شؤون فلسطينية : عدد 221-222 (ص 13)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 221-222 (ص 13)
- المحتوى
-
أعداد: سميح شبيب ل
الصيفة الاسرائيلية الاميركية تهدف الى عزل أي ممظين من الشعب الفلسطيني في القدس والخارج
قسراً بغرض استبعاد البحث في هاتين القضيتين؛ وحصر المفاوضات في الحقوق المدنية والادارية
والمعيشية لابناء الضفة وغزة» باعتبارهم سكاناً يقيمون على أرض ليست أرضهم,؛ ولا سيادة لهم
عليهاء وهم تابعون» بالهوية والمواطنية؛ لدولة أخرى هي الاردن. ويذلك يهدف الموقف الاسرائيلي؛ عبر
لعبة التمثيل» الى ضرب ثلاثة عصافير بحجر واحد : الاقرار الضمني بالسيادة الاسرائيلية على أرض
الضفة وقطاع غزة ومعاملة شعبها كسكان «أجانب» يتبعون دولة مجاورة, والاقرار الضمني بضمٌ
اسرائيل للقدس العربية ما دام موضوعها سيبقى خارج البحث ولو في المرحلة الاولى» والاقرار
باستبعاد حقوق اللاجئين من خلال استثناء أي ممثل منهم. وكل ذلك قبل بدء المفاوضات!
ولا ريب في ان سياسة اسرائيل تراهن على ان ما يسمّى الحل الانتقالي الذي يقود الى الحكم
الذاتي وبدون القدس والخارج سوف لن يكون انتقاليء بل سيتحوّل الى حل داكم؛ لأنه سيترافق مع
هذا الحل الانتقالي ووقق خطة المسارين الاميركية. وسوف يسبق هذا الحلء على الارجح, انهاء
وتحقيق: الحل العربي الاسرائيلي؛ وانجاز التطبيع الكامل بين معظم الدول العربية واسرائيل» مع
استكمال الترتيبات الأمنية والاستراتيجية الاميركية التي ستعمٌ» وتشملء المنطقة بأسرها.
ومن هنا يتبين بطلان مزاعم من يقول ان التمثيل هو شكل وان الحقوق هي جوهرء وان بمقدرونا
التساهل في الشكل لصالح التمسّك بالجوهر. ان الاصرار على كون قضية القدسء جوهراً وشكلاً:
موضوعاً وتمثيلاً. جزءاً من عملية السلام منذ بدايتها هى عنصر حيوي وأساسي لا يمكن التساهل
فيه, وكذلك حقوق وتمثيل شعبنا المشيّد خارج وطنه. ان ذلك هى الذي يصون الحقوق في الجوهر. ولا
يمكن لأحد ان يساوم عليهاء او تحقيق الفصل بينها وبين التمثيل الفلسطيني. وأسوأ ما يمكن ان
يحدث هو الموافقة, مثلاًء » على ادراج ممثل عن القدس ضمن الوقد الفلسطيني» مع القبول باستيعاد
البحث في قضيتها وفصلها عن قضية باقي المناطق المحتلة, الى حين المرحلة التانية الموعودة! بذلك
نكون حقاً قد قبلنا بالشكل على حساب الجوهر والمضمون.
ان الحذر الشديد والصلابة في معالجة هذه المسائل هما عنصران اساسيان في صياغة الموقف
الوطني الفلسطيني» حيث ان كل خطأ تكتيكي, وصغيرء سيكون له حجم وأثر الكارثة الوطنية على
مستقبل شعبنا وحقوقه.
وتبرن, في هذا السياق» قضية الوفد المشترك الاردني الفلسطيني. ومن الهامء بادىء ذي بدءء
ان نؤكد ان اسم الوفدء كما تروّج له الولايات المتحدة الاميركية واسراتيل؛ ينطوي على خديعة كبرى,
حيث ان التدقيق في «الشروطه الاسرائيلية يكشف ان الغرض هو تشكيل وفد أردني يضمٌ فلسطينيين
(ياعتبارهم مواطنين اردنيين مقيمين على أرض تخضع للسيادة الاسرائيلية) . والهدف الاسرائيلي وراء
ذلك هو ضرب الهوية الوطنية الفلسطينية للاجهاز على حق تقرير المصير للشعب الفلسطيني» والتعامل
معه كأقلية سكانية ئ3 تقيم على أرض ليست لها »وذات حقوق مدنية وادارية .ومن هنا أهمية التعامل مع
صيفة الوفد المشترك ند على هذه المناورات الاسرائيلية والاميركية بما يصون الهوية الوطنية
الفلسطينية ووجدة التمثيل الفلسطينيء وعلى ان مرجعية هذا التمثيل تبقى منظمة التحرير
الفلسطينية , ممثلاً شرعياً ووحيداً . وذلك لا يستبعدء ولا يستثني» ووفق هذه الاسس في حال ضمانهاء
اقامة أرقى أشكال التنسيق والعمل المشترك بين البلدين الشقيقين: الاردن وفلسطين.
ان التقاء الموقف الوطنى الفلسطيني ووحدته وفق هذه الاسس كلها يتيح المجال كذلك
1 اشؤون فلسطيزية العدد 75١ 9؟7, آب ( اغسطس ) - أيلول ( سبتمير) 1455 - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 221-222
- تاريخ
- أغسطس ١٩٩١
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 22243 (3 views)