شؤون فلسطينية : عدد 225-226 (ص 88)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 225-226 (ص 88)
- المحتوى
-
ب ظاهرة معاداة اليهود بين الحقيقة والحقائق
وهكذا أصبح اليهودي رمزأ متبلوراً لكثير من العناصر محط شك الجماهير وكرهها . قهى الأجنبي
البغيض؛ وهى الثوري العلماني التقدمي الذي يحمل لواء المجتمع الجديد المدمّر؛ وهىء أيضاء رجل
المال الذي لا يكترث بأي قيم سوى بالربح, ولا يرتبط بأي أرض سوى بالسوق. وقد كانث الصحف
المعادية لليهوب ث3 تشير الى دريفوس باعتباره الزاسياً وأجنبياً ومضواً في طبقة الموّلين الأثرياء.
وقد انضمت اعداد كبيرة من ضحايا الثورة الصناعية الى التنظيمات المعادية لليهوب؛ التي كانت
تستخدم خليطا جدَّابأ ومريحاً من الديباجات المسيحية؛ والاشتراكية, والعرقية» ونطرح صورة لمجتمع
مبنيّ على التضامن المسيحيء والتكافل الاجتماعي, والتعاون الاقتصادي, يقف على طرف النقيض
من المجتمغ الصناعي الجديد, المبنيّ على التنافس والتقاتل؛ والذي يؤمن بامكانية البقاء للأصلح
وللأقوى وحسب. وقد انضمت غالبية أفراد الجماعة اليهودية المتركزين في العاصمة الى القوى
العلمانية و«التقدمية» التي أدارت المعركة مع العناصى الدينية والمحافظة. فاليهودي كان بلا شك
رمز هاما للقوى الجديدة؛ ولكنه لم يكن ؛ قط؛ أحد أطراف المعركة؛ اذ انه كان جزءاً من كل؛ والكل هو
القوى الاجتماعية المتصارعة في المجتمع الفرنسي في أواخر القرن التاسع عشرء والتي كانت كل واحدة
منها تحاول ان تصوغ المجتمع حسب رؤيتها. وقد حؤّات هذه القوى قضية دريفوس الى حلبة ضراع
فيما بينها.
ففي العام 2,15١ اكتشف جورج بيكارء رئيس مخابرات الجيش الفرنسي والبطل الحقيقي
لواقعة دريفوس, ادلّة تثبث براءته من التهمة المنسوبة اليه؛ وتشير بأصابع الاتهام الى شخص آخر:
هى الميجور استرهازي؛ الذي كان لعب دوراً هاما في سير احداث القضية؛ بحيث انتهت الى الادانة
التامّة للكابتن دريفوس . وقد حاول بيكار اقناع المسؤولين باعادة المحاكمة؛ ولكنه أُمر بالتزام الصمث,
ونقل الى توس بسبب ذلك.
وقد شدّت حملة اعلامية مكثفة, قادها المفكّر الفرنسي اليهوديء برتارد لازار, للمطالبة باعادة
النظر في القضية؛ وكتب مقالات عدّة دافع فيهاء بحماسء عن دريقوس؛ كما طالب رئيس مجلس
الشيوخ الفرنسي باعادة النظر في القضية؛ لاقتناعه ببراءة دريفوس. وتحت الماح الموقف المتفجّر
واصرار بيكار قبض على الميجور استرهازي؛ وحوكم ذرّا للرماد في العيون؛ ولكنه بُرّىء بسرعة, لعدم
كفاية الأدلة . فكتب الروائي الفرنسي اميل زولا سلسلة مقالات تحت عذنوان «اني اتهم». هاجم فيها
المحاكمتين؛ وكانت النتيجة ان اتهم زولا بالقذف العلني؛ وحكم عليه بالسجن:؛ فهرب الى انكلثرا.
وفجأة برت احداث جديدة غيرت مجرى القضية. فقد أنتحر شاهد الاثبات الأول في القضية,
الكولونيل هيوبرت جوزيف هنري. في اثناء استجوابه؛ وذلك بعد ان اعترف بتزويره للوثائق التي أت
الى ادانة دريفوس. وعندما علم استرهازي بحادث الانتحار, اعترف بجريمته؛ وفنٌ الى انكلترا. وفي
صيف العام 1444؛ أمرت محكمة النقض باعادة محاكمة دريفوس في ضوء الإحداث التي استجدت؛
ولكن تحت ضغط بعض الشخصيات ذات النفون في الجيش, أعلن, مرة أخرىء انه مذنب. وفي هذه
لمرة» حكم عليه -مع مراعاة الظروف المخقّفة - بالحبس عشرسنوات» كان قضى خمساً منها في المنفى .
وبعد أيام عدّة؛ أمن الرئيس الفرئسي اميل لوبيه بالعفى عنه. وقد حله كثير من أصدقائه والمدافعين
عنه على استثناف المعركة لاثبات براءته التامة, ولأن القضية قضية مبدئية تتجاوز الاشخاص» غير
ان دريفوس نفسه لم يكن مدركاً للابعاد السياسية التي اتخذتها هذه القضية:فكان كل ما يتمناهء
وتتمناه عائلته الثرية المندمجة؛ هى الافراج عنه, سواء من طريق العفى أى التبرية؛ ولذا قبل قرار
العدد 7176 77؟؛ كاثون الأول ( ديسمير ) ١111 كاثون الثاني ( يناين) لثؤون فلسطزبة غم - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 225-226
- تاريخ
- ديسمبر ١٩٩١
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 22172 (3 views)