شؤون فلسطينية : عدد 225-226 (ص 83)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 225-226 (ص 83)
- المحتوى
-
ظاهرة معاداة اليهود
بين الحقيقة والحقائق
.١ د. عبد الوهاب محمد اللسيري
تحرص أدبيات معاداة اليهود (الثي يقال لها «معاداة السامية») على تصوير اليهوب؛ كل اليهود»
باعتبارهم خونة وقتلة ومرائين بشكل مطلق, وعلى تأكيد ان اليهودي كذا بطبعه؛ وان «الطبيعة البشرية
اليهودية:» جُبلت على الطمعء أو البخلء أو ما شابه من صفات سلبية. ومن المفارقات الجديرة
بالتسجيل ان موقف أعداء اليهوب هى موقف صهيوني تماماً. فكل من الصهيوني وعدى اليهود يرى
اليهودي على انه شخص فريد لا يخضع للحركيات الاجتماعية التي يوجد فيهاء ولا ينتمي الى الأمّة
التي يعيش بين ظهرانيهاء وكلاهما يعتقد بأن اليهودي يقف. دائماء في مقابل الاغبار (غير اليهود)»
اذ انه حسب وجهتي نظرهما ثمّة خاصية ما في اليهودء ثمّة خصوصية كامنة فيهم؛ تجعل من
العسير على كل المجتمعات الانسانية دمجهم؛ أى استيعابهم» وتجعل من العسير عليهم الاندماج فيها.
وقد يخلص الفريقان الى نتائج مغايرة شكلاً؛ ولكنهاء في نهاية الامر, متّفقة من ناحية البنية. فكلاهما
يتفق على ضرورة ١ خروج اليهودي» من المجتمع الذي ينتمي اليه. ويجب ان نتذكر ان اليهودي الذي
يفرٌ من كره أعداء اليهود هى الذي يصبح مستوطناً صهيونياً يغتصب الارض العربية؛ ويتحوّل؛ هو
ذاته, بعد قليل, الى الجندي الصهيوني الذي نراه على شاشات التلفزيون يقتل الاطفال العرب. وقد
أدرك الصهيونيون ذلك تماماً؛ ولذا فتاريخهم هو تاريخ التحالف مع أعداء اليهوب؛ بل ان الصهيونية
وصفت بأنها تعيش على الكوارث اليهودية. ومن المعروف لدى الدارسين ان الحركة الصهيونية نمت
هجمات (أحياناً مسلّحة) على الأفراد والجماعات اليهودية؛ لترغمهم على الخروج من بلادهم,
ليتحوّلوا الى مادة استيطانية وقتالية في المستوطن الصهيوني. واشاعات الهجمات على اليهود
السوفيات وظاهرة نبش قبور اليهود في اوروبا هيء في أغلب الظلن, من تدبير الحركة الصهيونية. وقد
جاء في احد تواريخ الصهيونية انه .اذا كان ثيودور هرتسل هو ماركس الصهيونية؛ أي منظرهاء فهتلر
هو لينسين الصهيونية؛ أي من وضعها موضع التنفيذ» وذلك من طريق تصعيد اضطهاد اليهود في
اوروباء فهاجرت الآلاف الى فلسطين؛ وهو ما فشلت الحركة الصهيوينة فيه حتى ذلك التاريخ.
وهذا التتحالف التاريخي المباشر بين الفريقين أصبح أمرأ معروفاًء وتناوله العديد من الدراسات,
ولن نتطرّق اليه في مقالتنا هذه؛ ولكننا سنتناول موضوعاً قريب الصلة به, لم يتنبّه له الكثيرون؛ وهى
نجاح الصهيونيون في اشاعة ادراكهم للواقع» وموقفهم منه, من طريق تناول احداث ووقائع وأساطير
العداء لليهودية؛ بعد تجريدها من سياقها التاريخي وعزلها عن أي قوى اجتماعية؛ أ انسانية؛ بحيث
يمكن للصهيونيين فرض معنى صهيوني عليهاء وهذا ما يحدث لأي واقعة تاريخية تتحوّل الى
5م دون فلسطرية العدد 710 375؟؛ كانون الأول ( ديسمبر ) ١111 _كائون الثاني ( يناير) 15551 - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 225-226
- تاريخ
- ديسمبر ١٩٩١
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 10255 (4 views)