شؤون فلسطينية : عدد 219-220 (ص 12)

غرض

عنوان

شؤون فلسطينية : عدد 219-220 (ص 12)

المحتوى

حسبح حرب الخلييج وتأثيراتها المستقبلية...
المتحدة هي الحامية للانظمة العربية؛ وضامنة استقرارها الامني والغذائي. وكنتيجة لهذا العامل,
تغيّرت نظرة الانظمة العربية الى اسرائيل؛ التي لم تعد العدى الاستراتيجي للامة العربية؛ .اى انها
تشكل خطرا على استقرارهاء بل اصبحت أسرائيل: بالنسبة اليهم, 11 واقعاً لا ضرر منه؛ تحدّم
المصلحة الاقليمية لهذه الانظمة وموةفها الجديد من الغرب ان تعترف باسرائيل وتدمجها ضمن نظام
امني اقليمي؛ اي ان العلاقة تحولت, او هي في طريقها الى التحوّل؛ من علاقة عداء معلن وتعايش
ضمنيء الى علاقة تعايش واعتراف معلن وتحالف ضمني. وبديهي ان هذه التحؤلات؛ في مستوياتها
الثلاثة, لا تخدم المشروع القومي الوحدوي العربي.
ثامناً: لقد افرزت ازمة الخليج؛ وما رافقها من تحركات جماهيرية ورسمية؛ ظاهرة تحوّل في
الفعالية القومية الجماهيرية والفكرية من المشرق العربي الى المغرب العربي؛ حيث كان الجمهور
العربي المغاربي شديد التعبير عن الموقف القومي, سواء على مستوى تحرك الشارع أى مستوى
المثقفين» وهذا الامر يحتاج الى وقفة تفسير لهذا التحوّل الذي يناقض ما كان سائداً من ان دول
المغرب العربي غير معنيّة بالفكر القومي وغير منجذبة الى فكرة الوحدة العربية. الا ان للايديولوجية
القومية الناهضة في المغرب العربي سماتها الخاصة؛ والتي أهمّها بعدها من القومية العلمانية؛ التي
كانت سائدة في المشرق العربي» وقربها من قومية عربية اسلامية قريبة من تزاوج وتعايش العروبة
والاسلام في الحضارة العربية الاسلامية في أوج ازدهارها. وقد يكون مرجع ذلك بنية المجتمعات
المغاربية؛ من حيث عدم وجوب طوائف مسيحية فيها؛ ووجود البربر الذين صهرهم الاسلام في بنية
عربية اسلامية؛ وبالتالي؛ لقد تقبّلوا العروبة ان كان مدخلها ومحتواها اسلاميين. ورفضرها في غير
ذلك من الحالات.
‎)١(‏ ومع ذلك؛ قالانظمة العربية ليست على
الدرجة ذاتها. فهناك بعض الدول استطاع ان يقطع
خطوات هامة على طريق اقسامة مجتمع مدني؛ حيث
استطاع كسر حاجن الخوف من الديمقراطية؛ وافسح
في المجال للشعب بأن يقول كلمته. الا ان هذه
الديمقراطية لها خصوصيتها. فهي ديمقراطية ابوية,
اوموجهة؛ اي انها لم تنطلق من القاعدة, بل من القمّة.
فالجاكم هو الذي يضع قواعدها واصولها ويحدّد موققع
وحدود كل الاطراف المشاركة فيها.
‏(1) ياخذ مفهوم «الثورة» في العالم العربي دلالة
خاصصة به؛ تبعدها عن المعني الاصطلاحي الحقيقي
للكلمة, ذلك ان حوالى نصف الأنظمة العربية هى أنلمة
جمهورية؛ قادتها وصلوا الى السلطة من طريق «شورة»؛
أى ثورة على الشورة اى متابعة مسيرة ثورية لمن
سبقوهم. ومع ذلك؛ فان الثورة, هناء لا تعني ثورة
شعب بل تمرّد نخبة؛ ولا تعني ثورة اجتماعية تسعى
الى تغيير جذري لأوضاع المجتسعء بل تعني ثورة
‏نخبة؛ غالباً عسكرية؛ على شخص او نخبة؛ وبالتاليه
فان الشورة تعتبر انها انجزت مهمتها بمجرد سقوط
القيادة السياسية السابقة. ونادرا ما يتعمّق مفهوم
الثورة ليسعى الى تثوير اوضاع المجتمع الاقتصادية
والاجتماعية والثقافية. فالثوار الجدد, لافتقادهم
الشرعية الشعبية ولعجزهم عن التجاوب مع متطلبات
الشعب؛ يصبح هاجسهم الوحيد الحفاظ على نظامهم
ووجودهم؛ والتصدي للمؤامرات التي تحاك ضدهم, اى
يعتقدون بوجودها. أمّا تثوير الواقع , فيترك لثورة
مقبلة؛ وهكذا دواليك.
‏(؟) الملاحظ ان المثقفين الذين لم يؤيدوا العراق
في الحرب» اعتماداً على تبريرات مسبقة, كانوا من أشد
المتحمّسين للرئيس صدام حسين والمسمّدين له قبل
اندلاع ازمة الخليج.
‏(4) لقد وعت الدول المتحالفة ضد العراق عمق
التساطف الشعبي مع العراق والمعارضة الشعبية
العربية للتحالف؛ كما انهسا كانت مدركة لتأثير
‏العدد 715 - ‎/117١‏ حزيران ( يرتيى ‎ )‏ تموز ( يوليى) ‎114١‏ لون فلسطرزية 3

هو جزء من

شؤون فلسطينية : عدد 219-220

تاريخ

يوليو ١٩٩١

المنشئ

منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث

مجموعات العناصر

Generated Pages Set

Periodicals دوريّات