شؤون فلسطينية : عدد 219-220 (ص 8)

غرض

عنوان
شؤون فلسطينية : عدد 219-220 (ص 8)
المحتوى
سح حرب الخليج وتاثيراتها المستقبلية...
'محتملة لمشكلة الشرق الاوسط ؟ انّْ كانت هذه الاعمال تعد انتصاراً للانظمة العربية المشاركة في
الحرب ضد العراق؛ فهل تشاطر الجماهير العربية هذه الانظمة فرحة النصر» اثها لمفارقة هذه التي
نتجث عن الصرب؛ انتصار عسكري تعلن عنه الانظمة؛ وحسرة ومرارة ونقمة تعبر عنها الجماهير
العربية. وان كان انتصسار الانظمة لا ترضى عنه الجماهير ولا تشع بأنه يصب في مصلحتهاء
فلمصلحة من سيجيّر هذا الانتصار؟ ش
وانها لمعادلة معقّدة حقّا. فالجماهير العربية لاتخفي عداءها للكيان الصهيوني وللولايات المتحدة
الاميركية؛ وبعض الانظمة العربية يتعاون مع الولايات المتحدة الاميركية؛ ويسعى الى كسب ود
اسرائيل. كما انه لأمر خطير عندما تتفق الانظمة العربية المشاركة في الحرب ضد العراق مع الولايات
المتحدة الاميركية والغرب واسرائيل» لأن الاتفاق لا يكون من فراغ وهلى سراب؛ ولكنه اتفاق على
مصالح واهداف - فعلى 'اي شيء اتفقوا يا ترى؟ كما ان حدوث الاتفاق فيما بينها يعني زوال حالة
الضراع المفترض انها كانت موجودة بينهاء وخصوضاً بين اسرائيل والانظمة العربية. والسؤال هوهل
ان زوال خالة العداء. والانتقال الى مرحلة التعاون المشترك؛ يعني زوال الاسباب المولّدة للعداء. وهي
كما هومعروف اسباب متعلقة بحقوق الشعب الفلسطيني وبالصراع العربي ‏ الاسرائيلي بشكل عام؟
ان مجريات الاحداث في الخليج والشرق العربي عموماًء والترتيبات التي تُعَد لدول المنطقة
ولشعوبهاء تؤكد ان «حرب الخليج» كانت مجرب بدابة لمخطط أخطر من الحرب ذاتها. مخطط يرمي
الى اقامة نظام عربي اقليمي جديد؛ يشكّل؛ فيرحالة نجاحه نهاية للقومية :العربية وللنضال القومي
الوحدوي؛ وبمقتضاه سيوضع حدّ للصراع العربي ‏ الصهيوني؛ من خلال تسوية الصراع الاسرائيلي
- العربي» على حساب الصراع الاسرائيلي - الفلسطينيء اي ضرب فكرة قومية القضية الفلسطينية.
وفي ظل هذا النظام الاقليمي الجديدء سيصبح مركز اتخاذ القرارات؛ المتعلقة بحاضر. ومستقبل»
المنطقة؛ ليس في أيدي شعوبهاء ولا حتى في ايدي انظمتهاء ولكنه سيتمركز في ايدي واشنطن ودول
المنطقة غير العربية» وخصوصاً تركيا وايران واسرائيل. والأخطر من كل هذا كان هذا التواجد,
العسكري الاميركي الذي بدا رسمياً وعلنياً؛ يتحوّل الى وجود ثابت» من خلال قواهد عسكرية في
بعض دول المنطقة. اي انه؛ في الوقث الذي تتحرك الجماهير في اكثر من موقع؛ في العالم؛ لوضع حدّ
للقواعد الاجنبية» يحتضن العالم العربي ما لفظته الشعوب الاخرى. ويمكن لمن يستقرىء الاحداث
والتصريحات حول المنطقة ان يتلمّس جذور هذا المخطط؛ ليس في احتلال العراق للكويت والذي كان
في مفهوم الحرب ضربة استباقية لحرب كان العراق يعرف انها مقبلة - ولكن منذ ان خرج العراق
منتصرا من حربه مع ايران؛ حائزا قوة جبّارة تؤهلة للعب دور خارج اطار حدوده المعترف بها.
ان قراءة قومية استراتيجية ل «احرب الخليج»»؛ بعيدة من حسابات الانظمة من جانب» و متحررة
من شطحات العاطفة والانفعال الجماهيري من جانب آخر, تضعنا ازاء المعطيات والمؤشرات التالية
للنظام الاقليمي العربي المقبل: |
اولا: التزام دول التحالف, وفي مقدّمها الولايات المتحدة الاميركية, بالحفاظ على الوضع القائم في
الخليج؛ وفي الشرق الاوسطء من خلال الحؤول دون اية قوة محلية عربية والاخلال بالحدود الاقليمية
القائمة بين دول المنطقة؛ اى بأنظمة الحكم الخليجية. فقد سبق للدول الغربية ان شبّعت العراق
ليقوم بمهمة التصدي لايران في عهد الخميني؛ عندما حاولت هذه الاخيرة الاخلال بالوضع القائم؛
واليوم تدور الدائرة ويُضرب العنراق من قبل الولايات المتحدة الاميركية والدول الغربية وانظمة
العدد 770-714 حزيران ( يونيى ) - تموز ( يوايي) 1551 للْثِين فلسطزية ‎٠‏ 37
تاريخ
يوليو ١٩٩١
المنشئ
منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
مجموعات العناصر
Generated Pages Set
Periodicals دوريّات

Contribute

A template with fields is required to edit this resource. Ask the administrator for more information.

Position: 22244 (3 views)