقافة البوذية السائدة وتمرّدها على امتهان تيار «أمركة» القيم وأنماط الحياة لهاء وأخطرها
ان التجرية اليابانية: التي توالى تقلّبها تاريخياً بين التوسّعية العسكرية والمعجزة التنموية
الاقتصادية:, قد ازداد تململها من التناقض الحادٌ بين القدرات اليابانية الاقتصادية الهائلة,
وهامشية الدور الياباني في السياسة الدولية» فتمٌ التعبير عن هذا التململ بظواهر ووسائل ومواقف
عدّة منها التوق الى بعث العسكرية اليابانية بأساليب جديدة. ونكتفيء هناء بالاشارة الى الدراسات
اليابانية الجادّة التي تبنت» قبل سنواتء: الاعداد لخوض حرب مع الاتحاد السوفياتي؛ دون اصابة
ياباني واحدء من طريق استخدام ستة ملايين رجل آلي (روبوت) في تلك الحربء بدلا من الجنود
اليابانيين.
كل هذه العوامل» وسواهاء تشير الى احتمال حدوث شرخ في العلاقة اليابانية الاميركية(*): بما
يصعب تجتّبهء في العقدين, الحالي والمقبل. وهذا احتمال لا بدّ من أخذه في الحسبان؛ واستشراف
آثاره في الموقف الياباني من الصراع العربي الاسرائيليء في اطار تركيز أكبر على دراسات مستقبلية
لتوجهات واحتمالات السياسة اليابانية تجاه فلسطين خصوصاً, والمنطقة العربية عموماً.
واذ ترتبط هذه الاحتمالات, أساساًء بتطوّر المصالح اليابانية الاقتصادية في منطقتناء
وبالتزامات اليابان في اطار علاقتها بالولايات المتحدة الاميركية: وتطوّر مواقف هذه الأخيرة. ويخطط
اليابان حول مدى دورها الدولي مستقبلاً. فانها ترتبطء في الوقت عينهء بتطوّرات أوضاع منطقتنا
ذاتهاء وبمسار توجهاتهاء ويمدى قدرتها على إحداث مراجعة تستعيدء عبرهاء مصد اقيتهاء وتزيد في
فاعليتهاء وتعيد الانسجام بين سياساتها واحتياجاتها الحقيقية» وتعود الى ما ثبتت صحّته من ان
الصراع العربي الاسرائيلي مصيريء, شاملء لا يقبل حلولاً وسطية.
وسوف يظل مخططو السياسة الخارجية اليابانية: وكذلك مخططو السياسة الخارجية
الفلسطينية, والعربية» بحاجة الى مراجعات لتجربة العقدين الماضيين للتعاطي الياباني مع الصراع
العربي - الاسرائيلي» لاستخلاص نتائجهاء وادخال ما يلزم من تطويرء أو تعديلء أو تغيير. واذا كانت
المنطقة العربية دخلت جدياً حيّ الاهتمام السياسي الياباني منذ أواخر العام 19177 بما اضطر
اليابان الى بذل جهود سياسية فيهاء وازاءهاء بعدما افتقدت طويلاً الرغبة» والحاجة الى الاقتراب من
مشاكلها السياسية المعقدة, واضطراباتها اللاهبة, ومواقفها الرسمية المتقلّبة؛ فان التطوّر الايجابي
للاقتراب الياباني قد اهتز بعنف مع انتصاف الثمانينات, بما كان يجب ان يقرع نواقيس الخطر في
الدوائر الفلسطينية, والعربية؛ لتدارك مضاعفاته. بحيث لا ينقلب دخول المنطقة العربية حيّن
الاهتمام السياسي الياباني من بوّابة النفط الى تورّط ياباني في علاقة شديدة الخصوصية,
العدد 1١8-5117 نيسان ( ايريل ) - أيار ( مايى) 1991١ لتُفُين فلسطزية . لاه - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 217-218
- تاريخ
- أبريل ١٩٩١
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 10328 (4 views)