شؤون فلسطينية : عدد 217-218 (ص 107)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 217-218 (ص 107)
- المحتوى
-
د. نيبيل الملحمى لل
وراء عملية فك الارتباط التي أعلن عنها الملك حسينء وهو وراء الاهتمام الاردني الواضح للتمييز بين الاردن
وفلسطين: «الاردن شرق النهرء وفلسطين غربهاء. هذا بالاضافة الى المخاوف الامنية الاردنية الممتدة شمالًء
والتي يمكن ان تُجر فيها الاردن الى حرب اقليمية تحدث بين اسرائيل وسورياء «ليس بسبب خطوة يقدم عليها
الاردن» وانما بسبب الحقائق الطبوغرافية العسكرية التى تسود في جبهة المواجهة الاسرائيلية السورية. وقد
دفعت كثافة ومدى التحصينات, والدفاعات الجوية السورية على جبهة الجولان, بعض المحلّلين الاسرائيليين الى
القول انه حتى اذا لم يتعاون الاردن في جهد عسكري مع سورياء فانه لا مناص من ان يتجه سلاح الجو
الاسرائيلي الى سوريا عبر الاردن؛ ولا بدّ أن الاردنيين يشعرون بالقلق من احتمال ان يحاول الجيش الاسرائيلي
الالتفاف حول الدفاعات السورية في الجولان» باختراق مدرّع من على الاراضى الاردنية في الشمال عبر المفرق -
درعا (القبسء الكويت, .)1510/1/١5 وهذا التطوّر في الموقف يأتيء في جانب من جوانبه, نتيجة للانتفاضة
الفلسطينية التي فرضت مؤتمر قمة الجزائر, والذي أعاد الاعتبار الى قرارات منظمة التحرير الفلسطينية وأولوية
تمثيل المنظمة لكل ما يتعلّق بالقضية الفلسطينية. وعلى هذه الارضية؛ يمكن تلخيص أهمّ دوافع فك الارتباط.
© تشكيل اطار أمان للحفاظ على كيانية الدولة الاردنية بعد التهديدات المتواصلة من قبل اسرائيل باعتبار
الاردن وطناً للفلسطينيين.
© أظهرت الانتفاضة استحالة التعامل من قبل الفلسطينيين في الداخل مع أية جهة غير منظمة التحرير
الفلسطينية.
© لم يعد الدعم الخارجيء الذي يتلقاه الاردن بسبب ارتباطه بالقضية الفلسطينية والاندماج مع الضفة,
يتناسب وحجم هذا الارتباط.
© فشل السياسة الاميركية في الشرق الاوسطء التى دفعت الاردن الى الاعتقاد بأن الولايات المتحدة
الاميركية لم يعد بوسعها منحه «الدور الممتان بخصوص القضية الفلسطينية.
ومن الضروري اضافة أسباب أخرى تتعلّق بالتيارين الرئيسين في الاردن, وموقفهما من العلاقة الاردنية -
الفلسطينية. فهناك «تيّار زيد الرفاعي» الذي يعمل جاهداً على معالجة القضية الفلسطينية» من خلال التفاوض
عبر المؤتمر الدوليء ومن زاوية تأكيد تبعية الضفة للاردن» عبر علاقة كونفدرالية. حتى ولى كان ذلك من طريق
التعدّي على الصفة التمثيلية لمنظمة التحرير الفلسطينية. وهناك «تثار عبيدات . بدران»: وملامحه السياسية
تتجه الى ترك المنظمة تتولّى معالجة القضية الفلسطينية» من دون ان يتورّط النظام الاردني في التفاوض نيابة
عنها. وقد توضح هذا الاتجاه من خلال الصراع الذي دار في أعقاب قانون الانتخابات الصادر العام 21547
والذي يوّكد معارضة عبيدات - بدران لتبعية الضفة للاردن: ومن خلال الكلمة التي ألقاها بدران في البرلمان
الجديدء والتي لم يسمح النظام باعلانها أو نشرها آنذاك.
وفي كتابه, اتّجه محادين الى أسباب ودوافع أخرى. في تحليله لقرار فك الارتباط» وربما وجد فيها أسباياً
أكثر جدية من الاسباب آنفة الذكر. ومن الدوافع التي رآها: «ان الخروج من الازمة الاقتصادية رهن بالخروج
من الازمة السياسية؛ بعد ان ظل السياق العام الذي نشأت: وتطوّرت: فيه السلطة والمجتمع معاً في الاردن شديد
الصلة بما تطلقه الجغرافيا السياسية للاردن؛ على | الصعيد الفلسطينيء والاقليمي» ولم يتمكن الاردنء لا في
عهد الانتدابء» حيث ظلت علاقات الانتاج البدائية هي السائدة: ولا في عهد النفوذ الاميركي» حيث أدخلت
الكولونيالية الاردن في النظام الرأسماليء من بناء أى تفعيل قوانين التطوّر الداخلية بعيداً من مزايا الالحاق
الاردني للضفة الغربية» (ص .)2١ - 7١ و«لقد حلت السياسة في الاردن محل السوق الضيقء والموارد
المحدودة» وقوى الانتاج الضعيفة؛ وأصبح خيار النظام حيث لا نفط يسند دولة», آمّا بصدد الأزمة السياسية
التي دفعتٍ الى هذا القرارء فقد لخُصها محادين بأنه لم يعد بوسع النظام الاردني ان يطرح نفسه للتعاطي مع
التسوية:؛ الآ «ضمن شروط محلية ؛ وفلسطينية» وعربيةء مؤاتية؛ تجعل المخاطرة السياسية بالتعاطي مع التسوية
الاميركية في حدود السيطرة أولاًء وفي حدود الجدوى السياسية ثانياً وثالثاً في الحدود التي تضمن
ك1 لشؤون فلسطيزية العدد 511 ,1١8- نيسان ( ابريل ) - أيار ( مايو) 1991١ - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 217-218
- تاريخ
- أبريل ١٩٩١
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 22247 (3 views)