شؤون فلسطينية : عدد 217-218 (ص 81)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 217-218 (ص 81)
- المحتوى
-
ولكن ناطوري كارتا لا تمتلك قوة الدفع الحقيقية لتثبيت مبادئها التي تتبناها مع قدرتها الفائقة
على ذلك باعتبار انها ترتكز الى مستندات روحانية مستنبطة من تعاليم توراتية. وهي ما زالت تأخذ
مساراً سلبياً في تعاملها مع الدولة الاسرائيلية؛ وهذا المسار يتحدد من خلال مقاطعة مؤسسات ها هذه
الدولة مقاطعة تامّة. وربما كان في هذه المسلكية بعض الايجابيات» الا ان قدرتها على التغيير تبقى
محدودبة اذا لازمت بقاءها خارج الدائرة.
ومع ان هذه المواقف تعتبر متقدمة نسبياً, في هذا الاطار عن المواقف الاخرى, الآ ان هناك نقاطاً
لا بدٌ من اثارتها في هذا المجال. فبينما تدعو هذه الحركة الى التعايش بين العرب واليهود في فلسطين»
الا ان هذا التعايش سيبقى مؤقتاً الى حين مجيء السيد المسيح «الذي سيقيم الدولة اليهودية على
أرض فلسطين». وهذا يعني ان هذه الحركة لا تعارض قيام الدولة اليهودية من حيث المبدأء بل
تعارضها من حيث الوسيلة؛ اذ ترفض ان تقوم هذه الدولة من قبل الصهيونية السياسية التي ابتدعها
هرتسلء وترى ارجاء قيامها حتى تكون دولة يهودية خالصة على يد المسيح المنتظر. ويتفزع من هذه
المبادىء ان الحركة لا تسقط من حسابها الاساطير التي وردت في التوراة» والتي تدعي بملكية اليهود
وهكذا نجدء بعد استعراض التيارات الدينية الرئيسة في اسرائيل» سواء منها التي تظهر على
الخارطة السياسية أو التي تعمل في الشارع الاسرائيلي على الصعيد الديني الاجتماعي؛ ان هذه
التيارات ليست متماثلة في ظروف انشائهاء أى في مفاهيمها ومبادتها التي تطرحهاء خصوصاً في ما
يتعلق منهاء بصفة اساسية: بالشعب الفلسطينيء سنواء المقيم منه على ارض فلسطين بكاملها أو
أولئك الذين أُخرجوا من مواطنهم الاصلية تحت ظروف متباينة.
وكما نلحظ امكانية ت3 تقسيم القوى السياسية في اسرائيل الى يمين ويسار بشكل عام تبعاًلمواقفها
من القضية الفلسطينية والشعب الفلسطينيء فان هذا التقسيم يمكن ان يكون صالحاً عند تصنيف
الكتل والتيارات الدينية الاسرائيلية» بصرف النظر عن مواقفها داخل, أو خارج, الخارطة السياسية,
حسبما ظهرت لنا في انتخابات الكنيست الثاني عشر الاخيرة.
فاذا وضعنا حركة أغودات يسرائيل في منتصف هذه القوى والكتل السياسية باعتبارها تؤيد
تفاقيتي كامب ديفيد والحكم الذاتي الناتج عن هاتين الاتفاقيتين: وترجىء النظر في مستقبل الاراضي
0 الى حين انتهاء فترة الحكم الذاتي» فان بقية القوى الاخرى تتوزع على يمين هذه الحركة
ويسارهاء بحيث يقف الحزب الوطني الديني (المفدال) على يمينهاء باعتباره يدعو الى تنفيذ اتفاقيتي
كامب ديفيد والى الحكم الذاتي» ويرى ضرورة بسط السيادة الاسرائيلية على الاراضي المحتلة بعد
انتهاء فترة الحكم الذاتي. وعلى يمين المفدالء تقف حركة غوش ايمونيم التي ترى وجوب الاحتفاظ
بالاراضي المحتلة تحت السيادة الاسرائيلية وعدم الانسحاب من على أي شير منها؛ وعلى يمينهاء نجد
حركة كاخ التي ما زالت تحتفظ ببعض بقاياها في المجتمع الاسرائيلي. وهذه الحركة تتجاون: في
طروحاتهاء القوى اليمينية الاخرىء اذ تسعى الى تفريغ الاراضي من العرب حتى يتسثى قيام دولة
يهودية خالصة وخالية من اية عناصر «اجذبية»: وذلك يعد تطبيق السيادة الاسرائيلية على الاراضي
المحتلة كافة.
أمّا على اليسان فتقف حركة شاس بطروحاتها وآرائها الميّزة؛ حيث يرى زعماؤها ضرورة
الانسحاب منَ على اجزاء من الاراضي المحتلة اذا كان في ذلك ما يحمي العنصر اليهودي المتواجد
1951١ نيسان ( ابريل ) - أيار ( مايى) ,5١8- 7١77 شْوُون فلسطيزية العدد 2١ - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 217-218
- تاريخ
- أبريل ١٩٩١
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 22254 (3 views)