شؤون فلسطينية : عدد 219-220 (ص 78)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 219-220 (ص 78)
- المحتوى
-
بح السياسة السوفياتية في الشرق الأوسط
بعد صفقة الاسلحة؛ استخدم الاتحاد السوفياتي عتلات اضافية لتوسيع نفوذه. فقد أيّدت
الحكومة السوفياتية موقف مصر من تأميم قناة السويس. وعند وقوع العدوان الثلاثي على مصر, وجّه
الاتحاد السوفياتي انذاره الشهير. ووجدت مص ثم سورياء ان فوائد المعونة الاقتصادية السوفياتية
تتخمى مساوئها بكثير. ويسمى الاتحاد السوفياتي الى تحسين صورته. وتقريبها من القلوب؛ عبر زيادة
تبادل الخبرات في الميادين الانسانية.
خطت العلاقات العربية السوفياتية نحو الستينات بعد ان تجاوزت انقطاعاً في سنتي 19809
و1110 سببه الموقف السوفياتي من الوحدة المصرية السورية في العام /150؛ وتحويل الاهتمام
السوفياتي الى العراق في ظل حكم عبد الكريم قاسم؛ وهى تحوّل كشف عن النفعية والتجريبية في
السياسة الخارجية السوفياتية. الا ان علاقات الاتحاد السوفياتي مع الدول العربية تطوّرت بثبات
حتى العام 1471؛ دون أن تتاثر بسقوط نيكيتا خروتشيوف. في العام 19"14.
كانت هزيمة حزيران ( يونيي) 19717 نقطة تحوّل في العلاقات السوفياتية العربية. فالجانئب
العربي شرع بالتشكيك في نوعية التسليح والتدريب السوفياتي؛ وتحوّل هذا التشكيك الى ما يشبه
طقس مارسه العرب في كل الحروب اللاحقة؛ فيما ركز الجانب السوفياتي على نقطتين, هما «يمكن
تقديم مساعدة عسكرية, شرط الاشراف على استخدامها؛ وأية مساعدة عسكرية ينبغي ان تنطوي
على احتمالات تقدّم البحرية السرفياتية في المنطقة,(). وهذا يمثل خطوة هامّة على طريق التحوّل في
السياسة الخارجية السوفياتية تجاه العالم الثالث, من نسخة سوفياتية من مبدا «الفيتنمة» الى مبدآ
التدخل المباشر في النزاعات الاقليمية الذي وجد أجلي وأكمل صوره في العقد اللاحق؛ في افغانستان
وكمبوديا وأنغولا. وقد توافق هذا التفكير السوفياتي مع رغبة الرئيس عبد الناصر في تزويد مصر بجيش
قادر على مواجهة اسرائيل من موقع مناسب. وهكذا ارتفع عدد الخبراء السوفيات في مصر الى ٠١ ألف
بعد وفاة .الرئيس عبد الناصرء أخذ النفوذ السوفياتي في الشرق الاوسط يتراجع بخطى حثيثة.
وعلى خلاف التطوْنّ البطيء, ولكن المتصاعدء للعلاقات السوفياتية المصرية في الحقبة الناصية,
أصبحت العلاقات السوفياتية مع دول المنطقة تصعد الى الذرى بسرعة بالغة؛ وبشكل مفاجىء لا
تبزّره التطؤرات الاجتماعية في البلد المعني, لتهبطء خلال فترة قصيرة, بالسرعة عينها. حدث ذلك في
مصر السادات؛ عندما طرن الخبراء السوفيات بعد ما يزيد قليلاً على السنة من توقيع معاهدة الصداقة
المصرية السوفياتية. وتكرّر الامر في الصومال. ولم تفلح معاهدات الصداقة التي عقدت مع العراق
وسوريا في ايصال سفينة العلاقات العربية السوفياتية الى مستقر د اثم. وأوشك الاتحاد السوفياتي
على التوصّل الى الاكتفاء بما يقدّم اليه من «تعابير الودّ» من الحلفاء العرب؛ مع الاستعداد لدفع أثمان
غالية» سياسيأ واقتصادياً؛ في مقابل ذلك.
خلفية نظرية
في مطلع الثمانيناث؛ غدا واضحاً ان السياسة الخارجية السوفياتية في الشرق الايسط خصوصاً,
والعالم الثالث عموماً, تحولت الى «قطاع عام» آخر خاسر يستنزف الموارد السوفياتية؛ دون ان يكون
قادرا على الوقوف على قدميه, ناهيك عن التطوّر. وكان هناك اعتراف عام؛ في الادبيات النظرية
السوفياتية؛ بأن الآمال القديمة؛ المتصلة بوجود حلفاء أقوياء ونفوذ دائم؛ والناتجة عن تعزين دول
أحزاب الطليعة الماركسية لم تتحقق(). وعلى الرغم من ذلك, لم يتقدّم الباحثون السوفيات بأي
العدد 2"2١ 5١15 حزيران ( يونيى) - تمون ( يوليى) 1151١ لتُدُونُ فل يزيز 3 - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 219-220
- تاريخ
- يوليو ١٩٩١
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 22244 (3 views)