شؤون فلسطينية : عدد 217-218 (ص 109)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 217-218 (ص 109)
- المحتوى
-
د. نبيل الملحم سل
كبيرة لتضحّي بما تملك».
ما هي افتراقات المشروع الاسرائيلي للتسوية عن ال مشروع الاميركي؟
الثابت الرئيس في السياسة الاميركية بشأن وضع تسوية للقضية الفلسطينية» وفق ما يراه محادين» هو
«انطلاق الموقف الاميركي من كون الكيان الصهيوني هو الثابت الاول؛ بل الوحيد, للمصالح الاميركية في
المنطقة»؛ وهو يدعو الى «تعديلات في الحدود تتناسب وأمن الكيان؛ ويدعى الى الاعتراف بمشروع دين راسك
)١1514( ومشروع شارلز بوست الممثل الدائم للولايات المتحدة الاميركية في هيئة الامم (1575)» اللذين حصرا
المشكلة الفلسطينية والصراع العربي - الاسرائيلي بالدعوة الى المفاوضات المباشرة والثنائية. وربطا كل حل
للقضية الفلسطينية بالنظام الاردني» ؛ كما ذكر محادين بمشروع الرئيس الاميركي جيمي كارتلٍ الذي يي ققدم به
العام 15717, ومشروع الرئيس رونالد ريفان, اللذين «يؤيدان المفاوضات المباشرة». ويحمّان «الاردنيين
والاسرائيليين [على] ان يتعاونوا خلال الفترة الانتقالية التي نصّت عليها اتفاقيتا كامب ديفيد, بالنسبة الى
الضفة الغربية». كذلك ذكّر بمشروع جورج بوش الداعي الى الكونفدرالية الاردنية الفلسطينية, والذي اقترحه
الملك حسين باعتباره «السقف الاعلى لما يمكن تحقيقه على هذا الصعيد». ويمكننا لحظ ان أي مشروع اميركي
للتسوية كان يلحظ الوضع «الممتان للاردن في هذه التسوية؛ فما هي المستجدات التي وقعت على السياسة
الاميركية؟ وهل بامكاننا قراءتها بعد قرار فك الارتباط؟ ثمّة حقائق جديدة في السياسة الاميركية, يمكن
استخلاصها من الدوافع التي كانت وراء هذا القرار.
اما حول المواقف الاوروبية للتسوية؛ فقد رأى محادين ان هذه المواقف قد مرّت بمرحلتين: مرحلة التطابق
الكامل مع السياسة الاميركية» ومرحلة التمايزء أى التغاير, قليلاً من خلال التحدث عن حق الشعب الفلسطيني
في تقرير مصيره, وبعض المواقف المؤيدة لانتفاضة الشعب الفلسطيني. ورأى ان الحد الفاصل ما بين التطابق
والتمايز يمكن ان يكون بسبب حرب تشرين الاول ( اكتوبر ) 19177: والاستخدامات السياسية المحدوبة للنفط
العربي» بحيث انتقلت اوروبا الغربية خطوة في الحديث حول حق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره؛ وذلك
«تحت سقف الثوابت الاميركية». مع الاخذ بعين الاعتبار ان المجموعة الاوروبية «التقطت, بذكاء التاجر الدولي
الخبيره حقيقة الاجماعء أى الانصياع الدولي العام لمطلب عقد المؤتمر الدوليء فتبئت المطلب, مسترضية بهذا
الجانب العربيء ومستدرّة المزيد من مكافآته, وفي الوقت نفسه. تجنّبت الزام نفسها بأية صيغة من الصيغ
المتداولة للمؤتمر الدوليء تاركة الباب مفتوحاً للتماهي مع الصيغة التي تقبل بها الولايات المتحدة [الاميركية] في
نهاية المطاف» (ص .)١١١ واذا كانت هذه الرؤية صحيحة:؛ في ما يتعلق بمشروع المجموعة الاوروبية للتسوية,
فكيف نرى المشروع السوفياتي؟
لقد اغفل محادين الموقف السوفياتي تماماً. وربما كان ذلك تجنْباً للانزلاق في تحليل صارم لحالة رجراجة.
فمنذ وصول ميخائيل غورباتشيوف الى سدّة السلطة السوفياتية, والسياسة التقليدية للاتحاد السوفياتي
تخضع لتغييرات جوهرية. فالصراعات الاقليمية باتت تجد في غرف العمليات السوفياتية معالجات جديدة
ومبتكرة. والنموذج الافغاني قد يكون هو النموذج الاوضح للسياسة السوفياتية. فلقد اختارت سياسة
غورباتشيوف أسلوب اسمته «تقسيم الاعباء»: حيث تقوم كل دولة من الدولتين الكبريين بالضغط على حلفائها
لتقديم تنازلات في مواقفهم المعلنة. فما الذي يمكن ان يطلبه السوفيات من العربء لتقديم المزيد من التنازلات؟
لقد فتح السوفيات صفحة جديدة في العلاقات مع اسرائيل. فمنذ العام »١5/1 والسوفيات يرعون سلسلة
من عمليات التقارب بين اسرائيل ودول الكتلة الشرقية. وآخر أشكال الرعاية. ضمٌّ اليهود باتجاه الاستيطان.
والاسرائيليون ما زالوا لا يعيرون ثقة كافية للتغيّرات الواقعة على السياسة السوفياتية. فزعيم حزب «العمل»,
شمعون بيرس, مستعد لحضور مؤتمر دولي للسلام ترعاه الامم المتحدة, ويشارك فيه الاتحاد السوفياتي مع
بعض التحفظات. أمّا زعيم كتلة الليكوب, اسحق شامير, ف «قد» يوافق على حضور سوفياتي في عملية السلام
بدرجة «ترادفية» مع الولايات المتحدة الاميركية: «مؤتمر محدود, مهمته بدء الحوار بين اسرائيل والدول
8 شْهُون فلسعطيزية العدد 711 ,5١8- نيسان ( ابريل ) - أيار ( مايى) 1١991١ - هو جزء من
-
شؤون فلسطينية : عدد 217-218
- تاريخ
- أبريل ١٩٩١
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 22247 (3 views)