شؤون فلسطينية : عدد 227-228 (ص 14)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 227-228 (ص 14)
- المحتوى
-
سل انتفاضة العام 197١ الفلسطينية...
السريعة المتتالية» التي كان من شأنها ان تعيد الامن والهدوء الى المدينة المقدسة» وان تمنع امتداد
العنف الى خارجها. ومن بين الاجراءات التي اتخذت:, نذكرء على سبيل المثال لا الحصرء اعلام
الجنرال بولز حكام المناطق والمدن المختلفة بتفاصيل احداث القدسء وآمرهم بأخذ الحيطة والعمل
على منع امتداد اعمال العنف الى مناطقهم, والامتناع عن اتهام اي من الجانبين بتحمّل مسؤولية
اندلاع الاحداث؛ وعدم مناقشة الموضوع, طلباً للتقليل من اهميته. كما امر مخاتير القرى والوجهاء
بمساعدة القوات المسلحة عند الحاجة. أمّا في القدس ذاتهاء فقد اعلن حالة الطوارىء: واستعمل
الجيش ضد المنتفضينء وجرّد شرطة المدينة من السلاح وسرّحهم الى بيوتهم في اعقاب اتهام القادة
الصهيونيين لهم بالمشاركة في اعمال العنفء ومنع الجنود اليهود المسرّحين والمجازين من ارتداء الزي
العسكري؛ ووضع الحواجز العسكرية على جميع الطرق المؤدية الى المدينة» ومنع الزائرين من
الوصول اليها وأمر بتحليق الطائرات فوق امنطقة , خصوصاً عند عودة زوا ر النبي موسى ,وما الى ذلك
من اجراءات7"). كل هذه الاجراءات لا تدع مجالاً للشك في ان الادارة العسكرية لم تتواطاً مع
الفلسطينيين, كما ادعى قادة الحركة الصهيونية. وبالحقيقة لم تتوفر لدي اي وثيقة تدين الحاكم
العام او الادارة العسكرية» من قريب او بعيدء بهذا الاتهام.
ان المتتبع للسياسة البريطانية في تلك الفترة يجد فارقاً معيّناً بين سياسة وممارسة الادارة
العسكرية في فلسطين وسياسة وممارسة الحكومة البريطانية تجاه فلسطين. فالادارة العسكرية كانت
اكثر حساسية لموقف وشعور الفلسطينيين من الحكومة البريطانية. وبعكس الحكومة البريطانية,
كانت على استعداد لاقتراح واتخاذ بعض الاجراءات التي اعتبرها قادة الحركة الصهيونية مناهضة
لهم. فعلى سبيل المثال» طالبت الادارة العسكرية بحل البعثة الصهيونية؛ وحل الفرقة العسكرية
اليهودية: واقالة الكولونيل منرزاخن؛ واعتقلت جابوتينسكي وغيره(؟"). أمّا الحكومة البريطانية,
فماطلت بشأن حل كل من البعثة الصهيونية والفرقة العسكرية؛ وقامت بمنح العفى العام عن
جابوتينسكي وغيره. ولكن وجود هذه الفوارق لا يعني ان الادارة العسكرية كانت مؤيدة لموقف
الفلسطينيين ومناهضة للصهيونية واليهود. بل على العكس من ذلكء ان جميع الوثائق تشير الى ان
الادارة العسكرية عملت ما بوسعها لتطبيق الهدف الاستراتيجى والسياسة العامة التى وضعتها
حكومة لندن والمتمثلة بتحقيق تصريح بلفور وانشاء «الوطن القومي» اليهودي في فلسطين. أمّا
الاسباب الرئيسة التي ادت الى وجود الفوارق بين الادارتين» فهي: -
اولاء عدم وضوح الرؤية في ما يتعلق بالسياسة البريطانية التي حددّها تصريح بلفورء حيث تطرق
الى امرين متناقضين. فقد نص القسم الاول على انشاء «وطن قومي» لليهود في فلسطين؛ بينما نص
القسم الثاني على وجوب عدم التعرض للحقوق المدنية والدينية للفلسطينيين. وبالطبع» كان التوفيق
بين هذين الامرين مستحيلاًء »وقد اثبتت الايام ذلك. وكان على الادارة العسكرية في فلسطين ان ترسم
سياسة مبنيّة على هذا التصريحء وان تطبقهاء في حين كانت الحكومة البريطانية معفيّة من هذا الاجراء
الصعب.
ثانياً. واجهت الادارة العسكرية الفلسطينيينء الذين كانوا يشكلون اكثر من ٠١ بالمئّة من
0 في حين خضعت الحكومة البريطانية
المدنية والديتية للفلسطينيين ”
العدد 5780-5517 شباط ( فيراير ) آذار ( مارسن ) 1997 لَتُوُونَ فلسطيزية 1 - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 227-228
- تاريخ
- فبراير ١٩٩٢
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 22422 (3 views)