شؤون فلسطينية : عدد 225-226 (ص 69)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 225-226 (ص 69)
- المحتوى
-
نبيل الرملاوي سس
أيضاًء تم استبعاد العمل بالشرعية الدولية بما تتضمّنه من مبادىء القانون الدوليء وأحكام الميثاق»
وقرارات الأمم المتحدة وأشرافها على المؤتمر والمفاوضات, لارتباط الشرعية الدولية عموماً بحقوق
الشعب الفلسطيني غير القابلة للتصرّف, وفي مقدمها حقه في تقرير المصير وهذا ما ترفضه الولايات
المتحدة الاميركية. وهي» بحكم كونها الآن القوة العظمى, ' تستطيع فرض تجاهل الشرهية الدولية
عندما تريد ؛ كما تستطيع استثمارها وتوظيفها وفقاً لأربها؛ وبما يت يتفق مع مصالحها؛ وتسخرها لذلك,
كما حدث في حربها ضد العراق. فقد أستعملت الشرعية الدولية من خلال عصنة الأمم وصك
الانتداب في الماضي من أجل حقن فلسطين بيهود العالم: بسبب تحكّم الدول المنتصرة بالعصبة في
العام 9375١؛ كما أستعملت الشرعية الدولية من خلال الأمم المتحدة في أول عهدها من أجل خلق دولة
اسرائيل والاعتراف بهاء بسبب اتفاق الدولتين العظميين على ذلك في العامين 1١941/ و/154؛ كما
أستعملت الشرعية الدولية في حرب الخليج من أجل خلق المناخ المناسب لحل مشكلة اسرائيل مع
الدول العربية؛ بعد انهيار الاتحاد السوفياتي وانفراد الولايات المتحدة الاميركية كقوة عظمى وحيدة
في العالم. واليوم. يتم تجاهل الشرعية الدولية من قبل الولايات المتحدة الاميركية وفرض هذا التجاهل
على العالم كله بطريقة سافرة. فحقوق الشعب الفلسطينيء في نظر الولايات المتحدة الاميركية: لها
«شرعية» أخرى» تلك التي لا تتعامل مع حقوق الشعوب المكافحة الامن أجل انكارها وطمسها وقمعها.
ومن الواضح ان هيمنة الولايات المتحدة الاميركية على المؤتمر والمفاوضمات جاءت في ظل ظروف
دولية وعربية سمحت لها بذلك. وهذا يعني ان الاستمرار بالمخطط الاميركي يشترط استمرار هذه
الظروفء وأن أي تغيير بهذه الظروف» وخاصة العربية والفلسطينية على وجه التحديد» من شأنه ان
يغيّر من طبيعة وآلية المفاوضات, ومن ثم يوقع تغييراً في نتائجها . ونا كانت ظروف الواقع العربي,
والعلاقات العربية الفلسطينية اثر حرب الخليج هي المناخ المناسب للولايات المتحدة الاميركية 0
تبدأ بالعملية الاميركية في ظلّه, وهي التي مكنت الوييات المتحدة الاميركية من دفع جميع الاطراف
الى المشاركة, فان الادراك العربي خط الجسينة المحدقة بواقعه ومستقبله على المستويات الثقافية
والحضارية والانسانية, ومواجهتها بما يتق مع درء هذه الاخطار من تجاوز لجراحات الواقع والماضي»
موقف جدّي وصلب داخل المؤتمر والمفاوضات, وتستئد الى حقوق الشعب" الفلسطيني وحقوق هذه
الأمة ومستقبلها والاصرار الثابث على العودة الى الشرعية الدولية والاحتكام اليها في كل مراحل
المفاوضات؛ من شأنه أن يقدّم حقائق واقعية جديدة تفرض نفسها على المؤتس وتُحدث التغيير فيه
باتجاه الجل السليم؛ والوصول الى خل عادل يقوم على أساس استعادة الحقوق والارض ويعرّي
النوايا الاسرائيلية وأهد افها, ٠ التي تؤكد نفسها دومأ في العمل ضد السلام. ان هذا الموقف العربي
المطلوب لا يتحقق الا بموقف فاسطيني بارز صلب وفاعل على جميع المستويات . وهذا ما عبر عنه الوفد
الفلسطيني» ٠ خلال المؤتمرء من أداء متوازن ولامع على مستويات استقلالية التمثيل ومرجعيته,
والتمسسشك الشديد بحقوق. الشحب الفلسطيني» وي مقدّمها حقه في تقرير المصين وصدق نواياه في
التوصّل الى السلام القائم على العدل, والاصرار على تحكيخ الشرعية الدولية مرجعاً اا
للمفاوضات, الأمر الذي أكسب الوفد الفلسطيني اعجاب واهتمام واحترام جميع الأوساط في العالم,
ومن هذا نجعل من المفاوضات التي بدأت بمؤتمر مدريد امتحاناً لسيادة القانون ؛ وامتحاناً جديداً
للشرعية الدولية؛ من حيث وحدانيتها في حل مشاكل العالم.
538 شمن فلسطيزية العدد 77 -128, كانون الأول ( ديسمبن ) 193١ - كانون الثاني ( يناير) 19917 - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 225-226
- تاريخ
- ديسمبر ١٩٩١
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 22214 (3 views)