شؤون فلسطينية : عدد 219-220 (ص 73)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 219-220 (ص 73)
- المحتوى
-
د. تيسير الناشف لب
ببرنامج محدّد المواعيد للتوصيل الآن [للاسلحة](١"). واعترض كيسنجر وذهب الى سرير الذنوم حتى
اتصل ديئيتس به؛ مرة أخرى» بعد ذلك بساعة
وفي اجتماع عُقد في الصباح المبكر لليوم التالي» أقنع دينيتس وملحدقه العسكري بتغيير رأي
كيسنجر, وذلك وفقاً لرواية كيسنجن. كيف حدّق ذلك؟ حقق ذلك؛ وفقأ لرواية كيسنجرء من طريق رواية
جسامة الخسائر التي تكبّدتها القوات الاسرائيلية في اليومين الاولين من حرب تشرين الاول
) اكثوير ). وكتب كيسئجر: «ان ما كان دينيثس يبلغ به يتطلب اعادة تقدير جوهري للاستراتيجية.
ان دبلوماسيتنا كلهاء وسياستنا في اعادة التزويد؛ كانتا مكيّفتين للانتصار الاسرائيلي السريع. وجرى
الآن تخي هذه الافتراضات». ووفقاً لرواية كيسنجرء ففي ذهاية ذلك الاجتماع؛ «طلب دينيتس ان
يراني وحدي لدة خمس دقائق»!'"), ان اصرار دينذيثس على مشاهدة كيسنجر وحده؛ على الرغم من
ان الموظفين المساعدين كانواء فعلاً. على علم كامل بحالة اسرائيل المتردية» لا بد من ان يُوحي بأن
دينيتس كانت لديه رسالة ما لتبليغها الى الاميركيين, ولها أهمية أكير من اهمية الحالة العسكرية التي
قدّم عنهاء فعا تقريراً الى كيسنجر.
وف الحقيقة؛ ان رواية كيسنجر لما أعرب دينيتس عنه تبدى ضعيفة. فقد كتب كيسنجر ان
السفير الاسرائيلي انتهز تلك الفرصة ليخبره بأن رئيسة الحكومة غولده ماثير تعتقد بأن الحالة تبلغ
من الخطورة ما يجعلها حتى تغادر اسرائيل وسط القتال لتأتي لتدافع عن «قضية بلدهاء. ليس من
المقنع القول ان هذه هي الرسالة الوحيدة التي أوصلها السفير الاسرائيلي الى كيسنجر خلال
اجتماعهما الذي كان مقصوراً عليهما. ومن المحتمل ان ذلك الاجتماع بينهما كان اللحظة التي أوصل
فيها التهديد الابتزازي الاسرائيلي النووي ايصالا صريحاً لى كما يبدو من المرجّح ترجيحاً كبيرأ جدأ,
بالتلميح القوي. ومهما قال دينيتس في تلك اللحظات, فان رسالته حقّقت الاثر المنشود؛ ان وافق
الرئيس ريتشارد نيكسون, في وقث متأخّر من ذلك اليوم نفسه؛ على اعادة التزويد بالاسلحة("").
ان اذعان الولاياث المتحدة الاميركية للابتزاز النووي الاسرائيلي قد يكون ما أمل الاسرائيليون
في تحقيقه؛ حينما تعاقدوا؛ أول مرة, مع فرنساء في العام 1491» على المساعدة الكبيرة في اقامة
المنشأة النووية في ديمونه ومصنع لانتاج البلوتونيوم. ان فرانسيس بيرين» الذي كان مفوّض فرنسا
الكبير للطاقة النووية من سنة ١50١ حتى سنة ,191٠١ كان مشاركاً مشاركة وثيقة؛ في هذه الخطط
المبكرة. قال؛ في مقابلة اجرثها معه في العام 5 صحيفة «صنداي تايمن» اللندنية: «فكّرنا بأن
القنبلة موجّهة ضد الاميركيين. وكان معنئ ذلك ان الهدف ليسء اطلاقهاء ضد اميركاء ولكن القول:
' اذا لم تريدي ان تساعدينا في حالة حرجة؛ فسنطالبك بمساعدتنا؛ والّا فاننا سنستعمل قنابلنا
النووية ' ,(4"),
وتتظاهر اسرائيل بأنها لا تحوز أسلحة نووية, حتى تستطيع الولايات المتحدة الاميركية ان
تتظاهر بأنها تصدّقها. وذلك لأن الولايات المتحدة الاميركية هدّدت, مراراً وتكراراً؛ بقطع المعونة
المقدّمة الى دول أخرى لا تحون على الاسلحة النووية ويعرف عنها انها تقوم بمحاولة استحداث
أسلحة نووية. ومن الطبيعي ان اسرائيل ليس في وسعها ان تستغني عن المعونة الاميركية, التي تبلخ»
حالياً. بلايين الدولارات سنوياً. وللابقاء على حجم هذه المعونة, يجب على اسرائيل ان تتصرّف على نحو
يسمح للكونغرس الاميركي بآن يتفاضى عن مشروعها النووي؛ وذلك التصرّف يتمثل في اتباع سياسة .
الغموض النووي.
ف نؤون فلسطيزبة العدد 15؟ - ١؟؟» حزيران ( يوثيى ) تموز ( يوليى) 1١551١ - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 219-220
- تاريخ
- يوليو ١٩٩١
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 22244 (3 views)