شؤون فلسطينية : عدد 217-218 (ص 88)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 217-218 (ص 88)
- المحتوى
-
سل قلق في ادب الاستيطان
واتخموا الناس بالخيال والمطلق.
كتب عوز: «تجرّع الاسرائيليون جرعة أكثر مما ينبغي من التاريخ». ولفظة «التاريخ» في الادبيات
الصهيونية لا تعني ما نفهمه نحن من التاريخ, كتسجيل أ تأويل للوقائع؛ بل تعني» تحديداً: هذا
التاريخ الانساني الذي أوجزه الصهيوني وحوّله الى تاريخ ل «اليهودي» يتجلّى به وله. وهكذاء فان
هذه الجرعة الزائدة عن الحدّ لا تجعل من الممكن الاحساس با مكان والزمان البشريين؛ انها صناعة
مخصصة لجعل اليهودي مختصر الانسان وتاريخه الموجز؛ فليس هناك عذاب سنوى عذاب اليهودي!
وليس هنالك شعب في العالم سوى الشعب اليهودي! الارض وما عليها مجرد دخان لا تتخذ شكلا الا
اذا جاء اليهود!
مثل هذه الجرعة ستجعل قراء الكاتب الصهيوني يمتعضون ان حاول اقناعهم بأنه فرد يود ان
يعيش الحياة كأي فرد آخرء ويثورون على كتابهم الذين يريدون الانتقال بالصهيونية من ضباب
الايديولوجية الى عقلانية جديدة: او الى الحد الادنى منهاء حين يعكس بعضهم المخاوف الآتية من
يقظة صاحب الارض الحقيقيء الفلسطينيء وليس المخاوف اللاهوتية, الغامضة:؛ او حين يبدأ
بعضهم بالمطالبة بايقاف ١ مسلسل الخيال السياسي؛ وصنع مسلسل يتعامل مع البشر والوقائع.
ويظهر. هناء تأثير التربية الايديولوجية المتحجرة واضحاً؛ حين يعبّر عون عن ضيقه بهذه
«الجرعة» الزائدة من 0 وينتقد ما يسمّيه «الخلفية التاريخية حين نكتب...» فالثمن الذي يجب
دفعه باهظ, بسبب هذه الخلقية بالذات؛ اذ ان الجمهور القارىء: كما قال ينسب الى الكاتب دور
النبيٌء ويعامله على هذا الاساس. فحتى لو ذهب الى الصحراء بحثاً عن مناخ ملائم لصحّة ابنه
الصغير, فان الأمر ينظر اليه كما لو انه ذهب ليعتزل ويعدٌ مواعظه النبوية. الكاتب الاستيطاني» بتعبير
عون «محاط بجدران حجرية من كل جانب». ١
الواقع بالنسبة الى هكذا جرعة هو رمال متحركة. وحين يفاجاً الضهيونيون: بعد اربعين سنة من
اقامة كيانهم الاستيطاني والمدعوم بقرار الامم المتحدة» بأن الفلسطيني ليس موجوداً فقط يل هو قادر
على جعل حتى وجوده العضوي كابوساً بالنسبة الى الفكرة الصهيونية وروّادها وحرويها وقنابلها
الذرية. فمعنى ذلك أن الوهم قد استطال أكثر مما ينبغي » وللخيال: الذي اراده شاليف بلا حدود,
حدوداً.
لن يعاد النظر في جذور الصهيونية بالطبع . فالكيان الذي خلقته هى استجابة؛ في جانب كبير منه,
لحركة استعمار من مخلّفات القرن التاسع عشرء وشعاراته لا تتميز كثيراً عن شعارات المستوطنين
الذين غزوا العالم وبنوا مستعمراتهم على اراضي الشعوب الاخرى؛ ولكن ما يعاد النظر فيه هو قدرة
التعامل مع الواقع الذي اختلط بالخيال وحل محلّه. اي محاولة الفصل بين ما هى تصريح أدبي
وتصريح سياسي . وكما كان.الخيال الادبي أرضية سابقة لولادة الفكرة الصهيونية: فها هو يحاول ان
يكون أرضية تطوير لهذه الفكرة عينهاء وتغذية السياسي بتصريحاته واستعادة الانسجام المفقود منذ
عقد من الزمان تقريباً.
حخحصصير
هل يمكن اعادة النظر في الاسطورة؛ في نمط خاص من ال معقولية؟
لقد وويجد هذا التجمع الاستيطانى «معقولية», وثيتها ف ظروف القرن التاسبع عثر الاورويبى
العدد 5١8-511 نيسان ( ابريل ) آيار ( مايو) 115١ لَنَوُونُ فلسطزية با - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 217-218
- تاريخ
- أبريل ١٩٩١
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 22252 (3 views)