شؤون فلسطينية : عدد 217-218 (ص 90)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 217-218 (ص 90)
- المحتوى
-
سح قلق في أدب الاستيطان
هو جدير بالاهمية: ان المعقول, او الضمير يتشكل استجابة للحركة على الأرض. فالمكاسب التي
حظيت بها الامبراطوريات الناشئّة, او التى طمحت الى النشوءء هى التى كانت معيار المعقول
واللامعقول. ١ ١ 1
فليس من المعقول بالطبع ان يلزم دافع الضرائب الغربي نفسه بدفع راتب سنوي لمستوطنين
يقيمون ف مكان غامضٍ أسمه «فلسطين» لا يذكر ال ف التوراة كما تذكر تذكارات ت المتاحف»: ولكن
هذا الأمر يصيح «معقول» حين يقف همؤلاء المستوطنون لمنع «اليريرية «( العربية من تمزيق «امصااح
الغربية»!
لننس التبريرات اللاهوتية, ولنتذكرء فقط أن ما يسمّى «دولة اسرائيل» ليس» ف الحقيقة, سوى
مسرح «خيال الظل»؛ ذلك الذي كان لنا فضل ابتكاره منذ قرون» ثم نسينا فضائله؛ ونسيناء بعبارة
اوضحء ممًا يتكوّن وكيف يعمل؛ أندرك: الآن» واجب تعليمه وادراج صناعته في المناهج التربوية؟
المعقول, اذاء يزداد معقولية كلما برهن على جدواه. هذا تبسيطء ولكنه أعمق من أميال في بئر
اللاهوتيات والحديث عن الحقوق. نحن لا نلمس حديثاً عن الحقوق ومشروعية الحجر الفلسطيني في
التحليلات الغريية؛ ولكن ما تلمسه هى حديث عن لامعقولية الوضعية الاستيطانية الصهيونيةء وهذا
فارق هام. فقد كسر الفلسطينيون تاريخ خ المعقولية الذي تجلبب به تجِمّع المستوطنين . وها هي
الصحافة الغربية ومفكرى الغرب يتأملون الشظايا.
الواقع نفسه. ذلك الذي أستندت اليه «معقولية» المشروع الصهيوني وحولته الى فكرة مقبولة في
الذهنية الغربية؛ هو واقع القرن التاسع غشر وليس واقع الامر الراهن؛ وما كان لهذه «المعقولية» ان
تبقى لولا اننا لم نكن من ابناء اي من هذين القرنين!
اذُعى أحد المستوطنين الاميركيين بأن مجيئه الى فلسطين كان بسيب جاذبية عاطفية» ويسبب
عدم رغبته في البقاء على هامش التاريخ اليهودي؛ أي ان هذا المستوطن اراد ان يقول ان التجمع '
الاستيطاني هو «تاريخ يهودي». ولكن هذا الوهم يقتضي منه ان يفتح التوراة ويختبىء بين صفحاتهاء
(فعل لامعقول)» وليس اقامة مستوطنة على ارض شعب آخر (فعل معقول)»؛ لأن ما يحدث على أرض
فلسطين هو حلقة من حلقات التوسّع الغربي.
متى يتم م ادراك الحقيقة واصاية «المعقول» الذي يحتضنه هذا المستوطن باللامعقول؟ أي
تنعكس الآية؟
يتم ذلك: بالطبع» تحت ضغط واقع جديد يشق طريقه الى العلن: كما يحدث الآن.
ليفحص مفكرو الاستيطان والغرب الشظايا الآن؛ ولتندهش التقارير الصحافية من اكتشافها
ان الفلسطينيين على الساحل الفلسطيني هم فلسطينيون حقاًء وليسوا اسرائيليين؛ وليطالب ميرون
بينبينستي باتخاذ قرار الآن قبل فوات الاوان ؛ وليتخوّف الليكود من فاتحة القرن المقبل» التي ستكون
تلاوتها امتيازاً للطفل الفلسطيني؛ وليقترح هذا وذاك اعادة عقارب الساعة الى وراءء الى ما قبل
شهرين: فكل شيء يشير بقوة الى انتهاء القرن التاسع عشر قريباً.
ليس لنا ان نربط بين كل هذا وبين ما يسمُونه صراع الحقوق بين «شعبين». فتلك رشوة تاريخية
تجاوزها الفيتناميون حين تفاوضوا مع الاستراتيجي الاميركي وحين أدركواء منذ البداية» سر مسرح
«خيال الظل» الذي أقيم على أرضهم . وحين يراد لنا ان تقتنع بأن الحملات العسكرية هي
/ . 2 نَشْوُونَ فلسطيزية 1551١ نيسان ( ابريل ) - أيار ( مايى) 5١8-5١1 العدد ٠ - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 217-218
- تاريخ
- أبريل ١٩٩١
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 22252 (3 views)