شؤون فلسطينية : عدد 227-228 (ص 79)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 227-228 (ص 79)
- المحتوى
-
هشام الدجائي سب
من يصفها بأنها علاقات تتسم بسيطرة وهيمنة جماعات الضغط الصهيونية داخل أوساط صنع
القرار في الولايات المتحدة الاميركية. ويشتط بعض هؤلاء فيقول ان اسرائيل هي التي ترسم سياسة
اميركا الخارجية في المنطقة! في المقايل» يرى آخرون انها علاقة تبعية مطلقة؛ وان اسرائيل مجرّد أداة
ووسيلة لتحقيق أهداف السياسة الاميركية في الشرق الاوسط. ويسلك فريق ثالث في شرح فلسفة
العلاقة الخاصة بين البلدين مسلكاً وسطاً: فيرى ان اسرائيل هامّة بالنسبة الى الولايات المتحدة
الاميركية» بحيث لا تستطيع الاستغناء عنهاء كما ان حبل السيرّة الاميركي حيوي جداً بالنسبة الى
اسرائيل: بحيث لا تستطيع ان تقطعه
ومع ان التحليل الاخير قد يبدو الأقرب الى الواقعية والاعتدالء الا ان طبيعة العلاقات بين
البلدين ؛ والتي توصف بحق بأنها «فريدة» ودخاصة» و«متميزة». هي أعقد وأكثر تشابكاً من أن يتم
وصفها أو تحليلها بكلمات قليلة. ويبقى السؤال: أين موقع هذه العلاقاتء اذاًء بين هذه التصنيفات
والتحليلات المختلفة؟
حقيقة النفوذ الصهيوني
ان التسليم بحقيقة ان اسرائيل هي «مخفر متقدّم» للمصالح الغربية في المنطقة؛ وبأن وجودها
وقوتها ودورها العدواني رهن باستمرار تلقّي المساعدات الغريية» والاميركية بخاصة:؛ من جهة:
وضروري لاستمرار سلامة هذه المصالح وتحقيق الأهداف الاستراتيجية الاميركية. من جهة أخرى:
ينبغي آلا يدفعنا الى تجاهل ساذج أو انكار لأهمية دور اللوبي الصهيوني داخل الولايات المتحدة
الاميركية: وداخل المحافل الهامّة الصانعة أو المؤثرة في القرار السياسي الاميركي تحديداً. ولِعلّ
التشابك في المصالح والعلاقات والتأثيرات المتبادلة» على الصعيدين, الداخلي والخارجي: هوما يجعل
هذه العلاقات فريدة بحق.
كما ان المبالغة في دور اللوبي الصهيوني وتأثيره الاسطوري في رسم سياسة الولايات المتحدة
الاميركية الخارجية المتعلّقة بالشرق الاوسطء أو الصراع العربي - الاسرائيلي بصورة أكثر تحديداً
وكذلك في توفير هذا الدعم الاقتصادي والعسكري الخرافي لاسرائيل» هونوع من السذاجة السياسية
المفرطة. ومن المؤسف ان نجد كثيرين من المسؤولين السياسيين العرب: وكذلك بعض المفكرين
السياسيين؛ ينحون هذا المنحى في المبالغة بدور اللوبي الصهيوني.
من أجل ان نفهم حقيقة وأهمية دور اللوبي الصهيوني ومدى نفوذه دآخل الولايات المتحدة
الاميركية» ينبغي ان نوضح. أولًء ان هذا اللوبي يعمل في أجواء مشبّعة ومتجاوبة أصلا؛ هذا على
صعيد الرأي العام والاعلام بصورة عامة. أمّا في أجواء كواليس صنع القرارء فهناك التزام اميركي
راسخ ينبع من مصالح الولايات المتحدة الاميركية العالمية في لمطقة بأمن اسرائيل وكيانها وقوتها
العسكرية المتفوّقة ودورها. وهو التزام ظل يسير في خط صاعد على مدى العقوب القليلة الماضية؛ كما
سنرى. وقد عبر أكثر من رئيس اميركيء في الماضيء بشكل لا يقبل التأويل» عن هذا الالتزام. وذهب
بعضهم الى حدّ وصفه بأنه «التزام اخلاقي» بالحفاظ على أمن ووجود اسرائيل. وكرّر الرئيس الاميركي
الحالي»ء جورج بوشء هذا الالتزام أكثر من مرة خلال الاتصالات الاميركية - الاسرائيلية؛ في اثناء
أزمة الخليج وعملية السلام في المنطقة.
ان اللوبي الصهيوني والنفوذ الصهيوني في الولايات المتحدة الاميركية هما حقيقة واقعة لا
27 لشؤُون فلسطزية العدد 717؟ -28؟5: شباط ( فبراير ) آذار ( مارس ) ١9917 - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 227-228
- تاريخ
- فبراير ١٩٩٢
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 19357 (4 views)