شؤون فلسطينية : عدد 221-222 (ص 90)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 221-222 (ص 90)
- المحتوى
-
سس «الوطن القومي اليهودي» وشرق الأردن
مع الأطراف ذات الاهتمام. ولهذا استعملوا اصطلاحاً أقل وضوحاً: «وطن قومي لليهود». وهى
الاصطلاح ذاته الذي نجده في «وعد بلفور» و«مشروع كرسو». ولم يكن استعمال هذا الاصطلاح في
«وعد بلقور» مستهجتاً » لأن مسودة هذا «الوعد» لم تكن من تأليف آرتر بلفور, أو الحكومة البريطانية,
وانما كانت من تأليف الصهيوتنيين أنفسهم. وما كان على الحكومة البريطانية» التي وافقت عليهاء
سوى اجراء بعض التغييرات الطفيقة في النص97)
عمل الصهيونيون» بعد حصولهم على «وعد بلفور». على ان تكون بريطانيا الدولة المنتدبة على
فلسطينء لكي تطبق «الوعد» الذي أخذته على نفسهاء وعلى ان يضم «الوطن القومي اليهودي» جميع
المناطق التي اعتبروها مهمة بالنسبة اليهم» من النواحي الدينية والتاريخية والاقتصادية والعسكرية
والاستراتيجية؛ في حين كانت عملية تعيين عصبة الأمم لبريطانيا دولة منتدبة على فلسطين سهلة
ويدون مفاجآت» جاعت نتائج حملة الحصول على حدودب واسعة ل «الوطن القومى» مخيّية لآمال
القائمين على الحركة: وذلك على الرغم من المجهود الكبير الذي بذلوه في هذا المجال. وسنركنء في هذا
البحث؛ على الحدوب الشرقية لفلسطين: وذلك لاتصالها المباشر بموضوع البحث.
لقد كتب عدد كبير من المسؤولين؛ والسياسيين؛ والمؤرخين: الصهيونيين في موضوع حدود
«الوطن القومي» الذي أرادوه. وجاءت اقتراحاتهم متباينة جدأً. وما يهمّنا منها اقتراحان: الأول كان
من اعداد الحركة الصهيونية, والثاني كان من اعداد الكولونيل منرز اخنء وذلك لأن هذين
الأقتراحين أخذا صبغة رسمية:» وتممت مناقشتهما من قبل المسؤولين في الحكومة البريطانية.
يعتبر الاقتراح الذي أعدته الحركة الصهيونية أكثر أهمية من الأقتراح الذي أعده الكولونيل
مترز اخن, لاسباب عدة, هي ان هذا الاقتراح كان بمثابة ملحق بمذكرة الحركة الصهيونية المقدّمة
الى المجلس الأعلى (مجلس العشرة) في مؤتمر الصلح؛ بتاريخ الثاني من شباط ( فبراير) 2/1515
والتي أقرّت من قبل الحركة الصهيونية» وحملت تواقيع جميع قادة الصهيونية آنذاك: أمثال حاييم
وايزمان وناحوم سوكولوف وستيفن وايز وجيكوب دي هس !؟). وفي الحقيقة, كان الأقتراح هى الأقتراح
الرسمي الوحيد المتعلق بأمر الحدود الذي تقدّمت به الحركة الصهيونية: في حين لم تقر الحركة
الصهيونية؛ في اجتماع رسميء اقتراح منرز اخن» على الرغم من نيله موافقة عدد كبير من أعضائها.
وجاءت الحدود التى طلبتها الحركة الصهيونية كالآتي: تبدأ في الشمال عند نقطة على شاطىء البحر
الأبيض المتوسط بالقرب من مدينة صيدا ؛ ومن هناك تتبع مفارق المياه عند تلال سلسلة جبال لبنان
حتى تصل جسر القرعون؛ وتتجه, من هناك؛ الى البيرة» متبّعة الخط الفاصل بين حوضي وادي القرعون
ووادي التيم, »حتى تصل قمم جبل الشيخ ؛ وتسير, من هناكء في خط باتجاه الجنوب» حوالى ؟١ ميل
الى الغرب من مدينة دمشق» حتى تصل قرى صنمين والشيخ مسكين ومدينة درعا؛ وتمتد من درعا
شمالاً الى معان جنوياً يمحاذاة» ولكن الى الغرب من سكة حديد الحجان؛ ومن معان الى نقطة على
البحر الأحمر الى الشرق من مدينة العقبة. أمّا الحدود مع مصر, فقد وافق الصهيونيون على الحدود
الدولية التي كانت موجودة بين مصر والدولة العثمانية» ولكنهم كانوا يأملون في ان يوسّعوا الحدود الى
مدينة العريشء وذلك بالاتفاق مع الحكومة المصرية. وبالنسبة إلى الحدود الغربية؛ فهي البحر الأبيض
المتوسطء من رفح أى العريش» جنوباًء وحتى صيداء شمالا(*).
ان هذه الحدود, في نظر الصهيونين؛ تجعل «الوطن القومي اليهودي» يحتوي على المنطقة التي
تعتبر يهودية: تاريخياً ودينياً. وتزوّده بجميع مصادر المياه التي تجري اليه خاصة تلك
العدد 355-5١ آب ( أغسطس ) أيلول ( سبتمير) 1551 لَتُؤُون فلسطزية 4م - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 221-222
- تاريخ
- أغسطس ١٩٩١
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 22240 (3 views)