شؤون فلسطينية : عدد 225-226 (ص 97)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 225-226 (ص 97)
- المحتوى
-
رياض بيدس سب
«يتسلّقون الجدران كالقرّدة المتوحشة. ويمضون في السير الى امام نحى الغرب الى رمال البحر...
عيونهم تشتعل كراهية, افواقهم فاغرة, ويتنفسّون تنفساً ثقيلاً. واسنائهم صفراء خبيئة والخناجر
تلمع بين اصابعهم. انهم يشتمونك بعباراث متقطعة يخنقها الغضبء أو الشهوة الداكنة. وايديهم
تعبث على جسدك وكذلك السكين... ومن ثم الصرخة...2()
وكتب الكاتب غانم مزعل معلقاً على هذا: «وبهذا الكلام وغيره ينعت عاموس عوز العرب بأسوأ
النعوت التي يحتويها المعجم العبري. ولعله استنفذها كلها. ففي هذه القطعة وفي غيرها: العربي عند
عاموس عوز هى الظلمة والصحراء والمرض والافعي؛ وهي صفات مخيفة مرعبة لى نعت الانسان
بواحدة منهاء فكم ستكون مخيقة لى اجتمعت في انسان واحد؟ ان الصحراء رهيبة مخيفة؛ فكيف اذا
غطآها اللون الاسود والمرض والافاعي؟ يريد عون ان يقول ان اسرائيل محاطة بدائرة كبيرة من
الظلام: ولا داعي للذهاب بعيداً كي نعرف ما يعني هذا الكاتب بالدائرة الخارجية. العرب بلا ريب.
وهذه الدائرة الخارجية المظلمة تحارب الدائرة الداخلية المشمّة بالنور. أي ان العالم العربي هى
الدائرة الخارجية المظلمة المحيطة باسرائيل التي هي الددائرة الصغيرة المنيرة. ويعني بذلك ان اسرائيل
هي الممثل للحضارة الغربية في المشرق العربي. وما العرب الا اعداء الحضسارة والانسانية. فهم اذا
جاءوا الى منطقة متطورة معمورة دمروها وجلبوا اليها الويل والثبور والبراغيث والقمل, ويوأد مجيثهم
من الصحراء الامراض والاويئة على الختلاف انواعها»(؟).
هذا هى العربي بصورته الاولى؛ ؛ البدوي شبه الصحراري» المنمط غير الطبيعي كما صوّره عون.
وهذه الرؤية لتحيو والعخصرية والشوفينية ظلث تتحكّم بأدب عوز حتى هذه الايام ٠ وصدور روايته
الاخيرة «علبة سودا» هي تحقيق لعجز عوز عن تفهّمء وتقبّل العربي. وان تجدّدت رؤيته الشاملة
للصمراع القائم: فان ذلك لا يعني حدوث تغيّر في تصور عوز للعربي . والظاهر ان المستجدات الطارئة
على اوضاع المنطقة هي التي دفعت عوز الى كتابة رواية بهذا برام المباشر. فلقد صوّر, في الرواية,
شرائح مختلفة من المجتمع الاسرائيلي واجزاءٌ الخرى لجالات مغايرة» وترك فراغات كثيرة مع المغالاة
في تشويه العربي وتنميطه وابداء عجزه ازاء كل ما يحدث. بقي ان نشير الى ان عوز يتعامل مع العربي
ك «مجموعة» اىك «شيء» يريد تنميطه؛ لكن هذا لا ينجح. '
ان اتكاء عون على استعارات واقامة تناظرات وبنىٌ تضادّية في قصص «بلاد بنات آوى»”) -
كالظلمة والافعى والاوبئة ودلالاتها الحياتية كما سبق ورأينا توصل به؛ في عمله الروائي, الاخير
الى الافصاح عن مواقفه اكثر واكثر. وتسقط الاستعارات والكنايات, لتظهر صورة العربي كما يراها
عون أوكما تتشكّل في عقله ووجد انه, دون غموض أو ابهام او اهتمام بتغليفها بابعاد حياتية خرافية
ويتضح الصراع ويظهر عاله في الرواية في حالة جذب وتوّتر وانشداد واضح.
١ العربي «البيشع» ف يي رداية «علبة سود اغ»
ان احتفاء الاوساط الادبية الاسرائيلية بمناسبة صدور عمل أدبي لعاموس عوز ليس غريباً.
فعوز من أكثر الكثّاب العبريين رواجاً, لقدرته النثرية العالية ولقربه من المؤسسة الحاكمة, كما ان
موضوع «العربي» لم بلق اهثماماً في رواياته السناد بقة؛ باستثناء الشخصيتين العربيثين اللثين خلهربًا
على شكل كابوس في روايته الهامة «عزيزي ميخائيل» وكناياته في بعض قصصه الاولى.
وخلافاً لاعماله السابقة؛ فان مسألة الصراع العربي الاسرائيلي هي المدور الرئيس الذي دارث
حوله احسداث «علبة سود اع( ومن الممكن اعتبار هذه الرواية استمراراً وتطويراً روائياً
545 نون فلسطاية العدد 5١0 0؟؟؛ كاثون الأول ( ديسمبر) ١941 _كانون الثاني ( يناير) 1391 - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 225-226
- تاريخ
- ديسمبر ١٩٩١
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 22172 (3 views)