شؤون فلسطينية : عدد 227-228 (ص 17)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 227-228 (ص 17)
- المحتوى
-
د. محسن يوسف سد
طيٌ الكتمان حتى العام :١57/ حين اصبح بامكان المؤرخين والباحثين الاطلاع عليه لأول مرة(؟*).
الخاتئكمة
كانت احداث القدسء التي واكبت موسم النبي موسى في العام :.١157١ عفوية وجماهيرية وعنيفة.
وقد اشارت وثائق وزارة الخارجية البريطانية الى ان آلاف الاشخاص شاركوا فيهاء خاصة من الجانب
الفلسطيني» وذلك على الرغم من ان هذه الاحداث كانت عفوية. وفي اعتقادي: يجب عدم الالتفات الى
ادعاءات قادة الحركة الصهيونية ومؤرخيها في ما يتعلق بالتخطيط للانتفاضة ويتواطق ضياط
بريطانيين مع الفلسطينيين في هذا الامر. فهذه الادعاءات كانت مجرّد جزء من الحملة الاعلامية التي
شنوها ضد الادارة العسكرية البريطانية في فلسطين وضد الانتفاضة:؛ بهدف التقليل من اهميتهاء
والضغط على الحكومة البريطانية لاستبدال الادارة العسكرية بأخرى مدنية» وتعيين موظفين جدد
اكثر ولاء وحماساً لتطبيق المشروع الصهيوني.
كان توقيت الانتفاضة:؛ على الرغم من عفويتهاء ممتازاًء وذلك لأن جماهير غفيرة من المسلمين
تجمهرت في المدينة في ذلك الوقت» ولأن عصبة الامم كانت على وشك اقرار نظام الانتداب على فلسطين,
وادخال تصريح بلفور في صك الانتداب» ولأن بريطانيا كانت بصدد استبد ال الادارة العسكرية بادارة
مدنية» ومن ثم بتطبيق تصريح بلفور وانشاء «الوطن القومي» اليهودي. ولكن العقبة الرئيسة التي
واجهت الانتفاضة كانت اقتصارها على مدينة القدس وعدم انتشارها الى القرى والمدن الفلسطينية
الاخرى. وكان السبب الرئيس لتلك المحدودية عدم تبلور قيادة فلسطينية على مستوى فلسطين حتى
ذلك التاريخ» وعدم احسان القيادة الفلسطينية» التي كانت موجودبة آنذاك: استغلال الانتفاضة,
عسكرياً واعلامياً وسياسياً.
وتشير المعلومات التي توقرت لدي الى ان الانتفاضة لم تغيّر من السياسة الاستراتيجية
البريطانية في فلسطين. فاذا كان هناك عدد من الموظفين في الادارة العسكرية: او عدد من المسؤولين
في بريطانياء يتعاطفون مع وجهة النظر الفلسطينية والعربية: فانه لم يكن لهم اي تأثير خلال الاحداث,
او بعدها. وفي الواقع» لم اجد لهؤّلاء المتعاطفين أثراً في وثائق وزارة الخارجية. وريما يعو السبب الى
انهم كانوا مسؤولين من الدرجة الثانية» وليسوا من صانعي القرار. واكبر اثبات على عدم تأثير
الانتفاضة في السياسة البريطانية هو ان بريطانيا ضغطت على عصبة الامم لتعيينها الدولة المنتدبة
على فلسطين في « مؤتمر سان ريمو »» في نهاية نيسان (ابريل) (شهر الانتفاضة)؛ واصرارها على ان
يحتوي صك الانتداب على تصريح بلفور, وعدم اجرائها اي تعديل في سياستها المتعلقة بانشاء «الوطن
القومي» اليهودي. اضافة الى ذلك؛ فان السلطات البريطانية سرعان ما استبدلت الادارة العسكرية
بادارة مدنية, الامر الذي كان في صالح الحركة الصهيونية؛ لأن الادارة المدنية: بعكس الادارة
العسكرية: مخوّلة بوضع القوانين والانظمة في جميع النواحي المدنية. فعلى سبيل المثال؛ لم تتمكن
الحركة الصهيونية من امتلاك اراض_ جديدة خلال فترة الادارة العسكرية: ولكنها عادت لتشترى
الاراضي بكميات كبيرة منذ انشاء الادارة المدنية, التي جعلت من فرز الملكيات العقارية ووضع
القوانين والانظمة المتعلقة ببيع وشراء العقارات احدى اولوياتها الرئيسة. وممًا يسترمي الانتباه ان
بريطانيا نصّبت هربرت صموئيل؛ اليهودي الصهيونيء: اول مندوب سام لها في فلسطين؛ بعد فترة
قصيرة من عودة الهدوء والنظام الى شوارع مدينة القدس. ان عدم اجراء بريطانيا اي تغيير في
سياستها المتعلقة بالمشروع الصهيوني وتعيينها هربرت صموئيل أول مندوب سام على فلسطين
1 هُوُون فلسطيزية العدد 7117 98؟5, شباط ( فبراير ) آذار ( مارس ) ١9515 - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 227-228
- تاريخ
- فبراير ١٩٩٢
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 10279 (4 views)