شؤون فلسطينية : عدد 223-224 (ص 128)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 223-224 (ص 128)
- المحتوى
-
أزمة الضمانات الاميركية
فيما كانت الاطراف المعنيّة بالصراع في الشرق
الاوسط تتابعء بقلق واهتمام بالغين» جولات وزيد
الخارجية الاميركية. جيمس بيكرء على دول المنطقة,
من أجل التحضير لعقد موؤتمر السلام: انفجر
الخلاف بين الدولتين الاكثر خصوصية في تحالفهماء
اسرائيل والولايات المتحدة الاميركية. وجاء الخلاف
هذه المرة (وهي ليست الاولى على أي حال في تاريخ
العلاقة الخاصة والمميّزة بين واشنطن وتل - أبيب)
بواجهة اقتصادية أخفت وراءهاء في الوقت عينه,»
ابعاداً سياسية وشخصية لا تقل أهمية عن الجانب
الاقتصادي.
القذيفة الاولى في تلك المعركة أطلقها الرئيس
الاميركي,» ٠» جور ج بوشء» عندما طلب من الكونغرس
الاميركي» رسمياً في السادس من أيلول ( سبتمبر )
الماضيء تأجيل مناقشة الطلب الاسرائيلي للحصول
على ضسمانات اقتراض بقيمة عشرة مليارات دولار.
وكان سيق هذا الطلب حملة اتصالات شخصية:,
ومكثّفة, أجراها كل من الرئيس بوش ووزير
خارجيته: بيكر, مع كبار المسؤولين الاسرائيليين في
أواخر آب (اغسطس) والاسبوع الاول من أيلول
( سبتمبر). لاقناعهم بتأجيل تقديم الطلب
الاسرائيلى. ولكن هذه المحاولات أصطدمت بالرفض
القاطع من جانب الحكومة الاسراتيلية: التي كانت
تناقش, آنذاكء مشروع الميزانية للسنة المالية
, والمرتكز على افتراض الحصول على
الضمانات المالية المطلوية من واشنطن. وعلى الأثرء
تحوّلت الاتصالات المكثفة باتجاه زعماء اللوبي
الاسرائيليء لحملهم على التأثير في صانعي القرار
الاسرائيلي في تل - أبيب . وعندما فشلت هذه'
المحاولات أيضاً في اعطاء النتيجة المطلوبة: توه
الرئيس بوش, شخصياًء الى زعماء الكونغرس
الاميركي, طالباً الموافقة على تأجيل البحث في
الضمانات المالية لاسرائيل لمدة ١١٠١ يوماً . وكان
السفير الاسرائيني في واشنطن, نز لمان شوفال»
١48 شيينَ فأسطيزية العدد 7؟7” - 4؟5,
تقدّمء رسمياً. في اليوم عينه :1591١/9/57 بطلب
حكومته الحصول على ضمانات ائتمانية اميركية
بقيمة عشرة مليارات دولار لمدة خمس سنواتء وذلك
غداة اقرار الحكومة الاسرائيلية مشروع ال ميزانية
الجديدة للعام ١59557 (داقان 1551/9/4).
الخلفية السياسية للضماتات
هذا الطلب الاميركي جاء ضمن جهود الرئيس
بوش ووزير الخارجية بيكر لتذليل العقبات أمام عقد
مؤتمر السلام لحل النزاع في الشرق الاوسط. ويبدى
أن الادارة الاميركية الحالية, معرزة بانتصارها
الغربية تدقق التفط لسئوات طويلة مقبلة بدون
توقف, وبأسعار مناسبة, أرادت أن ترسخ هذا
الانتصار أيضاً بإزاحة العقدة الاخرى في الشرق
الاوسطء وهي النزاع العربي - الاسرائيلي. ومن هنا
كان الاصرار الاميركي على حضور جميع اطراف
النزاعء على درجات متفاوتة من التمثيلء الى
طاولة المفاوضات السياسية ضمن اطار مؤتمر
السلام المقترح.
في مواجهة هذا التحرّك الاميركي الحثيث:
كانت السياسة الاسرائيلية؛ بزعامة الليكود
اليمينى. ترى مصالحها ضمن اطار مختلف في عدد
من التفاصيل الهامّة. ذلك ان حكومة اسحق شامير,
المحكومة بعقيدة «أرض - اسرائيل الكاملة», ترفض2
بإصرار. التنازل عن «شبر » من الاراضي العربية
المحتلة مقابل التوصّل الى سلام مع جيرانها العرب,
وترفض التعامل مع الفلسطينيين كشعب له حقوق
وطنية مشروعة: وبالتالي التعايش معهم في دولتهم
المستقلة. وتنفيذاً لهذه السياسة اليمينية المتطرّفة,
تواصل اسرائيل زرع المناطق المحتلة بالمستوطنات»
وتشبّع على هجرة آلاف اليهود من مختلف انحاء
العالم الى اسرائيل للتغلّب على التهديد الديمغرافي
العربي في وسطها. ولكن الادارة الاميركية
تشرين الأول ( اكتوبر ) - تشرين الثاني ( نوفمبر) ١951١ - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 223-224
- تاريخ
- أكتوبر ١٩٩١
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 22221 (3 views)