شؤون فلسطينية : عدد 227-228 (ص 7)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 227-228 (ص 7)
- المحتوى
-
د. محسن يوسف عل
جنديء تكريماً له وحفاظاً على أمن الزوّار. وكان كان حاكم متلق القدس وكبار الموظفين العثمانيين يرافقون
الموكب حتى قرية اب ديس!").
في الرابع من نيسان (ابريل) »١57١ وصل موكب منطقة الخليل الى مدينة القدس وتوقف يالقرب
من باب الخليل لسماع الخطب السياسية التي كان يلقيها رئيس البلدية, والشيخ عارف العارف.
وغيرهما من السياسيين الفلسطينيين» من على شرفة مبنى البلدية ومن مبنى النادي العربي في المدينة,
وليشربوا شراب الليمون الذي وزّعه على الموكب اعضاء النادي العربي. وقد استغل الشباب القوميون
احتفالات النبي موسى وتجمهر المواطنين المسلمين باعداد كبيرة في المدينة لاسماع رأيهم لأكبر عدد
ممكن من الناسء وحتّهم على رفض السياسة الرامية الى انشاء «وطن قومي» لليهود في فلسطين,
والمطالبة بوحدة فلسطين مع باقي مناطق بلاد الشام تحت سلطة عربية اسلامية. وكانت فكرة توزيع
شراب الليمون على الزوار والتي بدىء بها في العام ,١١119 تستهدف عرقلة سير الموكب وايقافه
لاتاحة الفرصة للخطباء لاسماع رأيهم للوافدين. وعندما اراد الموكب الخليلي ان يستآنف سيره, طلبت
منه الشرطة العدول عن دخول المدينة من باب العاموب؛ كما يفعل كل سنة» ودخولها من باب الخليل,
وذلك اختصاراً للوقت(:'). ويظهر ان السلطات العثمانية عوّدت الموكب الخليلي على دخول المدينة من
باب العامود» وليس من باب الخليل» تفادياً لأي احتكاك يمكن ان ينجم بين الاعداد الغفيرة من الزوار
المسلمين وسكان الاحياء المسيحية واليهودية في المدينة الواقعة على الطريق بين باب الخليل والحرم
الشريف.
بعد دخول عدد كبيرمن الزوار أسوار المدينة» حدثت اعمال عنف. فقام الفلسطينيون: على اثر
ذلكء يضرب اليهود وذهب حوانيتهم واخراب ب ممتلكاتهم . وقد استمرت اعمال المنف بين الجهتين لفترة
طويلة» ولم تتمكن قوات الشرطة من احتواء الوضع وتهدئة الامور. فاستدعت السلطات العسكرية
الجيشء الذي نجح؛ بعد ان زج باعداد كبيرة من افراده داخل المدينة, بفرض النظام والهدوء. وتم
في الوقت عينه, القاء القبض على عدد كبير من الفلسطينيين» ومن ثم وضع الزوار تحت رقابة الشرطة
طيلة الليل(١').
في ما يتعلق بالحدث الذي اأشعل فتيل اعمال العنف, ٠ فلم يتم تحديده. فقادة الحركة الصهيونية
ادّعوا بأنه كان هناك تخطيط للاحداث من قبل الفلسطينيين العرب: وكانت هناك صفارة اشارة لبدء
اعمال العنف. وهناك رأي آخر حمّل اليهود هذه المسؤولية, وبالتحديد لكيميائي يهودي كان يعمل في
صيدلية كرستاكي التي كانت تقع خارج السور بالقرب من باب الخليل. وممًا يزيد في امكانية صحة
هذا الادّعاء كثرة الحجارة التي القيت على الصيدلية ومنطقتها. على كل حال» ان الوضع السياسي في
فلسطين؛ والخطابات الحماسية التي سمعها الزوار والمتفرجون» ورفع صور الامير فيصل الذي نودي
به ملكاً على بلاد الشام؛ ويضمنها فلسطينء والهتافات الحماسية التي كانت تنادي بفيصل ملكاً على
فلسطين وتندد بالمشروع الصهيونيء واعمال الاستفزاز التي كان يقوم بها المتفرجون اليهود» كانت
كفيلة بتحويل اي حادث صغير الى اعمال عنف واسعة داخل القدسء وخارجها(١١).
في اليوم التاليء غادر الزوار المدينة في الصباح الباكر. وعلى الرغم من انهم هتفوا: «الامير فيصل
سلطان»؛ وحدثت ضجة عند باب العامود, الآ ان اعمال العنف لم تتجدد في تلك اللحظة؛ وانما تجددت
في الساعة الشامنة والنصف صباحاً (وبعض التقارير ذكر انها تجددت في الساعة التاسعة
5 شوُون فلسطيزية العدد 717؟ 28 5, شباط ( فبراير ) آذار ( مارس ) ١95957 - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 227-228
- تاريخ
- فبراير ١٩٩٢
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 22202 (3 views)