شؤون فلسطينية : عدد 225-226 (ص 90)

غرض

عنوان
شؤون فلسطينية : عدد 225-226 (ص 90)
المحتوى
ب- ظاهرة معاداة اليهود بين الحقيقة والحقائق
جزءأ من عملية غزى واسعة. فالجنوب الاميركي مسرح الواقعة كان لا يزال يشعر بمذاق الهزيمة في
الحرب الاهلية ‎ ١471(‏ 1875) حين هزم الشمال الصناعي الجنوب الزراعي وأكد سلطة الحكومة .
الفدرالية على حساب استقلال الولايات. وقد فقد ما يقرب من ‎7٠١‏ الف شخص حياتهم ابّان هذه
الحرب. وبعد انتصار الشمالء تم فتح الولايات الجنوبية للرأسمال الشمالي, وللنخبة الشمالية التي
أسّست الصناعات وغزت السوق. وراى بعض المؤرخين ان العلاقة بين الشمال والجنوب كانت علاقة
شبه كولونيالية؛ وان ما سمّاه الشماليون «توحيد» الولايات الماحدة الاميركية هو, في واقع الامر غزي
شمالي للجنوب وهيمئنة عليه. . وهى غزى لمجتمع زراعي؛ كانت تسود فيه علاقات شبه اقطاعية» توجد
على قمّته ارستقراطية تعثز بمكانتها الرفيعة؛ وبقيّم الشرفء وبالالتزام الاقطاعي . وكان مجتمعاً انجلى
- ساكسونياً بروتستانتياً متجانساً» لم يستوطن فيه ملايين المهاجرين: كما حدث في بقية الولايات
المتحدة الاميركية ».خاصة على الساخل الشرقي . وكانت مؤسسة الأسرة قوية للغاية في مجتمع الجنوب»
وتتّسم بقدر كبير من التماسك. وكانت المرأة هي رمز هذا التماسك الاسري. ولذا كانت محط تقديس
المجتمع : وأعضاء مثل هذا المجتمع الزراعي الارستقراطي عادة ما ينظرون بكثير من الاحتقار, بل
والبغض, الى الاقتصاد النقدي, المبني على ل التعاقد وعلى آليات العرض والطلب.
وقد كانت شكوكهم في محلها . اذ انه بعد «توحيد» الشمال مع الجنوب فتح الجنوب للصناعات .
الشمالية؛ التي هاجرت لتستفيد من العمالة الرخيصة والأراضي قليلة التكاليف والسوق البكر. وهي
صناعات لم تخدم كثيراً تقاليد المجتمع » وبساهمثت في تفكبك نسيجه المجتمعي؛ وفي تحطيم بنية الأسرة.
فكان الاطفال يعملون في المصائع لساعات طويلة؛ وكذلك النساء. وقد أدَى دخول الصناعات الى تزايد
معدّلات التحديث والعامنة بكل ما يتبعها من تفكك اجتماعي؛ على الأقل في المراحل الاولى» خاصة وان
هذه الصناعات لم تظهر نتيجة تطوّر عضوي وتفاعل عنام محلية وظهور بورجوازية في رحم المجتمع
ذاته, وانما فرضت عليه فرضاً من محتممع اليانكي الشمالي.
كان ليو فرانك رمزأ لهذه .القوة الغازية. فهى شمالي؛ كان في الجنوب صاحب ومدير مصنع في
مجتمع زراعي ينظر بعين الشك الى الصناعة. يقوم باستئجار النساء والاطفال كعمالة رخيصة في
مجتع كان يقدّس الأسرة حتى عهد قريب. وكان يتم الاشارة الى ماري فيفان على انها «عاملة المصنع
الصغيرة», أي انها تحولت الى رمن ن الطفولة البريثة التي استغلها المستثمرون من الشمال . وهو كان
خريجاً جامعياً وعضوأ في النخبة العلمانية المهيمنة؛ التي لا تكترث كثيراً بالقيّم التقليدية:؛ في وسطبيئة
جنوبية عمّالية مقتلعة من بيئتها الزراعية؛ لا تزال تؤمن بالقيّم التقليدية والمسيحية (البروتستانتية)
تحلم بالمجتمع المتماسك الذي دُمّر ابّان الحرب الأهلية. ولم تكن يهودية فرانك سوى بلورة لكل هذه
العناصى السابقة؛ اذ ان المعركة الحقيقية كانت بين الشمال الصناعي الغازي والجنوب الزراعي
الذي ثم غزيه ؛ بين ضحايا التقدّم والصناعة؛ من جهة؛ وممثلي هذا المجتمع الجديد الرهيب؛ من جهة
أخري.
ولعله يكون من المفيد ان نتوقفء عند هذه النقطة؛ عند انتماء فرانك اليهودي. فقد كان يشغل
منصب رئيس فرع جماعة بني بريت اليهودية في المدينة. ولا بد من ان نعرف كذلكك؛ على وجه الدقة,
موقف الجنوب الاميركي من اليهود. وقد حدّد الجنوب الاميركي التضامن على أساس عرقي: أبيض
في مقابل أسوب؛ على عكس الشمال الذي عرّفه على أساس عرقي, أو اثني ديني: بروتستائي ابيض
انجلى ‏ ساكسوني في مقابل كاثوليكي ابيض من أصل ايطالي أو ايرلندي؛ أو كاثوليكي اسباني» اد او
كاثوليكي اى بروتستانتي أسود ؛ وكل هذا 8 مقابسل يهودي بطبيعة الحال (وبالتالي يكون
العدد 5؟؟ 776/ كاثون الأول ( ديسمين) 1191 -كانون الثاني ( يناير ) 11117 بون فلسطزية 15
تاريخ
ديسمبر ١٩٩١
المنشئ
منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
مجموعات العناصر
Generated Pages Set
Periodicals دوريّات

Contribute

A template with fields is required to edit this resource. Ask the administrator for more information.

Position: 22172 (3 views)