شؤون فلسطينية : عدد 223-224 (ص 150)

غرض

عنوان
شؤون فلسطينية : عدد 223-224 (ص 150)
المحتوى
العمى المتعمّدء رفضنا ان نختفي؛ ورفضنا تشويه
هويتنا؛ وجاءت الانتفاضة شهادة على صموبنا
وتصميمنا.
لقد آن الأوان لكي نروي قصتنا؛ وان نقف
مرافعين عن الحقيقة التي دفنت منذ زمان في وعي هذا
العالم وضميره . نحن لا نقف أمامكم مت متسولين؛ يل نقف
حاملين الشعلة. مدركين انه. وفي عالم اليوم» لم يعد
هناكء أبداًء من عذر للجهل بالحقيقة. نحن لا نسعى
الى اعتراف بالذنب من أحدء ولا نسعى الى الانتقام
بسيب اجحاف لحق بنا؛ انما يصدر سعينا هذا عن
ارادة صادقة؛ يمكن لها ان تجعل من السلام حقيقة
واقعة.
آيها السيدات والسادة؛
اننا نرفع صوتنا عالياً. انطلاقاً من الايمان الكامل
بعدالة قضيتناء وصدق تاريخناء وعمق انتمائنا. وهناء
بالذات مكمن قوّتناء بعد ان تجاوز شعبنا الفلسطيني
جدران الخوف والصمت. نريد ان ترفع صرتنا عالياً
بكل الشجاعة والكرامة التى تستحقها روايتناء
ويستحقها تاريخنا.
لقد قامت الدولتان الراعيتان لهذا المؤتمر
بدعوتناء اليوم» لنعرض قضيتنا ونصل الى «الآخر»
الذي نواجه فيه معاً واقع رفض الواحد منا للآخر على
أرض فلسطين. ولكن, وحتى في هذه الدعوة التى
تلقّيناها لحضور مؤتمر السلام هذاء تم تشويه
روايتناء ولم يتم الاعتراف بحقيقتناء الا اعترافا جرئيا.
ان الشعب الفلسطينى شعب واحدء صهره العيش
قروناً من التاريخ على أرض فلسطينء وتشدّه معاً ذاكرة
جماعية من الاحزان والافراح المشتركة؛ وتجمعه وحدة
الهدف والرؤية. ان أغانينا ومواويلنا وحكاياتنا
الشعبية وقصص أطفالنا وعبارات نكاتنا والصور التي
ترسمها قصائد شعرناء وتلك المسحة من الحزن التي
تلوّن حتى أسعد لحظات حياتنا؛ كلّهاء جميعاً. مهمة
لنا أهمية روابط الدم التي تربط يين عائلاتنا وعشائرنا.
ومع كل هذا قان الدعوة التي وجهت الينا للبحث ‏
عن السلامء ذلك السلام الذي ننشده جميعاً ونحتاج
اليه قد أتت الى جزء فقط من شعبناء متجاهلة وحدتنا
الوطنية. والتاريخية, والعضوية. لقد جئنا الى هنا بعد
ان تمٌ فصلنا قسراً عن اوتنا واخواتنا في المنقى
والشتات, لنقف قبالتكم؛ نحن الفلسطينيين الرازحين
تحت الاحتلال. الآ اننا نؤكد أن كل واحد منا
يمثّل حقوق ومصالح كل شعبنا. حرمنا من حقنا في
الاعلان عن ولائنا لقيادتنا ونظام حكومتنا؛ على ان
الولاء والانتماء لا يمكن لرقابة الرقيب ان تشطبه؛ أو
تقطع أواصره.
أن قيادتنا المعترف بها هي أكثر من كونها القيادة
التي اختارهاء ديمقراطياً. كل شعبنا. انها رمز هويتنا
ووحدتنا الوطنية. انها الوصيّة على ماضيناء وحامية
حاضرناء وأمل مستقبلنا. لقد اختار شعبنا أن يآتمنها
على تاريخه والحفاظ على تراثه. وقد اعترف المجتمع
الدولي بهذه القيادة بكل وضوح. ودونما أي لبس ؛ ولم
يشدٌ عن هذا سوى عدد قليل اختار. لسنوات طويلة,
ان يتمسّك بالظل بدلا من الجوهر. وبغض النظر عن
طبيعة, وظروف, الاضطهاد الذي نتعرّض له, سواء من
خلال الحرمان والتشريد في المنفى والشتات» أو من
خلال وحشية وقمع الاحتلال, فإن الشعب الفلسطيني
لا يمكن تمزيق وحدته. سنبقى موخدين»: كشعب»
حيثما نكون؛ أو يُفرض علينا أن نكون.
والقدسء أيها السيدات والسادة؛ هذه المدينة
التي لا تمثّل روح فلسطين فحسب, بل هي مهد ديانات
العالم الثلاث: ان غيابها المزعوم ملموس وسطنا في هذه
المرحلة. ان استثناءها ظاهرياً من هذا المؤتمرء وعلى
الرغم من انه استثناء مصطنع, الا انه انكار لحقها في
السعي من أجل السلام: ومن اجل الانعتاق من
أسرهاء بعد أن عانت هي الاخرى من الحرب ومن
الاحتلال. لقد منعت القدس.ء مدينة السلامء من
حضور موؤّتمر السلام! حرمت من أيصال ربسالتها.
القدس الفلسطينية: عاصمة وطننا ودولتنا المستقبلية,
والتي تحدّد الوجود الفلسطينيء ماضياً وحاضراً
ومستقبلاًء حُرمت من صوتها وهويّتها. القدس تتحدّى
التفرّد في تملّكها أى التعّق بها. ويظل ضممٌ اسرائيل
للقدس» في نظر المجتمع الدولي, ضما غير شرعي» بل
ويشكّل اهانة للسلام الذي تستحقه هذه المدينة.
جئنا اليكم من وطن معدب وشعب أسير, لكنه
مكابر؛ ومطلوبء الآنء منًا | ن نتفاوض مع محتليناء بعد
ان تركنا وراءنا أطفال الحجارة وشعباً تحت الاحتلال
التجوّل ائتمننا على آلا ننسى» أو
نتنازل. وفي الوق الذي نخاطبكم؛ لا يزال الآلاف من
اخوتنا واخواتنا يقبعون في سجون ومعسكرات
الاعتقال الاسرائيلية » ويحتجز معظمهم بدون دليل» أى
لائحة اتهامء أو محاكمة. وقد تم التنكيل بالكثيرين
ومُدْبوا في اثناء التحقيق» 3 لذنب اقترفوه
وبحت نظام منع
16 شيون فلسطيزية العدد 521 - 5؟؟: تشرين الأول ( اكتوبر ‎ )‏ تشرين الثاني ( نوفمير) ‎١551١‏
تاريخ
أكتوبر ١٩٩١
المنشئ
منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
مجموعات العناصر
Generated Pages Set
Periodicals دوريّات

Contribute

A template with fields is required to edit this resource. Ask the administrator for more information.

Position: 17771 (3 views)