شؤون فلسطينية : عدد 227-228 (ص 11)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 227-228 (ص 11)
- المحتوى
-
د. محسن يوسف ل
قام الصهيونيون بأعمال انتقامية مدروسة ومخطط لهاء مثل الهجوم على بيت المفتي» واستعراضات
عسكرية قامت بها مجموعة جابوتينسكيء وتسيير الدوريات في شوارع الاحياء اليهودية» وزودوا
السلطات البريطانية بمعلومات استخبارية عن نشاطات وتحركات ومخططات الفلسطينيينء وقاموا
باعتقال اشخاص فلسطينيين شاركوا بنشاطات الانتفاضة؛ وهاجموا فلسطينيين يخدمون في
الشرطة وجرّدوهم من اسلحتهم: وهاجموا مركزاً للشرطة وسلبوا البنادق التي كانت في داخله,
واستعملوا الاسلحة النارية ضد الفلسطينيين بكثافة» مقارنة باستعمال الفلسطينيين لهذا النوع من
السلاح("').
طالب قادة الحركة الصهيونية» قبل ان يستتب الامن في مدينة القدسء السلطات البريطانية
باجراء تحقيق في الاحداث, ظناً منهم ان الامر سيكون في صالحهم ومناهضاً لمصالح الفلسطينيين.
وتشير الوثائق الى انهم بدأواء منذ .١157١ /5 /١١ بالمطالبة بأن يشمل التحقيق سياسة الادارة
العسكرية البريطانية في فلسطين, التي اعتبروها مناهضة لهم ومؤيدة للفلسطينيين. ويظهر ان هذه
السياسة كانت ضمن خطة جديدة وضعها قادة الحركة الصهيونية خلال الاسبوع الواقع بين
147١/4/١5 474 والتي قضت باستفلال احداث الانتفاضة بشتّى الوسائل
وتسخيرها لخدمة الاهداف السياسية الصهيونية. فحسب هذه السياسة:؛ يتم اتهام الادارة
العسكرية البريطانية في فلسطين بمناهضة المشروع الصهيوني, والتقرّب والتودّد وطلب العطف من
الحكومة البريطانية في لندن؛ والتقليل من أهمية الانتفاضة سياسياًء بحيث يتم تصويرها وكأنها مجرد
أحداث قام بها «غوغائيون» من الفلسطيذيين يتحريض من بريطانيين قْ الادارة المسكرية وبعض
الافندية الفلسطينيين؛ الذين كانوا يشعرون بالخطر الذي يحدق بوضعهم السياسي
والاقتصادي(""), وتاكيد عدم جماهيرية الانتفاضة وأنها لا تعبّرعن رغبة وطموح الشعب الفلسطيني
بالاستقلال.
وتنفيذاً لسياستها الجديدة هذهء شئْت الحركة الصهيونية حملة دعائية شعواء في فلسطين
وبريطانيا ومناطق أخرى من العالم ضد الادارة العسكرية في فلسطين. فحرّفت الحقائق وادّعت بأن
الادارة العسكرية لا تزوّد الحكومة البريطانية بالمعلومات الصحيحة والدقيقة؛ ولا تسمح للحركة
الصهيونية بالقيام بهذا العمل(؟), مع العلم بأن الحركة الصهيونية كانت تستعمل جميع وسائل
الاتصالات الرسمية المتوفرة لدى الادارة العسكرية» في حين سمح للفلسطينيين باستعمال وسائل
الاتصالات العامة فقط. وبعث المكتب الصهيوني في لندن بتقارير؛ كان اعدّها بناء على مقايلات قام
باجرائها مع شخصيات يهودية كانت في فلسطين خلال الاحداثء الى الحكومة البريطانية لايهامها
بصعوبة الحصول على معلومات صحيحة من فلسطين بالطرق الرسمية!*'). وتخطّى الصهيونيون,
الذين كانوا يخدمون في الادارة العسكرية في فلسطين والقاهرة: الانظمة المتبعة في المراسلات
الرسمية: فبعثوا بمراسلاتهم الى الحكومة البريطانية في لندن مياشرة ويدون ان تمر عبر الادارة
العسكرية؛ كما فعل الكولونيل منرزاخنء الامر الذي أثار حفيظة قائده اللنبي: الذي احتج على هذا
العمل لدى وزارة الحرب البريطانية»: وطالب باقالته من منصيه(!'").
تلبية للحملة الدعائية التي شئتها الحركة الصهيونية» انهالت رسائل الاحتجاج التى بعث بها
رجال الدين والسياسة والمستوطنون في فلسطين ومنظمات وشخصيات صهيونية ويهودية ومسيحية
ورؤساء دول وحكومات في اوروبا واميركا وجنوب افريقيا على الحكومة البريطانية. وطالبت رسائل
الاحتجاج بايقاف ما وصفته ب «المجازر ضد اليهود» في فلسطينء وياعادة النظر بالسياسة
١55357 ) آذار ( مارس ) لقُوُون فلسطزية العدد 17” 78:؟, شباط ( فبراير ٠ - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 227-228
- تاريخ
- فبراير ١٩٩٢
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 5103 (7 views)