شؤون فلسطينية : عدد 223-224 (ص 84)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 223-224 (ص 84)
- المحتوى
-
محمد الأسعد ل
«ولادة الصهيونية السياسية نقطة تبلور في تاريخ الصهيونية»(). الا انه توقف عند حدود هذه
الملاحظة الاخيرة, بدون ان يقارب الأرضية الثقافية التي أرهصت بولادة الصهيونية السياسية؛ أو
بدون ان يتعامل مع الخطاب الأدبي: بوصفه حامل الرؤياء بل بوصفه أداة من الآدوات التي وظفتها
الصهيونية في معركتها. وهذا يعني ان الصلة بين ما هى ثقافي أدبي وما هو سياسي في اطار الرؤيا
اليهودية هو صلة مفتعلة وغير أصيلة . وكأن من الممكن ان تكون الرؤيا اليهودية شيئاً مختلفاًء لولا
ولادة الصهيونية السياسية. لقد أكّد هذا المنحى في التحليل باشاراته الى «الطبيعة الدينية لآداب
اللغة العبرية», موحياً بأنها تتناى مع الصهيونية السياسية!").
ئمة ة دراسة أخرى للدكتور هاني الراهب» بعنوان «الشخصية الصهيونية ف الرواية الانكليزية»,
تناولت بالبحث الروايات الانكليزية الصادرة منذ العام ١4117 . الآ ان هذه الدراسة» بدورهاء لم تجب
عن أي نوع من هذه الأسيئلة. فهي لم تكن مخصّصة الا «لاستقصاءء وتعليل» ٠ صهيونية بعحض
الروايات الانكليزية»7"). واكتفت باستقصاء الحقل ذاته الذي شقه كنفاني. الا ان ثمّة اشارتين الى
القضية التى نطرحها: الأولى أوردها د. الراهب في سياق الحديث عمًّا سمّاه اليهوبية الجديدة في
مقاطعة نيوانغلاند الاميركية, حين لاحظ تركيز البروتستانت على درس العهد القديمء واعتباره أكثر
دلالة على المسيحية من الاناجيل ذاتها("). ولكنه ضيّع دلالة هذا التركيز حين أدرجها في سياق أدلّته
على «الاندماج اليهودي في المجتمعات الغربية»7). ولم يستنتج العكسء وهو ذلالة اندماج الانجيليين
في اليهودية» وهو الأقرب الى المنطقء ويخاصة اذا ما عرفنا ان الأنشطة البارزة للانجيليين الاميركيين
هي في تأكيد ان اسرائيل والقدس كلاهما ركيزة لاهوتية للانجيليين مثلما هي لليهود. وان اعتقادهم
بقداسة التوراة يماثل اعتقادهم بأن أمن اسرائيل حيوي لانجاز النبوءات التوراتية» بعودة
«المخلّص».
الاشارة الثانية للدكتور الراهب وردت في سياق مناقشة روايات ياعيل دايان. وهناء أيضاً لم
يستطع وضع بده على دلالة الأهمية الكبيرة التي تعلقها دايان على شخص الصهيوني الأممي «ليني»
غير اليهوديء الذي تصفه بأنه رجل الحجارة في توليد الحياة الجديدة على ما تسميها «أرض -
اسرائيل». فقد اعتبر هذا التعليق دليلاً على احساس د ايان بفشل الصهيونية. انهاء كما قال» «تسبر
غور الشخصية الاسرائيلية على نحو تراجعي»!*). وهي ترى في الصايرا ضعفاً في أبعاده الانسانية
يصل به الى درجة الموت الروحي والأخلاقي»(” (١ . وأخيراً. وصف رواية ياعيل دايان «غبار» بهذه
الكلمات: «الحركة الدائرية من غبار الى غبار تعني ان ' ياردينا ' كانت, طيلة الوقتء ميتة روحياً» وان
بناء المدينة الجديدة الذي يرمز للصهيونية واسرائيل كان باطل الأباطيل»(١١)؛ في حين ان دلالة الامر
عكس ذلك تماماً. حتى على صعيد اختيار الكاتية لأسماء أبطال روايتها . قاسم «ياردينا». مثلاً: مشتق
من «يردن » أي الاردن بالعربية» و«يردنة» أي الماء في الآرامية, وهو أصل الكلمة. أما الأممي ليني»
فان دايان تُجِسّد فيه رؤياها للمصير اليهودي» ' وقد أصبح مصيراً عاماً للبشرية منذ العصر الحجري.
أي مصيراً يتعلّق بتحقيقه مصير الأمميين أيضاً. ان غبار روايتها ليس غبار الحطام؛ بل هو الضباب
الأول الذي يبدا منه خلق الوجود, كما تقتضي ذلك أصول الخلق التوراتية.
فيما عدا هاتين الاشارتين وبهذه النوعية سينقطع الاستقصاء ولا يتواصل الا في مجال بحث
آخر, هى بحث الصهيوزية كظاهرة اجتماعية سياسية: وهوما فعله د. عبد الوهاب المسيري في كتابه
«نهاية التاريخ». وهو دراسة في تطوّر بنية الفكر اليهودي على أساس تاريخي ولاهوتي معاً. وفي نطاق
هذه الدراسة ثمّة تعليل لقضايا «الارض الموعودة» واقامة «الفردوس الأرضي» بحركة
4 دْوُونُ فلسطيزية العدد 577 4"", تشرين الأول ( اكتوبر ) تشرين الثاني ( نوفمير) ١5151١ - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 223-224
- تاريخ
- أكتوبر ١٩٩١
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 22222 (3 views)