شؤون فلسطينية : عدد 219-220 (ص 28)

غرض

عنوان

شؤون فلسطينية : عدد 219-220 (ص 28)

المحتوى

سل الهاج امين الحسيني ودوره القومي في العراق...
أغاظ الجنوب» وكذلك المتظاهرين المناوئين للوصي. فانهالوا على اليهود ضيربً»7”). وتوسّعت دائرة
الاشتباكات حتى عمّت الاحياء اليهودية في بغداد» ووقع اطلاق نار واحداث سلب ونهب استمرت
طوال اليوم واليوم التالي. وحسب مصادر يهودية؛ فقد أدّث الاشتباكات الى مقتل حوالى ‎١١٠١‏ يهودياً
واصابة سبعين آخرين. اما المصادر العراقية, فقد قدّرث عدد القتلى اليهوب ب ‎٠١١‏ والجرحى
ب١غ0056,‏
ولي تقويمهم لهذه الحادثة, التي سمّيث ب «الفرهود», اعتبر المحللون انها غير منفصلة عمًا
سبقها من احداث وتطوّرات. فمنذ أواخر العشرينات؛ أخذت العلاقات فيما بين اليهود ومحيطهم في
العراق» تتدهور, بسبب تنبّه الشعب العراقي المبكر الى مخاطر الحركة الصهيونية الرامية الى اقتطاع
فلسطين, واقامة الكيان الصهيوني فيها. وقد لعبت الصحافة العراقية؛ بما نشرثه من مقالات عديدة
عن تغلغل الحركة الصهيونية بين أوساط الطائفة اليهودية في العراق» دوراً كبيراً في تنمية الشعور
بالكراهية نحو اليهود. وعبّر الشعب العراقي عن هذا الشعور تعبيراً عملياً. لأول مرة, في التظاهرات
التي تُظّمت بتاريخ 14178/5/8/ عند زيارة الزعيم الصهيوني الفرد موند لبغداد. لذلك؛ لقد ارتبطت
حركة العداء لليهود بمرقف اليهود من فلسطين, ونمت بنمق مسألة «الوطن القومي اليهودي». ولعل
هذا هو السبب الذي دفع بعض الساسة العراقيين المؤيدين لبريطائيا الى مقاتدة المراجع البريطانية
العليا غير مرّة بمخاطر الهجمة الصهيونية على فلسطين وضرورة ايجاد حل للمسألة الفلسطينية قبل
ان يتعاظم الشعور القومي؛ فيشمل العراق» ويصبح ‏ حسب قول نوري السعيد ‏ «خطراً وبيلا يهدّد
السلم السائد في المملكة:(؟").
والواقع, لقد برهنت ثورة ة أيار ( مايى) ‎١158١‏ في العراق: على مصداقية هذا الشعور. وعلى
ارتباط القضايا التحزرية العربية بعضها ببعض. ولم يكن صدفة ان يلعب الحاج أمين ذلك الدور
البارز والحاسم في ثورة العراق. فباعتراف مؤيديه ومعارضيه؛ على السواء, من الساسة العراقيين»
كان هى «المحور الذي دارت حوله الاحداث.منذ وصوله الى العراق... حتى مغادرته ايام»("5),
وددي السويدي» ي مذكراته, انه «مهما كانت الاسباب والمؤثرات التي جعلت مفتي فلسطين
يلعب دوراً نشيطاً بارزاً .في مقدرات العراق سنة ‎154١/154٠‏ فمن الانصاف ان نقول ان أمين
الحسيني كان رجلا كثير الخبرة طويل البال؛ قد اعد نفسه لمعالجة قضايا العرب الهامٌة؛ معالجة تؤمن
لهم النجاح والعز وهو لم يفتر في أي وقت عن ان يبث حبه واخلاصه للوطن العربي ؛ على اختلاف
اقاليمه. فلم يكن من السهل عليه اذأ ان يورّط جزءاً منه في التهلكة؛ ولكن اعتقاده بنجاح الالمان
على كل حال وانقراط عقد الحلفاء نتيجة حرب ‎١175‏ 1555 هى الذي أدّى الى ان يتّبع سياسة
تعرّضت, في أكثر الاحيان» للنقد باعتبارها سياسة قصيرة المدى تحمّل هو وزرها أكثرمن سواه»(3),
وكتب مؤرخون آخرون ان احدأ لا يستطيع ان يثّهم المفتي في التدخل في شؤون العراق
الداخلية» ذلك ان ساسة البلد انفسهم هم الذين لجأوا اليه؛ وطلبوا مشورته ومساعدته. وقد حان
المفتي» خلال فثرة قصيرة, » غلى ثقة رشيد عالي الكيلاني واحترام القادة العسكريين» «ثم تحؤل هذا
الاحترام الى تبعية». وأكد المؤرخون العراقيون انه من الممكنٍ القول: «لولا المفتي لما تعاون ضباط
الجيش مع الكيلاني؛ الذي كان متردّدأ في قبول الرئاسة؛ خوفاً من قادة الجيش, خصوصاً بعد ان
فقد صديقه رئيس أركان الجيش الذي كان من الممكن ان يعتمد عليه في الحصول على ولاء القوات
' المسلّحة09,
الا أن ما أخذه بعض المؤرخين على المفتي «هو انه ساهم في خوض معركة غير متكافئة.
العدد ‎12١-315‏ حزيران ( يوثيى ‎ )‏ تمون ( يوليى ) 15513 لون فلسطزية / 3

هو جزء من

شؤون فلسطينية : عدد 219-220

تاريخ

يوليو ١٩٩١

المنشئ

منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث

مجموعات العناصر

Generated Pages Set

Periodicals دوريّات