شؤون فلسطينية : عدد 227-228 (ص 83)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 227-228 (ص 83)
- المحتوى
-
هشام الدجاني ل
من أجل تطبيق قرارات الأمم المتحدة. وجاءت حرب تشرين الاول ( اكتوير ) ١911 لتقنع الاميركيين
بأنه لا يمكنهم ان يناموا على النصر الاسرائيلي الى الأبد. فقد كان حليفهم في الأيام الاولى من الحرب
في وضع عسكري حرج للفاية» لولا انهم هرعوا الى انقاذها. ولِعلٌ هذا ما دفع الادارات الاميركية» منذ
ذلك الحين (وخاصة ادارة نيكسون ويعده كل من فورد وكارتر)» الى انتهاج سياسة نشطة ازاء مسألة
الصراع العربي - الاسرائيليء والتي يُّدئْت باتفاقيات فك الاشتباك في العامين 1114 و141/0, وتكلّلت
باتفاقيتي كامب ديفيد في العام :١157/ وتحييد مصر (اتفاقية السلام المصرية الاسرائيلية في العام
85( وبسلاح النقط.
بعد ذلك حدثت تعارضات عدّة علنية» حيث بدا كأن اسرائيل تتصرّقء اقليمياً. بمفردها. نذكر,
هناء على سبيل المثالء ضرب المفاعل النووي العراقي في العام ١11/4١ ثم غزو لبنان ودخول بيروت في
العام و وعلى الرغم من ان مثل هذه التعارضات كانت تأخذء أحياناً. الطابع العلني المكشوف,
الا انها لم تكن تصل الى حدّ المجابهة. ولم تكن «العقوبات» التي تتخذها الادارات الاميركية؛ في مثل
هذه الاحوال» تتجاوز اجراءات مثل تأجيل صفقة سلاح مقررة: أى تجميد قرض لفترة معيّنة (على
نحو ما فعلت ادارة ريغان مثلاً)؛ في حين ظلّت العقويات الجدّية, مثل خفض المساعدات العسكرية أو
الاقتصادية: من المحرّمات. ومن الأمثلة على ذلك نكتفى بالاشارة الى طلب السيناتور الديمقراطي
ستيفنسون, في ١1 حزيران ( يونيو) ١19/0 بتعديل قانون المساعدة المالية لعام .114١ وقد نصّ
التعديل على حجز مبلغ ١5١ مليون دولار من المبلغ المخصّص لاسرائيل الى ان يتأكد الرئيس من انها
توقفت عن التوسّع في بناء المستوطنات في المناطق المحتلة. ومع ان المبلغ لم يكن الآ جزءاً يسيراً مما
خصّص لاسرائيل آنذاك (؟ ,” مليار) الآ ان الاقتراح رفض. وحتى في حالات التعارض الشديدء كان
كلا الجانبين يحرص دوماً على تأكيد الصداقة التي لا تنفصم عراهاء وعلى ان الأزمة الطاربئة ما هي
الاسحابة صيفء وسرعان ما يتبين انها لم تكن أكثر من سحابة صيف بالفعل.
ويبدى ان الاسرائيليين» وخاصة بعد تنامي قوتهم العسكرية ودورهم الاقليمي» باتوا يطمحون الى
ان يكونوا شركاء استراتيجيين, وليسوا مجرّد وكلاء محليين. ولعلٌ هذا ما يفسّر سبب «تمرّدهم» أو
«تفرّدهم» الظاهري أحياناً ال ان الادارات الاميركية لا تريدهمء في الغالب» ان يرتقوا الى مستوى
الشريك أو الحليف الكامل؛ على الرغم مما يتغنُونٍ به عن التحالف الاستراتيجي. ولعلّ أكثر ما يغيظ
الاسرائيليين ان الولايات المتحدة الاميركية كثيراً ما تكبح جماحهم: وتمنعهم من اكمال انتصارهم
المحقق, أو المرتقب, حتى نهايته؛ وانها تتدخّل في الوقت المناسب لجني معظم ثمار الخدمات التي
يقذمونها . وقد عبر الكاتبان الاسرائيليان يوّاف بن حورين وباري بووسينء في كتابهما «عقيدة اسرائيل
الا ستراتيجية», عن هذا الشعورء حيث نقراً : «لانا يجب ان تتحمل اسرائيل» وحدهاء أخطار
الخدمات التي تؤديهاء في حين ان اميركا هي الرابحة دائماًء سواء أكان ذلك عبر قطف ثمار جهودها
أى عبر الانسحاب على حسابها من اللعبة» اذا اقتضى الأمن.(١).
يمكن ان نميّنء في مسيرة العلاقات الاميركية الاسرائيلية» مراحل عدة. وفي هذه المراحل كافة
كانت هذه المسيرة تسير في خط صاعدء حيث كانت اسرائيل تزداد مكانة وأهمية في استراتيجية
بصورة رسمية وتعاقدية. وهذه المراحل يمكن ايجازها كما يلي:
5/ لشؤون فلسطيزية العدد /71؟ - 558 شباط ( فبراير ) آذار ( مارس ) 1١9557 - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 227-228
- تاريخ
- فبراير ١٩٩٢
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 19356 (4 views)