شؤون فلسطينية : عدد 225-226 (ص 84)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 225-226 (ص 84)
- المحتوى
-
2ب ظاهرة معاداة اليهود بين الحقيقة والحقائق
مجرد واقعة ليس لها أبعاد تاريخية. وفي هذه المقالة, سنتناول ثلاث وقائع؛ وبي كيف يتناولها
الصهيونيون؟ وكيف يفرضون الدلالة عليها؟ وسنقوم؛ بعد ذلكء؛ بربط هذه الوقائع؛ ذاثهاء بوقائع
أخرى (استبعدها الصهيونيون) وبسياقها التاريخي والانساني: حتى تكتسب معناها التاريخي
الانساني الأعمق الذي يحرص الصهيونيون على حجبه.
الوقائم الثلاث
أولى الوقائع هوما يسمّى ب «تهمة الدم» أي اتهام أليهوب بأنهم يقتلون صبياً مسيحياً في عيد
الفصع» » سخرية واستهزاء من صلب المسيح . ونظراً الى ان عيد الفصح اللسيحي واليهودي قريبان»
وأعيادهم, ؛ وخصوصاً في عيد الفصح اليهودي الذي أشيع ان خبز الفطير غير المخمّر (الماتز تزوت) الذي
يؤكل فيه يعجن بدماء الضحية.
وتمتد جذور «تهمه ة الدم» الى عصر الاغريق» والرومان» أي الى ما قبل العصور المسيجية . ققد
أتى في كتتابات آبيون الهيليني (السبكندري) وديمقريطس الروماني اشارة الى ان اليهود يقدّمون
ضحايا بشرية الى آلهتهم . ولكن هذا الادعاء لم يصبح جزءاً من صورة اليهود الذهنية» ولم توجه هذه
التهمة اليهم بشكل متكرر, الآ في القرون الوسطى في العالم الغربي.
وقد وجهت أول تهمة دم في القرن الثاني عشي في انكلترا (في وقت كان اليهود يمارسون نشاطهم
التجاري والمالي» ممًا كان يعني ان هئاك افرادا كثيرين اقترضوا اموالاً من المرابي اليهودي؛ ولم
ينجدوا في تسديدهاء وآلت ملكية بعض أراضيهم أو ريما منازلهم الى المرابي) » »ذلك حين اتهم اليهوب
بأنهم ذبحوا طفلا عمره أربعة أعوام وقصف العام يدعي سبع يل ب
وقد قال أحد اليهوب المتنصرين ان هذا هى عيد الفصح الذي تقوم فيه احدى الجماعات اليهودية: في
أحدى مدن اوروباء بذبح طفل مسيحي (وقد تُصّب وليام قديساً فيما بعد) ثم وجهت تهمة دم أخرى
في مناطق مختلفة في انكلتراء بين العامين ١١78 و؟15١١. وقد انتشرت التهمة الى فرنساء فوجهت
التهمة في بلوا؛ في العام .١١1/١ كما وجّهت التهمة الى اليهود خمس عشرة مرة في القرن الثالث عشي
ومن بينها حالة هيو من لنكولن )١١00( التي يذكرها تشوبى في حكايات كانتربري. وقد استمر توجيه
. التهمة حتى منتصف القرن العشرين؛ ومن أشهرها حادثة دمشق )١1840( وقضية بيليس في العام
4. وتعد حادثة دمشق استثناء في انها حدثت في العالم الاسلامي؛ ان انها تكاد تكون ظاهرة
مقصورة على العالم ١ . وكانت تهمة الدم تأخذ الشكل التالي: يختفي شخص مسيحي (في
العادة طفل) أو يوجد م بتأ» فيتذكر احد الاشخاص ان هذا الطفل شوهد آخر مرّة بجوار الحي
اليهودي او ان هناك عيداً يهودياً ما (تتطلب شعائره دم نصراني) فيوجه الى اليهود تهمة قثله ويتغ
القبض على بعض اعضاء الجماعة اليهودية؛ ويتمٌ تعذيبهم ثم شنق بعضهم.
اما الواقعة الثانية» فهي حادثة دريفوس الشهيرة؛ وبطلها هو الفريد دريقوس الذي كان من كبار
الضضباط الفرنسيين وكان اليهودي الوحيد في هيئة هيئة اركان الجيش الفرنسي . وقد ولد دريفوس في الالزاس
لأسرة يهودية ثرية مندمجة في محيطلها الفرنسي . ونظراً الى ان اسمه كان مولهاوزن:» وهى اسم الماني
النكية: فقد غيره الى أسمه الفرنسي الذي اشتهر به. وقد اتهم دريقوس بأنه أعطى وثائق سرية عسكرية
للملحق. العسكري الالماني في باريس» فوجّهت اليه تهمة الخيانة العظمى والتجسّس لحساب المانيا في
العام 1864. وقد قامت السلطات العسكرية بمحاكمته. وتابعت الصحافة المعادية لليهود
العيد 15 771 كانون الأول ( ديسمبر ) 114١ - كانون الثاني ( يثاير) 15515 شْيُونُ فلسطيزية م - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 225-226
- تاريخ
- ديسمبر ١٩٩١
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 22172 (3 views)