شؤون فلسطينية : عدد 223-224 (ص 39)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 223-224 (ص 39)
- المحتوى
-
الاتحاد السوفياتي وم.ت.ف...
بين القوتين العظميين في هذا الشأن. فقبل بضعة أسابيعء كان بريجينيف صرّح بأن سياسة
المفاوضات الثنائية «مفيدة عندما يتعلّق الامر باجراءات مبدئية» مثل فك الارتباط» غير انها لا تحل
المشاكل القائمة». وركزت السياسة السوفياتية على محورين: الأول ان تجزئة مشكلة السلام لا يمكن
الا ان تكون في مصلحة اسرائيلء وان التنازلات الاسرائيلية لا يمكن ان تكون متساوية على كل
الجبهات. فهذه التنازلات قد تكون مفيدة على الجبهة المصرية, لأنها تدعم, كلياً أى جزئياً: أمن
اسرائيل. من هنا سارعت موسكىو الى استخدام هذه التنازلات لمحارية استراتيجية «الخطوة خطوة»,
ولسان حالها يقول انه ليس في الحياة الدولية سابقة: باستثناء الهزيمة العسكرية الشاملة:» لمفاوضات
يستعدٌ أحد الاطرافء, خلالهاء لتقديم كل ما يطلبه الطرف الآخر. فالمساومة تقتضي توازن المطالب
المتبادلة. كذلك انتقدت موسكودينامية السلام التي حصرها كيسنجر في جبهات ثلاث؛ لا مكان في أي
منها للفلسطينيين. ورأت ان ليس هناك ثلاث جبهاتء بل مشكلة شاملة تتعلّق بالاراضي العربية
المحتلة؛ وهى أمر يرتبط بموضوع محدّدء هو مستقبل الفلسطينيين. واعتبرت ان أي تدرّج في تسوية
الازمة بصورة منفردة يؤّدي» بالضرورة: الى «حل أعرج»(:4).
المحور الثاني في الموقف السوفياتي تعلّق بضمانات القوتين العظميين للاطراف الاقليمية
المتنازعة. في هذا الصددء اعتبرت موسكو ان مشاركة القوتين العظميين تمثلء في حدّ ذاتهاء ضماناً
كافياً؛ ذلك انه لا يمكن السعي الى اقامة توازن استراتيجي» وسياسيء بينهماء من جهة:» والتفرّد
الاميركي بحل نزاع خطر يهدّد السلام العالمي» من جهة أخرى. هناء كرّرت موسكو الحجّة القائلة
بالاسراع في تدشين مفاوضات مؤتمر السلام في جنيف. وانتقلت من التركيز على معارضة ديلوماسية
كيسنجر «ذات الطابع المناقض» ولهجة الانتقاد لهذه الدبلوماسية؛ الى لهجة أخرى أكثر جذرية . فيعد
التشديد على ضعف المفاوضات المباشرة, انتهت موسكو الى الاشارة الى طابعها غير المقبول والمتناقض
مع مصالح كل الدول العربية» بما في ذلك مصر. وكشف هذا الامر ان هدف الاستراتيجية السوفياتية
كان ضرب استقرار التوازن في الشرق الاوسطء وفي البدء ضرب التقدّم الاميركي في مصر. الى جانب
ذلك كلهء أشاعت موسكو ان قرار فصل القوات واقع هشء ذلك ان انتداب قوات الامم المتحدة في
محر وسوريا قصير الأجلء وان استئناف المعارك على الجبهة السورية, خصوصاً عبر الجولان؛ ليس
أمراً مستبعداً. وفي حال حصول ذلكء فان مجمل البناء الهش لاتفاقيتى فصل القوات, الموقعتين في
كانون الثاني ( يناير ) وأيار ( مايو) ١115 , سيثهار بصورة شاملة(51.
وفي كل الاحوالء أراد الاتحاد السوفياتي ان يظهر ان الحلول المقترحة, نظراً الى جزئيتها
وتسرّعها والتباساتهاء لا توفّر أساساً للتوصّل الى حل «متوازن». في هذا السياق» خدم التقارب
السوفياتي الفلسطيني موسكو مباشرة؛ كما خدمها على المدى الطويل. وهنا أخذ الاهتمام السوفياتي
بعناصر حرمت الوضع القائم كل معناه. فعلى المدى المنظورء أتاح الدعم السوفياتي للمقاومة
الفلسطينية ازالة آثار انتقادات السادات» بعد حرب تشرين الاول ( اكتوير ) 19177١ء حول عدم كفاية
المساعدة العسكرية السوفياتية؛ وظهر ان وضع أطراف المواجهةء مثل الفلسطينيينء يتعلق باستمرار
الدعم السوفياتي. لكن هذا العنصر الاضافيء الذي عرز صورة موسكو لدى العرب» ليس سوى عنصر
طارىء. فالمهم هو أن الاتحاد السوفياتي» عبر دعمه للفلسطيذيين» كان يسعى الى ضرب التوازن
القائم» ويضعف, بالتالي» فرص النفوذ الاميركي المتزايد في مصرء وفرص تقارب اميركي - سوري؛ أي
انه كان يستهدف, في المقام الاولء اضعاف السلام الاميركي في المنطقة9*).
ليس من الصعبء اذاً. ملاحظة توالي عقد الاجتماعات بين المسؤولين السوفيات وعرفات»
العدد *“؟" -2غ2؟5؟, تشرين الأول ( اكتوبر ) - تشرين الثاني ( نوفمبر ) 0 ليون فل 1 8 ا - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 223-224
- تاريخ
- أكتوبر ١٩٩١
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 10298 (4 views)