شؤون فلسطينية : عدد 225-226 (ص 23)

غرض

عنوان
شؤون فلسطينية : عدد 225-226 (ص 23)
المحتوى
محمد خالد الأزهري م
ويتحاشون الاتصال بالادارة المحلية». وجاء؛ في التقرير, أيضاً: «انه لا يمكن طبعاً ازالة المؤفسسات
الاسرائيلية كافة... لكن المغزى الرمزي لهذا العمل ذى شأن عظيم. انها ذهنية الاعتماد على الذات
التي تم خلقها على هذا الذحو. وثمّة شعور بالتحرّر النفسي يُخلق الآن. وفي المدى البعيد, تؤدي هذه
العملية الى ترسيخ روح الوحدة والمصير الوطني والثقة بالنفس بين الأهالي. لقد استلم الفلسطينيون
المسؤولية في حقل التعليم؛ والبرامج الصحية» وبرامج الرفاه الاجتماعي . وهناك تنظيم لميليشيات
للشبان. كما يعرف جميع الشبان الى أي جهة ينتمون»(1).
اعادة تكوين شاملة
جدير بالذكر, في هذا المقام ان عمليات اعادة التأطير والتكوين في المجتمع المدني الفلسطيني قد
تجاوزت حدود الضفة والقطاع المحتلين منذ العام 1577 لتمتد الى المجتمع الفلسطيني تحت
الاحتلال منذ العام ‎.١154/‏ وهذه شريحة أصلية من الشعب الفلسطيني, خضعت, بين ليلة وضحاهاء
لظروف من العزل عن مجتمعها الأصيل؛ وعانت, أيّما معاناة, من فقدان الأطر والابنية الذاتية المعبّرة
عن شخصيتها العربية الفلسطينية. وبين شخصيتها وعمقها الحضاريء؛ من جهة؛ والمواطنة
الاسرائيلية التي فرضتها عليها الوقائع التي تلت عام النكبة الفلسطينية» من جهة أخرىء» افتقدت
هذه الشريحة للقبادات الحزبية والصحافية والنقابية وحثى الدينية المنتمية اليها. وقد ظلّث هذه
الشريحة تعيش » على حدّ تعبير مسؤول اسرائيي» »ك «جسد بلا رأس» بعد هجرة النخبة الاجتماعية
والاقتصادية والسياسية والفكرية("),
لقد تعامل المسؤولون الاسرائيليون مع هذه الشريحة بخفة وازدراء» وأخضعوها لحكم عنصري
أساسه الاحكام العسكرية؛ لعقدين من السنين» ولقوانين الطوارىء القمعية جتى الوقت الحاضر. وفي
ظل هذه الأجواء؛ تمزق «عرب /194» بين النظرة الاسرائيلية اليهم كطابور خامس محتمل في أيه
لحظة؛ وبين الاهمال وعدم الاكتراث العربي مطؤلاً.
غير ان حقائق الجغزافيا والاجتماع والتاريخ فرضت ذاتها. وفي ظروف بالغة القسوة» أخذت هذه
الشريحة تعيد تكوينها الذاتي, اجتماعياً واقتصادياً وفكرياً. ثم سياسياً. ودون ضجة؛ بدأ ينمى
«رأس» لهذا «الجسده». إن صب التعبين وف تزامن مع تطوّر المجتمع المدني الفلسطيني» خارج حدوب
: استطاعت الأجيال الجديدة:؛ ومنذ منتصف السبعينات بخاصة؛ ان تصوغ أبنيتها
ومؤسساتها الخاصة: مراعية» في ذلك» وبذكاء بالغ» خبرة تجارب سابقة لم يكتب لها النجاح؛ بفعل
القهر الاسرائيلي.
بدأ الفلسطينيون في الاراضي المحتلة العام ‎١51/‏ في تكوين مؤسسات, بهدف متابعة موضوعات
بعينهاء ومصالح محدّدة: لكنهم وصلواء في ظل أجواء الانتفاضة: في نهاية الثمائينات؛ الى تكوين
مؤسسات جامعة؛ بل وأعلن بين ظهرانيهم عن تشكيل أول حزب سياسي (الحزب العربي الديمقراطي»
بقيادة عبد الوهاب دراوشة) . ومن بين الأبنية التي اكتسبت أهلية اجتماعية واقتصادية؛ نجد «جمعية
المبادرة الاسلامية» التي تسهر على شؤون المقدّسات والاوقاف الاسلامية داخل اسرائيل» و«لجنة
رؤساء السلطات ال محلية العربية» التي تتابع مختلف مصالح الأقلية العربية؛ حتى أطلق عليها
البعض «برلمان» «غرب اسرائيل», و«اللجنة القطرية للطلاب الحرب»» و«اللجنة القطرية للدفاع عن
الاراضي العربية».و«لجنة الاربعين» التي تناضل من أجل انقاذ القرى العربية المهدّدة بالزوال؛ بفعل
سياسة اسرائيل الاستيطانية . وثمة تنفليمات أخرى تتبلور يومأ بعد يوم ‎١‏ . وغالبية هذه الابنية
زا اشوُون فلسطزية العدد ‎2177-7١‏ كانون الأول ( ديسمبر ) 1511 - كائون الثاني ( يناير) 1551
تاريخ
ديسمبر ١٩٩١
المنشئ
منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
مجموعات العناصر
Generated Pages Set
Periodicals دوريّات

Contribute

A template with fields is required to edit this resource. Ask the administrator for more information.

Position: 6640 (5 views)