شؤون فلسطينية : عدد 225-226 (ص 22)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 225-226 (ص 22)
- المحتوى
-
حب تطور المجتمع المدئي الفلسطيني
السلطة؛ قادت التطؤرات» وبخاصة في مناخ الانتفاضة: الى اعادة احياء منظومة القيّم الاجتماعية
المتاصلة في التراث الفلسطينيء وفي مقدّمها قيّم التكافل الاجتماعي والتعاون على فعل الخير.
فأصحاب المنازل يمكنهم التنازل عن الايجارات الى حين؛ والتاجر يمكنه أن يبيع لأصحاب الحاجات
بأجل؛ وعامل اللحام يمكنه اصلاح الأقفال التي يحطمها جنود الامتلال مجاناً؛ وشرف الجوار وقيمه
يقتضيان ايواء من يتمٌ نسف منازلهم على الفور؛ والنخوة العربية تستدعي الاستنفار لمساعدة القرى
المحاصرة؛ ودعمها بكل الوسائل الممكنة29"),
في مجتمع مدني هذه قيّمه» تصبح احتياجات الانسان محدودبة, وتكيّفه مع الظروف المحجيطة
تكيّف سريع» نزول عند هدفٌ أسمى هى تحقيق الخلاص الوطني والاستقلال. بعبارة أخرى؛ يمكن
لمجتمسع مدني تطفى على شؤونه المعيشبة ظروف احتلال قاهر ان يخفض مستوى معيشته بما
يتناسب مع هذه الظروف ويصبع التقشف أمرأً واجباً. بحيث يخجل الناس من اقتناء سلع اسرائيل
التي لاحاجة لها(*") .وفي أجواء مجتمع مدني كهذاء يستطيع المره ان ينظر باعجاب الى تحويل اهمال
السلطة الاستعمارية لقطاع الخدمات لصالح أبناء المجتمع. فمعظم القرى يحصل على الماء من أبار
محلية؛ بعد ان أهملت السلطة انشاء شبكة للمياه العذبة في الكثير من القرى العربية. كما ان
محاصرة القرى لايضيف جديداً الى عزلتها التقليدية؛ بعد ان أهملت السبلطة انشاء شبكة للطرق
المعيّدة. وهنا يمكن استخدام وسائل النقل البدائية» كالدواب» لكي تتحرّك بكفاءة, محمُّلة بالمواد
الغذائية؛ والامداد السرييع من الوقود » أو الدواءء من القرى المجاورة.
نحن» اذأء بحمتلك ٠ مجتمع مدني أثبتٍ جدارة يي .مواجهة السلملة الاستعمارية الحاكمة» بحيث
لاب كي تلحقق الانتفاضة أهدافها من أن تفيل شيف كر ا سو التحدّي والمقاطعة والرفض.
كان لا بد من اجراء تغيير داخل المجتمع الفلسطيني نفسه. تغيير يقوم على الاعتماد على النفس,
وامساك زمام الحركة والمستقبل... ومن أجل هذا الهدف الثمين (الاعتماد على الذات وبناء المؤسسات
البديلة) تم حت الطلاب والاساتذة على تنظيم اساليب بديلة في التربية» ردأ على اغلاق المد ارس ؛ وبّعي
الناس الى زرع الحدائق وتربية الدواجن والحيوانات؛ ولب من الاطباء والمهندسين وأسائذة
الجامعات.المؤازرة» كل في مجال خبرته واختصاصه: كما طلب من المحامين تأليف لجان حقوقية
لمساعدة المعتقلين...)(0"),
ان هذه الجهوب الجماعية, الى جانب انبثاق «اللجان الشعبية» متعدّدة الاغراض والوظائف»
التي شكُلت في نظر البعض «جهازاً عصبياً» سلطوياً فلسطينياً: بعيداً من سلطة الاحتلال وبرغم
ارادتهاء هو الذي دعا الحكومة الاسرائيلية الى الاعلان عن تحريم عمل اللجان واعتبارها خارجة على
القانون: يعاقب أعضاؤها بالسجن لعشر سنوات(2) . وقد وعى عدد من المراقبين الغربيين المعاني
التي تنطوي عليها حركة المجتمع الفلسطيني تحت الاحتلال, كما أفصحت عنها وقائع الانتفاضة.
ونلمس ذلك تمامأ عند مراجعة التقرير الذي أعدّه غراهام فول من مؤسسة راند الاميركية لحساب
مكتب وزيلر الدفاع ا لاميره ميركي » بحت عذوان «ضفة اسرائيل الغربية... نقطة اللارجوع», والذي ذكلر
فيه: «... يسعى الفلسطينيون؛ باطراد, الى البرهان على انهم أسياد مصيرهم, وان في استطاعتهم
لدبسير أمر العصيان من دون عون خارجي ذي شأن كبير. وقيادة الانتفاضة تركز على محو كل
مؤسسات السلطة الاسرائيلية في الضفة وابدالها بمؤسسات فلسطينية جديدة. وفي كل الميادين
المتاحة؛ يسعى الفلسطينيون الى جعل الوجدب الاسرائيلي من غير قيمة» وبشتّى الوسائل»
العدد 0--796/ كانون الأول ( ديسمبر ) 1191 كاثون الثاني ( يتاير) 1197 شْيُون فلسطية 3 - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 225-226
- تاريخ
- ديسمبر ١٩٩١
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 4966 (6 views)